السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.
الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafa@wafakm.com
أو تويتر
أو فيس بوك
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask
===
وما فائدتي ؟
أحيانا ، يصبح هذا السؤال هو كل ما أفكر به ، ويجعل كل ما أفعله أو أردت فعله صغيراً هامشياً سخيفاً وبلا معنى. يلاحقني السؤال في كل دقيقة. ومهما تجاهلته يجلس في زاوية في عقلي ليطل علي وعيي ويذكرني به.
الحوار الداخلي الذي يصاحبه مدمر ومعيق ، وأحيانا يبدأ مع بداية عمل أحبه مما يجعله مراً صعب التجرع ويوقفني عن الاستمرار بعمله.
فمثلا .. أبدأ قراءة كتاب ثم يبدأ عقلي بهذا الحوار :
" هاقد بدأتِ من جديد .. القراءة والتخفي وراء أفكار الآخرين .. والهرب من العمل الحقيقي .. ماذا لو استغليتِ هذا الوقت في العمل بدل الاسترخاء والكسل والسرحان بين السطور .. زوجك محق حين لمّح أنك ربة منزل وزوجة فاشلة .. ولِم لا ؟ فأنتِ فاشلة في كل أمر آخر .. ومع ذلك تصرين أنكِ لم تفشلي بعد .. أيتها الفاشلة البائسة الشقية .. "
ويستمر صوتي الداخلي في تقريعي واستعارة أصوات كل من هزأ بي مرة أو وبخني من قبل واسترجاع كل تفاصيل كلماتهم وتأكيدها لي بالأدلة والمنطق.
ثم أنتبه أن نصف ساعة قد مرت وأنني لازلت في الصفحة الأولى .. وقد فقدت الرغبة في القراءة ، أو أي عمل آخر كنت أقوم به في تلك اللحظة.
يستهلك هذا السؤال وهذا الحوار الداخلي المرهق كل الطاقة التي استجمعتها من قبل. وتصبح أسهل الأعمال شاقة ومتعبة.
وللأسف لم أجد لهذه الحالة أي خدعة للتملص منها كما فعلت من قبل في الأمور الأخرى.وهو السبب في تأخري بنشر تدوينة جديدة. فقط أعاقني الفترة الماضية عن الإنجاز وبالكاد كنت أتلهى عنه بوظيفتي والتركيز على إتمام واجباتي.