‏إظهار الرسائل ذات التسميات يوميات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات يوميات. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

أيام سيئة ، أيام جيدة / 24

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafa@wafakm.com

والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
=== 
وما فائدتي  ؟

أحيانا ، يصبح هذا السؤال هو كل ما أفكر به ، ويجعل كل ما أفعله أو أردت فعله صغيراً هامشياً سخيفاً وبلا معنى. يلاحقني السؤال في كل دقيقة. ومهما تجاهلته يجلس في زاوية في عقلي ليطل علي وعيي ويذكرني به.

الحوار الداخلي الذي يصاحبه مدمر ومعيق ، وأحيانا يبدأ مع بداية عمل أحبه مما يجعله مراً صعب التجرع ويوقفني عن الاستمرار بعمله.

فمثلا .. أبدأ قراءة كتاب ثم يبدأ عقلي بهذا الحوار :
" هاقد بدأتِ من جديد .. القراءة والتخفي وراء أفكار الآخرين .. والهرب من العمل الحقيقي .. ماذا لو استغليتِ هذا الوقت في العمل بدل الاسترخاء والكسل والسرحان بين السطور .. زوجك محق حين لمّح أنك ربة منزل وزوجة فاشلة .. ولِم لا ؟ فأنتِ فاشلة في كل أمر آخر .. ومع ذلك تصرين أنكِ لم تفشلي بعد .. أيتها الفاشلة البائسة الشقية .. "

ويستمر صوتي الداخلي في تقريعي واستعارة أصوات كل من هزأ بي مرة أو وبخني من قبل واسترجاع كل تفاصيل كلماتهم وتأكيدها لي بالأدلة والمنطق.
ثم أنتبه أن نصف ساعة قد مرت وأنني لازلت في الصفحة الأولى .. وقد فقدت الرغبة في القراءة ، أو أي عمل آخر كنت أقوم به في تلك اللحظة.

يستهلك هذا السؤال وهذا الحوار الداخلي المرهق كل الطاقة التي استجمعتها من قبل. وتصبح أسهل الأعمال شاقة ومتعبة.

وللأسف لم أجد لهذه الحالة أي خدعة للتملص منها كما فعلت من قبل في الأمور الأخرى.وهو السبب في تأخري بنشر تدوينة جديدة. فقط أعاقني الفترة الماضية عن الإنجاز وبالكاد كنت أتلهى عنه بوظيفتي والتركيز على إتمام واجباتي.

اقتراحاتكم ؟

الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

فهرس سلسلة أيام جيدة ، أيام سيئة

السلام عليكم .. 


ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه. 
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم. 

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوما. سواء هنا أو على wafa@wafakm.com أو تويتر أو فيس بوك أو صفحة المدونات على فيس بوك (الصفحة) 

== 



3/ "تعلمت اليوم أنني لست الإكتئاب"

4/ "تعلمت اليوم أن هناك من لا يفهمنا"

5/ "تعلمت اليوم أن صغائر الأمور تُحسب" 

6/ معلومات عامة عن الإكتئاب والقلق

7/ "تعلمت اليوم أن أقرب صديقاتي أشد أعداء إكتئابي" 

8/ "تعلمت اليوم أن الإكتئاب أناني "

9/ "تعلمت اليوم من دون كيشوت " 

10/ "تعلمت كيف أعمل "

11/ " لا بأس ببعض الدموع "

12/ "تعلمت اليوم أن الإكتئاب ليس عذرا مقبولا"

13/ "تعلمت اليوم أهمية تقويم جوجل"

14/ "تعلمت اليوم ضرورة الاستسلام"

15/ " تعرفت اليوم على نوبة الهلع " 

16/ " تعلمت اليوم أهمية الدش السريع" 

17/ "اختيار الموت أم انتظار الموت" الجزء الأول

18/ "اختيار الموت أم انتظار الموت /2 " الجزء الثاني

19/ "ألقاب عديدة .. حقيقة واحدة "

20/ "تعلمت اليوم أن السفر حاجة "

21/ " تعلمت اليوم إيجابيات الإكتئاب"

22/ "تعلمت اليوم كيف أتسامح "

23/ " كيف أعمل ؟ "

24/ "وما فائدتي ؟" 
26/"هل يوجد أمل ؟"












السبت، 9 أغسطس 2014

يتعلق بي ؟ أم أتعلق به ؟

رزقت بابنتي البكر رهف قبل عشر سنوات ، وبعدها بسنة وثلاث أشهر رزقت بابني عبدالعزيز.
في ذلك الوقت كنت متعلقة بابنتي وكانت متعلقة بي وتطالبني بحملها طوال الوقت خاصة عندما أستخدم أشياء لها صوت عالي مثل المكنسة الكهربائية أو مجفف الشعر .. فوجدت بعد قليل من البحث أن تعليق رهف على صدري باستخدام ما يشبه الحقيبة أمر عملي ولطيف ومريح لكلينا .

تعليق الأطفال بالطريقة الحديثة

خصوصا أن حملها يجعلها أهدأ وتعليقها باستخدام الحمّالة يخفف الإجهاد على عضلات ظهري وكتفي. ويقلل من تضايق زوجي من عربة الأطفال التي ننقلها من منزلنا لمنزل أهلي ثم نعود إلى منزلنا ونتذكر أننا نسيناها في سيارة أخي والدوار المصاحب لكل هذا ..

وعندما انضم عبدالعزيز لعائلتنا الصغيرة كانت رهف في عمر المشي والعبث بكل شيء. فكان يصعب علي تركه في الكرسي طول الوقت الذي انشغل فيه بملاحقة رهف . فانتقلت لتعليقه بنفس الطريقة التي استخدمتها مع رهف.

قبل عامين ، وأثناء حملي بابنتي لين ، كنت أبحث عن حمالات الأطفال فوجدت بعض المقالات التي شرحت أن حمل الأطفال بدلا من وضعهم في عربة أفضل من نواحٍ مختلفة . ووجدت كذلك أن حملهم بالطريقة التقليدية باستخدام القماش أفضل لنمو وتطور عظامهم من الحمالات الحديثة.


طريقة تعليق الأطفال التقليدية


ورغم أنني لم أصل لهذه المقالات الآن وأنا أبحث لكتابة هذه المدونة لكن في هذه الروابط المزيد من المعلومات :
تلخيص لبحوث متعددة عن منافع حمل المواليد وتعليقهم 
منافع حمل الأطفال وتعليقهم للأمهات المعرضات لاكتئاب ما بعد الولادة 
تلخيص لبحث من هارفارد عن أهمية حمل ولمس الأطفال 
ولمن يحب التعمق بالمعلومات أكثر فإن المواقع التي زرتها تنصح بقراءة هذه الكتب 1 ، 2 ، 3

وبعد هذا البحث قررت تجربة حمل ابنتي بالطريقة التقليدية ، لكنني لم أتشجع كثيرا ، كانت الحمّالات التي تباع في محلات الأطفال تبدو لي أكثرعملية وأمناً من الطريقة التقليدية. لكن أثناء حملي بطفلي الرابع خالد رأيت بالمصادفة صديقة بلجيكية تستخدم شالا طويلا وتربط به طفلها ذو الستة أشهر بطريقة سريعة فسألتها من أين أتت بهذا الشال ؟ وهل هو شال خاص أم مجرد قطعة قماشية ؟ وكيف تربطه بأمان ؟ فأرسلت لي رابطا للموقع الذي اشترت منه الشال. وتشجعت أكثر للتجربة.

وجدت أنواع متعددة من الأقمشة والمقاسات ، واحترت في الاختيار ، لذا استخدمت طريقة التوسط في المقاس واخترت رقم 6 وهو طول متوسط. واخترت القطن 100% لأن جونا حار ولأن القطن لا يسبب الحساسية لأغلب المواليد.لكنني وجدته سميكا فاستخدمته في الأماكن ذات التكييف البارد وعندما كان في أيامه الأولى وجونا المريح تحت التكييف يجعله ينزعج.  كما استخدمت الكتان ووجدته خفيفاً ومناسبا لأجوائنا أكثر.

في البداية كنت أتدرب على طريقة الربط باستخدام دمية لين، ثم جربت ربط لين (عمرها سنتين تقريبا في وقتها وكنت حامل في شهوري الأخيرة). وكانت هذه اللحظة التي شعرت بنفع الطريقة التقليدية وفرقها الحقيقي عن الطريقة الحديثة .

أهم فرق وجدته :
- هي نقطة الارتكاز ، أو النقطة التي أشعر أن وزن الطفل مركز فيها.
               بالطريقة الحديثة ، أجد أن وزن الطفل يكون منخفضاً تحت الصدر. مما يجعلني أميل للأمام بفعل الوزن وأستمر طول وقت حملي للطفل بالطريقة الحديثة أحاول تعديل ظهري ليستقيم.
بينما الطريقة التقليدية ترفع هذه النقطة إلى الصدر مما وجدته أكثر راحة ، كما أن هذا المكان هو المنطقة الطبيعية التي سأضع بها الطفل لو كنت أحمله بيدي العارية.


إيجابيات تعليق الأطفال :

- تساعد على توطيد العلاقة بين الطفل والأم
- تعزيز تعليم الأطفال حيث يرون ما ترين
- تساعد على إبقاء الطفل سعيداً وهادئاً ( طفل سعيد = أم سعيدة )
- تيسر أعمال الأم اليومية بإبقاء اليدين حرتين
- تساعد الأطفال الخدج.
- ستجدين نفسك تسيرين في كل مكان تريدين دون القلق بشأن درج أو رصيف أو رمال .. فأنتِ لا تسحبين عربة بل تستخدمين قدميك.
- أغراض أقل.
- رضاعة أسهل لفترة أطول.
- سوف تحملين الطفل لسبب أو لآخر ، قومي بحمله بطريقة تريحك.

سلبيات تعليق الأطفال :

- الأمهات اللاتي يعانين من مشاكل بالظهر والأكتاف لا تناسبهن.
- ربما يشعر الطفل بالحر بسبب التصاقه بجسد الأم .
- اتساخ ملابس الأم (وهو أمر لا مفر منه سواء كنت تسيرين مع طفل ، تحملين طفل ، تجلسين مع طفل )
- تجعد الملابس المكوية.
- لفت نظر الناس لكما وجعلك ال bunch-line لكل نكتة مملة تخطر على بالهم. (خصوصا باستخدام الطريقة التقليدية)


إيجابيات الطريقة الحديثة :

- لا تفكير ، طريقة واحدة أو اثنتان لوضع الطفل.
- تبدو الأقفال مريحة لمن يجربون تعليق الأطفال للمرة الأولى.
- تبدو طريقة أكثر تقبلا من الناس.

إيجابيات الطريقة التقليدية :

- أفضل لنمو عظام الأطفال من الطريقة الحديثة.
- أسهل في التنظيف ، تعامل الأداة كأي ملابس ، فقط ارمها في الغسالة والنشافة.
- خيارات أكثر لوضع الطفل بحسب ما تحتاجينه.
- رضاعة طبيعية مستترة في أي مكان
- إمكانية حمل الطفل بنفس الشال حتى يصل إلى وزن لا يمكنك احتماله (الطريقة الحديثة تحدد وزناً وعمراً لكل أداة )
- إمكانية فك الشال واستخدامه كغطاء للطفل عندما ينام.
- خيارات عديدة في نوع القماش وسمكه المناسب للجو.
- خيارات عديدة لألوان القماش بما يناسب مظهرك.

استخدمت الطريقتين وارتحت للطريقة التقليدية ، وأكتب عنها هنا لأساعد من يفكر بهذه الخيارات أن يتخذ قراراً يناسبه ويناسب طفله.
عزيزتي الأم ، اقرئي واقرئي وابحثي ، ثم ثقي بحدسك الأمومي ، هو غالباً صحيح في حالتك.

السبت، 19 أبريل 2014

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة / 23

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  



===

" كيف أعمل ؟ "

في الأيام السيئة يصبح التحرك والإنجاز شبه مستحيل. الثقل الذي أشعر به حقيقي وملازم وأكاد أرفع يدي وألمسه. هذه الأيام الثقيلة تجعل من فكرة العمل وإنجاز المهام أمراً بعيداً مشوشاً غامضاً . ولسبب ما لا أستطيع النظر إلى الأمس لتذكر ما كنت أفعله بسهولة. وكل ما أفكر به هو كمية المهام الغامرة والكثيرة.

النصائح اللطيفة التي تأتي من الآخرين تبدو في مثل هذه الأيام أمراً مزعجاً مهما كان جمال نواياهم. كلمات مثل
" اخرجي من الحالة وانجزي "
أو " إنتِ قدها "
ستجعلني أشعر بالانعزال أكثر . وأن قائلها لا يفهم ما أمر به. وتجعل ذاك الثقل المسيطر أكثر سيطرة والغيمة التي تحيط بي داكنة أكثر.

تعلمت من هذه الأيام أن أحد الحلول هو كتابة رسائل لنفسي في أيامي الجيدة أذكر بها نفسي أن هذه الأيام السيئة سوف تمضي وأن هذه الغيمة عابرة. رسالة مثل هذه :

" أنتِ تعرفين مدى حبك لعملك وتعرفين نتائجك وسرعتك في العمل. إن الذي تشعرين به الآن مجرد يوم سيئ. سيمر وتعودين لأيام أكثر إشراقاً. تذكري أنكِ مررت بهذا من قبل وخرجت منه ، وأن شعورك بالإنجاز سيتضاعف غدا حين ترين أن حتى هذه المشاعر وهذا الثقل لم يمنعك من العمل"

هذه الطريقة هي أحد الحلول الناجحة التي أستخدمها لدفع نفسي في العمل وتحفيزي في أيامي السيئة. فكل نصيحة أو كلمة تشجيع من أطراف أخرى ستمر في رأسي بعمليات تحولها إلى أمر مشوش يزيد ثقل اليوم ومشاعره السلبية. لكن عندما تأتي الرسالة أو النصيحة من نفسي ، فهي تأتي بالصيغة التي أحتاج أن أسمعها بها. وتأتي مني ، ومن يفهم مشاعري أكثر مني ؟ لن يجد عقلي مبرراً لتشويهها وتشويشها. وسأسمعها جيداً .

وحتى وإن لم ترفع هذه الرسائل أثقال اليوم السيء ، فإنها تساعد على الاستمرار في العمل حتى في أسوأ الأيام. وحين يمر اليوم السيء وينتهي ، سأنظر إلى الخلف وأربت على كتفي لأقول " تجاوزته بإنجاز "

الأربعاء، 22 يناير 2014

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة .. إعلان

السلام عليكم 

بعد أن بدأت السلسلة ووجدت التفاعل معها إيجابيا . ثم بحثت في المكتبات ولم أجد تجربة مشابهة في المكتبة العربية ، قررت أن أكمل العمل على السلسلة لكن للنشر في كتاب . مما يعني حوالي 50 مقالة. بعدد كلمات أكثر قليلا لكل مقال . ففي الكتاب الاستطراد والاسترسال في الحديث مقبول أكثر منه على الانترنت. 

هذا هو الهدف . 

أتمنى أن أصل إليه بنهاية هذا العام . 
وأتمنى أن يجد الكتاب القبول عند دور النشر والمتلقين . 

كونوا بالقرب وحدثوني عن تجاربكم وتساؤلاتكم . كل هذا سيساعد أشخاص آخرين يمرون بتجربتكم ويحتاجون للدعم . 

شكرا لدعمكم ومساعدتكم وتشجيعكم . 

لا أظنني كنت سأستطيع الاستمرار بهذه التجربة دونكم .

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

أيام جيدة ، أيام سيئة / 22

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
===


"تعلمت اليوم كيف أتسامح "

التسامح كما أُعَرِّفه  ، هو أن تتعادل مشاعرك تجاه من أو ما يجعلك تغص بالكلمات حين تراه.

أصعب أنواع التسامح يكون مع الذات ، ومع أقرب الناس لقلوبنا ..إساءات أو أخطاء الأقرب لنا أعمق وأحَد وأشد .. موقعهم الاستراتيجي يجعل نفاذ كلماتهم للقلب دون فلترة أو مقاومة مما يُصَعِّب إخراجها منه.

في بعض الأحيان يُكبّر الإكتئاب المشاعر ويضخمها حتى تصبح عملية التسامح أصعب وأصعب . نحتاج أن نستغل أيامنا الجيدة لنعادلها ..  نحتاج في الأيام الجيدة أن نتسامح مع أنفسنا . ومع من نرى أنه أخطأ في حقنا .
أن نراجع المواقف ونخلصها من المشاعر المتضخمة. أن ننفصل عن هذه المشاعر ونتعلم منها ونسامح أنفسنا على أخطائنا.
أن نؤمن أن كل ما حصل في الماضي خيرة وأفضل ما كُتِب لنا. وأنه يهيء لنا فرصاً لا نراها بالسخط.

تعلمت استغلال الأيام الجيدة لنسامح أنفسنا ونتعادل مع بعض الأفكار الملحة في أيامنا السيئة ..

من أفكاري الملحة في أيامي السيئة .. أنا خيبة أمل أهلي
تعلمت أن أستغل أيامي الجيدة لأتذكر كلمات والدي ووالدتي المشجعة . وقراءة سيرتي الذاتية.
أعترف هنا أننا أصور الشاشة حين يشكرني مديري أو يمدح عملا قمت به كي أقرأه في أيامي السيئة.
تعلمت هذا الدرس متأخراً . كنت في مراهقتي أكتب يومياتي .. وكانت يومياتي تركز على أسوأ ما حصل في هذا اليوم .. ويندر أن تجد صفحات سعيدة .. إجترار هذه الذكريات الأليمة في أيام بعدها يجعل المرارة تستمر . وربما تزيد.
تعلمت بعد سنين أنني ربما ساعدت الإكتئاب أن يتمكن مني بهذا التصرف .. بتسجيل الأيام السيئة فقط .. والمرور على الأيام الجيدة دون تعليق يستحق ..
تعلمت الآن أن أسجّل وأدوّن عن مشاعري بكل أنواعها . أن أكتب رسائل لأطفالي وهم في أحشائي .. أعبر لهم عن حبي لهم ..
أن أشكر زوجي على رحلة أو نزهة .. وأن أوثّق هذه الرحلة ولو بصورة تعكس الإيجابي فيها ..
وكذلك تعلمت ألا أعبّر عن التجارب السلبية إلا بعد أن أقلبها في عقلي وأجد لها درسا أتعلمه منها .

بهذه الطريقة ، أجد لمشاعري متنفساً وأجد في المستقبل ما يمكن أن أستند عليه لتجرع مرارة الأيام السيئة التي أمر بها بدلا من اجترار مرارة الأيام السيئة السابقة مع اليوم السيء الذي أمر به .

معادلة المشاعر في أيامي الجيدة ، تجعل الأيام السيئة أهون وقعاً .وهو أفضل بكثير من أن تتراكم أشياء كثيرة فتجعل الخروج من المستنقع مهمة شبه مستحيلة.

السبت، 16 نوفمبر 2013

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة / 21

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
===

" تعلمت اليوم إيجابيات الإكتئاب"


" كل ما يصيبنا خير " ميكانيزم دفاع إستقر في باطني كي أبتعد عن أفكاري الإنتحارية المدفوعة بالإكتئاب المزمن.  وبسببه حاولت البحث عن إيجابيات في رحلتي المكتئبة.
- لن أجد ناقدا أشد مني على نفسي.
- التأمل الطويل.
- إيجاد روابط غريبة لكل الأحداث والأسئلة
- تقبل الألم
- الخيال الواسع
- إيجاد أعذار للآخرين
- الاستمتاع بالعزلة
- معرفة أصدقائي الحقيقيين.

الأحد، 20 أكتوبر 2013

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة /20


السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
===

"تعلمت اليوم أن السفر حاجة "



الفرق بين الحاجة والرغبة كالفرق بين الشرق والغرب. الحاجة هي لأمور إن استغنيت عنها تضررت. والرغبة هي أمور إن حصلت عليها سعدت وإن تركتها سأنساها بفعل الزمن.

أنا بحاجة للسفر. لتجربة إنسانية تخرجني مني ومن المعتاد الذي قرفته. ليس أي سفر تقليدي يرميني في فنادق ومجمعات والكثير من الزحام والمجادلات التافهة بيني وبين أطفالي ....
أريد أن أتصل بي في هذا السفر .. أن أتذكر من أنا ؟ وأسترجع حبي لأمور تجاهلتها من أجل آخرين..

أريد زيارة متاحف ، التحدث مع أهل البلاد ، التعرف على عجوز أتعلم منها فن طهي بعض الأكلات ..
أريد أن أسير بخفة .. دون انتظار لرهف وملاحقة لعبدالعزيز والتصاق لين ... دون أن أشعر أنني أثقلت على زوجي وتسببت له بتلك النفخة الصغيرة الشهيرة في خده ،، والتي لا يراها إلا أنا ..
أن أتأمل معروضات المتاحف وأقرأ عنها دون أن أجد من معي يعاني من أسيد الملل الذي يأكل أحشائه..
أريد أن تصبح كل مؤونتي حقيبة فيها ملابسي وكاميرتي وجوالي والكريدت كارد بالطبع ..

أحتاج أن أخرج من حالة الديجافو التي أعيشها .. أحتاج أن أكسر هذه الحلقة المفرغة من الإحباط والملل والقلق .. أن أعيد شحن روحي لأشعر أنني شابة مرة أخرى .. أن أشعر بكوني المستقل ..

أحتاج لقليل من الأمل.

السبت، 28 سبتمبر 2013

كتاب : رواية دروز بلغراد



الرواية مبنية على واقعة تاريخية حقيقية ، مجزرة حصلت في لبنان سنة 1860 م .. أثناء الحكم العثماني. وتم على إثرها نفي 550 درزياً إلى بلغراد.
تحكي الرواية قصة حنا يعقوب ، بائع البيض المسلوق ، المسيحي. والذي كان في الوقت المناسب والمكان المناسب ليأخذه الجنود بديلاً عن درزي ناقص في العدد أطلق سراحه باستثناء غير رسمي. 
هكذا بدون أسباب .. كان هنا وهذا كاف .. 
تغيّر اسمه إلى سليمان ، بالإجبار .. ولو ذكر اسمه الحقيقي .. لعوقب بالضرب حتى يتورم فكه فلا يستطيع الكلام .. 
قضى السنوات في المنفى والسجن .. في ظروف لا توصف بالإنسانية .. حيث الأعمال الشاقة التي تلقى عليهم تصبح نعمة ينتظرونها ليروا الشمس ويتنفسوا الهواء العذب .. والذي وصف الكاتب فرحتهم به كأنهم  "شربوا الهواء النقي وسكروا" .
تسير مع حنا في كابوسه ، منذ حل عليه الظلم غير المبرر ، وحتى وصل إلى بلغراد .. وسجنه هناك.. وحتى النهاية .. 
لا أكاد أصدق أن الأمور التي مرت على حنا لم تُفقده عقله .. والذي يبدو في نهاية الرواية أنه تأثر كثيرا .. 

لن أحرق الرواية أكثر .. 
السرد الجميل والمتعاطف يجعل من القارئ طرف في الرواية .. يجعله سجين زميل لحنا .. يكاد يشعر بعظامه الناتئة وطرطقة أسنانه في الصقيع ..تتألم أسنانك حين تنكسر أسنان حنا في الرواية .. وتتألم ضلوعك حتى تتقلب لما تقرأ عن اللطمات التي تلقاها .. 
 وتجعلك جارة لهيلانة (زوجته) تسمع ضحكات بربارة (ابنته) .. وبقبقة دجاج المنزل .. 
كنت أشعر بالدفيء وأنا أقرأ حال زوجته المطمئنة (هيلانة) النائمة مع ابنتها في بيتها .. وفي مواضع أخرى سرت في جسدي رعشة برد حتى أن القراءة أصبحت صعبة دون أن ألتحف ببطانية .. 

تمهلت في قراءة الرواية .. كثيرا .. وعلى عكس عادتي .. كانت متعة قراءة لغة سردية جميلة كهذه لا تتكرر بالكم الذي أحب .. وحاولت كبح جماح رغبتي بمعرفة ما يحصل لحنا في النهاية .. وكنت أخمن على مدى أيام قراءتي .. ولم يخب ظني.

أنصح بقراءة الرواية للجميع. ربما لا تناسب من يكرهون الروايات المتمهلة. لكنها بالتأكيد واحدة من الروايات التي سأنصح من يسألني بقراءتها.