‏إظهار الرسائل ذات التسميات دروس في الحياة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دروس في الحياة. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

فهرس سلسلة أيام جيدة ، أيام سيئة

السلام عليكم .. 


ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه. 
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم. 

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوما. سواء هنا أو على wafa@wafakm.com أو تويتر أو فيس بوك أو صفحة المدونات على فيس بوك (الصفحة) 

== 



3/ "تعلمت اليوم أنني لست الإكتئاب"

4/ "تعلمت اليوم أن هناك من لا يفهمنا"

5/ "تعلمت اليوم أن صغائر الأمور تُحسب" 

6/ معلومات عامة عن الإكتئاب والقلق

7/ "تعلمت اليوم أن أقرب صديقاتي أشد أعداء إكتئابي" 

8/ "تعلمت اليوم أن الإكتئاب أناني "

9/ "تعلمت اليوم من دون كيشوت " 

10/ "تعلمت كيف أعمل "

11/ " لا بأس ببعض الدموع "

12/ "تعلمت اليوم أن الإكتئاب ليس عذرا مقبولا"

13/ "تعلمت اليوم أهمية تقويم جوجل"

14/ "تعلمت اليوم ضرورة الاستسلام"

15/ " تعرفت اليوم على نوبة الهلع " 

16/ " تعلمت اليوم أهمية الدش السريع" 

17/ "اختيار الموت أم انتظار الموت" الجزء الأول

18/ "اختيار الموت أم انتظار الموت /2 " الجزء الثاني

19/ "ألقاب عديدة .. حقيقة واحدة "

20/ "تعلمت اليوم أن السفر حاجة "

21/ " تعلمت اليوم إيجابيات الإكتئاب"

22/ "تعلمت اليوم كيف أتسامح "

23/ " كيف أعمل ؟ "

24/ "وما فائدتي ؟" 
26/"هل يوجد أمل ؟"












السبت، 19 أبريل 2014

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة / 23

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  



===

" كيف أعمل ؟ "

في الأيام السيئة يصبح التحرك والإنجاز شبه مستحيل. الثقل الذي أشعر به حقيقي وملازم وأكاد أرفع يدي وألمسه. هذه الأيام الثقيلة تجعل من فكرة العمل وإنجاز المهام أمراً بعيداً مشوشاً غامضاً . ولسبب ما لا أستطيع النظر إلى الأمس لتذكر ما كنت أفعله بسهولة. وكل ما أفكر به هو كمية المهام الغامرة والكثيرة.

النصائح اللطيفة التي تأتي من الآخرين تبدو في مثل هذه الأيام أمراً مزعجاً مهما كان جمال نواياهم. كلمات مثل
" اخرجي من الحالة وانجزي "
أو " إنتِ قدها "
ستجعلني أشعر بالانعزال أكثر . وأن قائلها لا يفهم ما أمر به. وتجعل ذاك الثقل المسيطر أكثر سيطرة والغيمة التي تحيط بي داكنة أكثر.

تعلمت من هذه الأيام أن أحد الحلول هو كتابة رسائل لنفسي في أيامي الجيدة أذكر بها نفسي أن هذه الأيام السيئة سوف تمضي وأن هذه الغيمة عابرة. رسالة مثل هذه :

" أنتِ تعرفين مدى حبك لعملك وتعرفين نتائجك وسرعتك في العمل. إن الذي تشعرين به الآن مجرد يوم سيئ. سيمر وتعودين لأيام أكثر إشراقاً. تذكري أنكِ مررت بهذا من قبل وخرجت منه ، وأن شعورك بالإنجاز سيتضاعف غدا حين ترين أن حتى هذه المشاعر وهذا الثقل لم يمنعك من العمل"

هذه الطريقة هي أحد الحلول الناجحة التي أستخدمها لدفع نفسي في العمل وتحفيزي في أيامي السيئة. فكل نصيحة أو كلمة تشجيع من أطراف أخرى ستمر في رأسي بعمليات تحولها إلى أمر مشوش يزيد ثقل اليوم ومشاعره السلبية. لكن عندما تأتي الرسالة أو النصيحة من نفسي ، فهي تأتي بالصيغة التي أحتاج أن أسمعها بها. وتأتي مني ، ومن يفهم مشاعري أكثر مني ؟ لن يجد عقلي مبرراً لتشويهها وتشويشها. وسأسمعها جيداً .

وحتى وإن لم ترفع هذه الرسائل أثقال اليوم السيء ، فإنها تساعد على الاستمرار في العمل حتى في أسوأ الأيام. وحين يمر اليوم السيء وينتهي ، سأنظر إلى الخلف وأربت على كتفي لأقول " تجاوزته بإنجاز "

الأربعاء، 22 يناير 2014

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة .. إعلان

السلام عليكم 

بعد أن بدأت السلسلة ووجدت التفاعل معها إيجابيا . ثم بحثت في المكتبات ولم أجد تجربة مشابهة في المكتبة العربية ، قررت أن أكمل العمل على السلسلة لكن للنشر في كتاب . مما يعني حوالي 50 مقالة. بعدد كلمات أكثر قليلا لكل مقال . ففي الكتاب الاستطراد والاسترسال في الحديث مقبول أكثر منه على الانترنت. 

هذا هو الهدف . 

أتمنى أن أصل إليه بنهاية هذا العام . 
وأتمنى أن يجد الكتاب القبول عند دور النشر والمتلقين . 

كونوا بالقرب وحدثوني عن تجاربكم وتساؤلاتكم . كل هذا سيساعد أشخاص آخرين يمرون بتجربتكم ويحتاجون للدعم . 

شكرا لدعمكم ومساعدتكم وتشجيعكم . 

لا أظنني كنت سأستطيع الاستمرار بهذه التجربة دونكم .

السبت، 16 نوفمبر 2013

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة / 21

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
===

" تعلمت اليوم إيجابيات الإكتئاب"


" كل ما يصيبنا خير " ميكانيزم دفاع إستقر في باطني كي أبتعد عن أفكاري الإنتحارية المدفوعة بالإكتئاب المزمن.  وبسببه حاولت البحث عن إيجابيات في رحلتي المكتئبة.
- لن أجد ناقدا أشد مني على نفسي.
- التأمل الطويل.
- إيجاد روابط غريبة لكل الأحداث والأسئلة
- تقبل الألم
- الخيال الواسع
- إيجاد أعذار للآخرين
- الاستمتاع بالعزلة
- معرفة أصدقائي الحقيقيين.

الأحد، 20 أكتوبر 2013

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة /20


السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
===

"تعلمت اليوم أن السفر حاجة "



الفرق بين الحاجة والرغبة كالفرق بين الشرق والغرب. الحاجة هي لأمور إن استغنيت عنها تضررت. والرغبة هي أمور إن حصلت عليها سعدت وإن تركتها سأنساها بفعل الزمن.

أنا بحاجة للسفر. لتجربة إنسانية تخرجني مني ومن المعتاد الذي قرفته. ليس أي سفر تقليدي يرميني في فنادق ومجمعات والكثير من الزحام والمجادلات التافهة بيني وبين أطفالي ....
أريد أن أتصل بي في هذا السفر .. أن أتذكر من أنا ؟ وأسترجع حبي لأمور تجاهلتها من أجل آخرين..

أريد زيارة متاحف ، التحدث مع أهل البلاد ، التعرف على عجوز أتعلم منها فن طهي بعض الأكلات ..
أريد أن أسير بخفة .. دون انتظار لرهف وملاحقة لعبدالعزيز والتصاق لين ... دون أن أشعر أنني أثقلت على زوجي وتسببت له بتلك النفخة الصغيرة الشهيرة في خده ،، والتي لا يراها إلا أنا ..
أن أتأمل معروضات المتاحف وأقرأ عنها دون أن أجد من معي يعاني من أسيد الملل الذي يأكل أحشائه..
أريد أن تصبح كل مؤونتي حقيبة فيها ملابسي وكاميرتي وجوالي والكريدت كارد بالطبع ..

أحتاج أن أخرج من حالة الديجافو التي أعيشها .. أحتاج أن أكسر هذه الحلقة المفرغة من الإحباط والملل والقلق .. أن أعيد شحن روحي لأشعر أنني شابة مرة أخرى .. أن أشعر بكوني المستقل ..

أحتاج لقليل من الأمل.

الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة / 19

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  

===
"ألقاب عديدة .. حقيقة واحدة "

تناقضات المكتئب وبعض تصرفاته تجعل عملية فهم الإكتئاب أصعب لمن حوله.
الإكتئاب أنواع .. منها ما تتسبب به ضغوط خارجية أو مؤثر قوي كموت لشخص مقرب أو طلاق أو ضغوط عمل أو مرض ... الخ
وهو ينتهي بنهاية المؤثر أو بتعامل المكتئب الجيد من مشاعره.. ومن يمر بهذا النوع من الإكتئاب يجد الدعم والتعاطف والتواصل ممن حوله في الغالب فيتجاوز أزمته مهما صعبت ..
وهناك نوع آخر .. هو الذي أتكلم عنه في سلسلة "أيام جيدة ،أيام سيئة" . النوع المزمن .. الملازم .. الذي قد تزيده بعض الأسباب الخارجية .. لكنها ليست مسببه.
الذي يجعل النهوض من الفراش في بداية اليوم .. مشقة .. صراع ..
ويجعل رؤوسنا أثقل بأفكارها الملحة  ..
الذي يهجم فجأة في يوم عادي .  وكل شيء على ما يرام .. ويجعل فنجان القهوة الذي في يدك يتجمد بردا قبل أن تجد سببا وجيها لرفع يدك وشربه..

من يرى المكتئب في أيامه الجيدة .. ويرى إنجازاته وعمله .. ثم يراه في أيامه السيئة .. لن يجد رابطا بين الشخصين ..
وسيتهمك يا صديقي المكتئب .. بأحد أو كل الألقاب التالية :
كسول ، مهمل ، غبي ، خامل ، متكل ، بائس ، يائس ، نذل ، متشائم ، قذر ، موسوس ، حزين ، مسكين ، مريض ، مجنون .

أكثر الإتهامات إنتشاراً هي السلبية والتشاؤم .. ما لا يعرفونه أنك متفائل جدا .. ولولا تفاؤلك اللامنطقي أحيانا ، لما استمرت رئتاك في العمل .. ولما وجدوك هنا تقرأ هذه السطور .

والاتهام الآخر الذي لابد ستسمعه يوما ما .. الكسل والخمول .. لا يعرفون معنى انعدام الحافز . وكيف أن وضع قدم أمام الأخرى هو كل ما تركز عليه الآن . أن مرحلة الزومبي التي يرونها ليست إلا مظهراً للصراع الداخلي  الذي يتركز حول  أنك إنسان بلا فائدة وأن كل ما تفعله ليس إلا عبث ..

المكتئب المزمن لا يجد التعاطف ولا التواصل ولا الدعم الذي يجده المكتئب العارض . فالعارض له أسبابه الواضحة لهم ، ويستطيعون أن يضعوا أنفسهم في مكانه وأن يعرفوا كيف يشعر .
أما المزمن .. فهم لا يفهمونه .. يرون أن حياته تسير بشكل جيد أو طبيعي . وربما حتى فوق العادي . فلا يجدون لحزنه الدائم مبررا ولا لبحثه الدائم عن حافز للحركة . لا يعرفون كيف يضعون أنفسهم في مكانك ولا يعرفون كيف يتعاطفون معك .

سمعت مرة أن الكثير من المكتئبين لهم معدلات ذكاء عالية .. وافترضوا سبب ذلك  أن لأدمغتهم نشاطا مفرطا في بعض الأحيان.
ورغم أن الذكاء أمر إيجابي .. إلا أنه سيكون سلاحا في يد من لا يفهمك ليتهمك بالكسل . ففي رأيهم أنت لا تستغل هذا الذكاء في التخلص من هذا الغباء الذي تعيشه . مما يؤكد لهم اتهام الكسل والخمول.

نعم ، الإكتئاب مرض كسول .. يجعل الحركة صعبة والعمل أصعب . لكن المكتئب ليس بكسول . ولو كان كذلك لما وجدتم له إنجازات في أيامه الجيدة . ولوجدتم أن أعماله في أيامه السيئة تعادل الصفر بدلا عن الأرقام المنخفضة عن معدله العام .

صديقي المكتئب .  ستسمع الكثير من الاتهامات . وفي أيامك السيئة لن تملك الطاقة لتدافع عن نفسك أمامها. ستنسحب. لكن لا تسمح لهذه الإتهامات أن تقنعك أنك كذلك ..
أنت لست الإكتئاب .. أنت شخص متكامل .. جزء منه هو معاناتك مع الإكتئاب ..لا تسمح لهذا الجزء أن يسيطر على شخصيتك كلها . ولا تسمح له أن يبرهن لهؤلاء غير الفاهمين .. صحة كلامهم .

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة / 18

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.


الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com


والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
===



أحاول ألا أكتب هذه السلسلة إلا بعد أن أتجاوز عمق الإكتئاب.لكن هذه المرة قررت أن أكتب من عمق المشكلة فتصبح مشاعري شفافة لكم.


عزيزي غير المكتئب. ربما يبدو لك ما سيكتب هنا شيئا من هرطقة.وسيستفزك لتكتب تعليقاً ينتقص من هذه الأفكار والمشاعر. وأعتذر مقدما لكل من سأحذف تعليقاتهم .


"اختيار الموت أم انتظار الموت /2 "

أفتح عيني في صباح الأيام السيئة .. و لا أتحرك .. رغبة بالبكاء تنتابني .. يوم جديد .. عذاب جديد .. أمل جديد محطم .. رغبة أخرى مهملة .. حاجة أخرى مقموعة ..
يوم جديد .. امتداد جديد لحياة أهدافها لن تتحقق ..
"يا رب .. كتبت لي يوما جديدا .. أعلم أنك أوجدتني فيه لسبب فاكتب لي أن أعرفه " .. دعاء الصباح ..
يصبح التنفس أثقل .. لكنه يجب أن يستمر..

أسمح لأفكاري أن تستطرد في كل شيء.. إلا أن تمنطق هذا الحزن ..جعله منطقي يعني تحويله لحقائق .. وآخر ما أحتاجه الآن هو شيء آخر يقنعني أن هذا الحزن دائم وملازم لي  .. وأركز على التنفس كيلا تنتابني نوبة هلع ..

لكنني أحيانا أجد نفسي أسيرة هذا الحوار الداخلي ، يعيد تكرار نفسه علي كل صباح  " ومالفائدة ؟ .. ومن يهتم لك ؟ .. ستظل الكرة الأرضية تدور حتى وإن تركتها .. الشمس ستشرق من الشرق وتغرب في الغرب .. أطفالك سيكبرون وينسونك .. ولولا علاقتهم البيولوجية بك .. لما افتقدوك .. فأنتِ أسوأ كائن يدعى أم .. وربما يقيض الله لهم من هي أفضل منك .. استسلمي .. لا فائدة منك .. عبثك اللي تقومين به في محاولة لتحسين مستقبلك .. هو مجرد عبث .. تسلية ما قبل الموت .. لماذا لازلت أتنفس ؟ "

هذا الحوار والوحدة التي أشعر بها حين أتذكر أنه لن يفتقدني إلا من ارتبط بي بيولوجيا .. لأنه مرغم على ذلك في جيناته .. وليس لأنه اختار أن يحبني ..

شعور خانق ..

لا يكسر هذا الحوار الداخلي إلا نظرة إلى مهام يومي التي أحبها.. ولهذا أشجع كل أصدقائي المكتئبين أن يضعوا جداول يومية لمهامهم ..فالنظرة العامة لحياتي ومستقبلي البعيد أمر محبط وأحد محفزات إكتئابي .. التركيز على الآن هو أهم ما يجب أن أنقل تفكيري إليه .. وأٌقنع نفسي أن هذه الأفكار ستجد لها جوابا يوما ما ... كل ما علي فعله الآن هو التركيز على ما أحب .. وعمل هذه الأمور الصغيرة .. والبقية ستحل نفسها بنفسها ..

الجمعة، 6 سبتمبر 2013

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة / 15

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه. 
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم. 

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على 
wafakm@gmail.com 
أو تويتر 
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask 
===

" تعرفت اليوم على نوبة الهلع " 

تتسارع الأفكار في عقلي أحياناً حتى أن مشاعري لا تستطيع التسابق معها ، فتغرق. 
يبدأ عقلي برمي أكوام من الأفكار ، حتى أنني أشعر بثقلها ، يدفنني بها .. محبوسة في ساعة رملية قلبت علي. 
تصوير Cesarr Terrio
هكذا أشعر في بداية كل نوبة هلع. ثم يلحق هذه الأفكار المتسارعة صعوبة في التنفس وتسارع في نبضات القلب. 
"نوبة قلبية" هي أول فكرة تخطر على البال .. " أنا أحتضر " .. وهذه الفكرتان تزيد من التوتر الحاصل بداية. 

لازلت  أذكر بوضوح شديد نوبة الذعر الأولى .. وكم كانت مرعبة ! كنت لوحدي .. ولبضع أسابيع بعدها كنت أخشى أن أكون لوحدي مرة أخرى .. ولم أعرف بالضبط هذا الذي حصل لي ! كنت أموت .. ولم أعرف كيف أتكلم عنه أو أشرحه .. فسرته فيم بعد أنه ربما كان ضيق تنفس بسبب حساسية ، لكن الحساسية لا تذهب فجأة كما أتت وبدون أدوية ..

لم أجد تفسيرا لأشهر .. ثم وفي لحظة استرخاء تام .. كنت أتذكر بعض المعلومات من بعض الكتب وجرّت الأفكار بعضها حتى تذكرت مصطلح "نوبة ذعر" Panic attack  .. كانت لحظة من نوع يوريكا ! قفزت من مكاني بسرعة إلى الكمبيوتر وبدأت البحث .. ولدهشتي كانت كل الأعراض موجودة ! 
ولأنني زرت الطبيب قبلها واستبعدت الأمراض الجسدية  .. فقد تأكدت أنها كانت نوبة ذعر .. 
زارتني نوبة الذعر الثانية بعدها بسنة تقريبا .. في مكان عام .. وكنت خجلى من أن يلاحظ من هم حولي الأمر .. 
كنت أتفصد عرقاً وأكاد لا أتنفس .. الألم في صدري
رددت على نفسي : " هذه مجرد نوبة ذعر .. ستمر وتنتهي .. تنفسي .. تنفسي .. مجرد نوبة ذعر " 
أجبرت نفسي على التنفس .. أو على إعادة تنظيم تنفسي .. وبدأت بأخذ أنفاس طويلة كالتي أفعلها عند التأمل .. 
ومرت النوبة بسلام ..  رغم أنني بكيت بعدها كطفلة .. لكنها مرت بسلام . وأقصد بهذا أنني كنت واعية طول الوقت لحقيقة أنها مجرد نوبة ذعر ولم أسمح لأفكار إضافية أن توترني أكثر .. وأنني استطعت الإسترخاء والسيطرة على تنفسي .. 
بدأت بعدها بالبحث عن طرق التعامل مع نوبات الذعر ، وكلها تتمحور على عدم الاستسلام لها والتركيز على الأفكار والسيطرة عليها . 
بعض الحلول كانت تقول اخرج للهواء الطلق وامش .. لكن هذا لا يعمل معي .. 
لذا فأنا أشجع أي شخص تنتابه هذه النوبات أن يذهب أولا إلى الطبيب ليستبعد أي مشكلة في القلب والجهاز التنفسي وما إلى ذلك .. ثم القراءة عنها وإيجاد حله المناسب ..

نوبات الذعر تحصل أحيانا لغير المكتئبين ، هي مجموعة من الأفكار المتسارعة بسبب التوتر .. العلم بطريقة التعامل معها واحد من الأمور الأساسية ، والتقنيات التي ستتبناها مفيدة في التعامل مع القلق والتوتر والغضب . 

أمر تمنيته مع نوبات الذعر التي مررت بها .. شخص يحتضنني ويربت علي ويقول :" استرخي ،، هذه حالة ستنتهي في دقائق"