السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.
الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
أو تويتر
أو فيس بوك
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask
===
"ألقاب عديدة .. حقيقة واحدة "
تناقضات المكتئب وبعض تصرفاته تجعل عملية فهم الإكتئاب أصعب لمن حوله.
الإكتئاب أنواع .. منها ما تتسبب به ضغوط خارجية أو مؤثر قوي كموت لشخص مقرب أو طلاق أو ضغوط عمل أو مرض ... الخ
وهو ينتهي بنهاية المؤثر أو بتعامل المكتئب الجيد من مشاعره.. ومن يمر بهذا النوع من الإكتئاب يجد الدعم والتعاطف والتواصل ممن حوله في الغالب فيتجاوز أزمته مهما صعبت ..
وهناك نوع آخر .. هو الذي أتكلم عنه في سلسلة "أيام جيدة ،أيام سيئة" . النوع المزمن .. الملازم .. الذي قد تزيده بعض الأسباب الخارجية .. لكنها ليست مسببه.
الذي يجعل النهوض من الفراش في بداية اليوم .. مشقة .. صراع ..
ويجعل رؤوسنا أثقل بأفكارها الملحة ..
الذي يهجم فجأة في يوم عادي . وكل شيء على ما يرام .. ويجعل فنجان القهوة الذي في يدك يتجمد بردا قبل أن تجد سببا وجيها لرفع يدك وشربه..
من يرى المكتئب في أيامه الجيدة .. ويرى إنجازاته وعمله .. ثم يراه في أيامه السيئة .. لن يجد رابطا بين الشخصين ..
وسيتهمك يا صديقي المكتئب .. بأحد أو كل الألقاب التالية :
كسول ، مهمل ، غبي ، خامل ، متكل ، بائس ، يائس ، نذل ، متشائم ، قذر ، موسوس ، حزين ، مسكين ، مريض ، مجنون .
أكثر الإتهامات إنتشاراً هي السلبية والتشاؤم .. ما لا يعرفونه أنك متفائل جدا .. ولولا تفاؤلك اللامنطقي أحيانا ، لما استمرت رئتاك في العمل .. ولما وجدوك هنا تقرأ هذه السطور .
والاتهام الآخر الذي لابد ستسمعه يوما ما .. الكسل والخمول .. لا يعرفون معنى انعدام الحافز . وكيف أن وضع قدم أمام الأخرى هو كل ما تركز عليه الآن . أن مرحلة الزومبي التي يرونها ليست إلا مظهراً للصراع الداخلي الذي يتركز حول أنك إنسان بلا فائدة وأن كل ما تفعله ليس إلا عبث ..
المكتئب المزمن لا يجد التعاطف ولا التواصل ولا الدعم الذي يجده المكتئب العارض . فالعارض له أسبابه الواضحة لهم ، ويستطيعون أن يضعوا أنفسهم في مكانه وأن يعرفوا كيف يشعر .
أما المزمن .. فهم لا يفهمونه .. يرون أن حياته تسير بشكل جيد أو طبيعي . وربما حتى فوق العادي . فلا يجدون لحزنه الدائم مبررا ولا لبحثه الدائم عن حافز للحركة . لا يعرفون كيف يضعون أنفسهم في مكانك ولا يعرفون كيف يتعاطفون معك .
سمعت مرة أن الكثير من المكتئبين لهم معدلات ذكاء عالية .. وافترضوا سبب ذلك أن لأدمغتهم نشاطا مفرطا في بعض الأحيان.
ورغم أن الذكاء أمر إيجابي .. إلا أنه سيكون سلاحا في يد من لا يفهمك ليتهمك بالكسل . ففي رأيهم أنت لا تستغل هذا الذكاء في التخلص من هذا الغباء الذي تعيشه . مما يؤكد لهم اتهام الكسل والخمول.
نعم ، الإكتئاب مرض كسول .. يجعل الحركة صعبة والعمل أصعب . لكن المكتئب ليس بكسول . ولو كان كذلك لما وجدتم له إنجازات في أيامه الجيدة . ولوجدتم أن أعماله في أيامه السيئة تعادل الصفر بدلا عن الأرقام المنخفضة عن معدله العام .
صديقي المكتئب . ستسمع الكثير من الاتهامات . وفي أيامك السيئة لن تملك الطاقة لتدافع عن نفسك أمامها. ستنسحب. لكن لا تسمح لهذه الإتهامات أن تقنعك أنك كذلك ..
أنت لست الإكتئاب .. أنت شخص متكامل .. جزء منه هو معاناتك مع الإكتئاب ..لا تسمح لهذا الجزء أن يسيطر على شخصيتك كلها . ولا تسمح له أن يبرهن لهؤلاء غير الفاهمين .. صحة كلامهم .
جميل التدوينة جدا كعادتك
ردحذفانتظر تدوينة التعامل الصحيح مع الاكتئاب
في التدوينات السابقة بعض الحلول التي تعلمتها. .
حذفانا معجبه جدا بقلمك و اتابعك دائما و اترقب مقالاتك ، دمتي سعيدة ياعزيزتي :*
ردحذفشكراً .. ممتنة لكلماتك اللطيفة
حذفحبيبتي والله احس ودي اخمك اذا قريت كلامك لاني احس بنفس يلي تحسينه بالضبط:(
ردحذفشكرا لك صدق لاني فهمت انا وش فيني وليش اسوي كذا