السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.
الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
أو تويتر
أو فيس بوك
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask
===
أحاول ألا أكتب هذه السلسلة إلا بعد أن أتجاوز عمق الإكتئاب.لكن هذه المرة قررت أن أكتب من عمق المشكلة فتصبح مشاعري شفافة لكم.
عزيزي غير المكتئب. ربما يبدو لك ما سيكتب هنا شيئا من هرطقة.وسيستفزك لتكتب تعليقاً ينتقص من هذه الأفكار والمشاعر. وأعتذر مقدما لكل من سأحذف تعليقاتهم .
"اختيار الموت أم انتظار الموت /2 "
أفتح عيني في صباح الأيام السيئة .. و لا أتحرك .. رغبة بالبكاء تنتابني .. يوم جديد .. عذاب جديد .. أمل جديد محطم .. رغبة أخرى مهملة .. حاجة أخرى مقموعة ..
يوم جديد .. امتداد جديد لحياة أهدافها لن تتحقق ..
"يا رب .. كتبت لي يوما جديدا .. أعلم أنك أوجدتني فيه لسبب فاكتب لي أن أعرفه " .. دعاء الصباح ..
يصبح التنفس أثقل .. لكنه يجب أن يستمر..
أسمح لأفكاري أن تستطرد في كل شيء.. إلا أن تمنطق هذا الحزن ..جعله منطقي يعني تحويله لحقائق .. وآخر ما أحتاجه الآن هو شيء آخر يقنعني أن هذا الحزن دائم وملازم لي .. وأركز على التنفس كيلا تنتابني نوبة هلع ..
لكنني أحيانا أجد نفسي أسيرة هذا الحوار الداخلي ، يعيد تكرار نفسه علي كل صباح " ومالفائدة ؟ .. ومن يهتم لك ؟ .. ستظل الكرة الأرضية تدور حتى وإن تركتها .. الشمس ستشرق من الشرق وتغرب في الغرب .. أطفالك سيكبرون وينسونك .. ولولا علاقتهم البيولوجية بك .. لما افتقدوك .. فأنتِ أسوأ كائن يدعى أم .. وربما يقيض الله لهم من هي أفضل منك .. استسلمي .. لا فائدة منك .. عبثك اللي تقومين به في محاولة لتحسين مستقبلك .. هو مجرد عبث .. تسلية ما قبل الموت .. لماذا لازلت أتنفس ؟ "
هذا الحوار والوحدة التي أشعر بها حين أتذكر أنه لن يفتقدني إلا من ارتبط بي بيولوجيا .. لأنه مرغم على ذلك في جيناته .. وليس لأنه اختار أن يحبني ..
شعور خانق ..
لا يكسر هذا الحوار الداخلي إلا نظرة إلى مهام يومي التي أحبها.. ولهذا أشجع كل أصدقائي المكتئبين أن يضعوا جداول يومية لمهامهم ..فالنظرة العامة لحياتي ومستقبلي البعيد أمر محبط وأحد محفزات إكتئابي .. التركيز على الآن هو أهم ما يجب أن أنقل تفكيري إليه .. وأٌقنع نفسي أن هذه الأفكار ستجد لها جوابا يوما ما ... كل ما علي فعله الآن هو التركيز على ما أحب .. وعمل هذه الأمور الصغيرة .. والبقية ستحل نفسها بنفسها ..