‏إظهار الرسائل ذات التسميات اكتئاب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اكتئاب. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 24 مارس 2021

بودكاست شسمه : فاصل ونواصل : أنا لست شجاعة












يمكنكم الاستماع للحلقة عبر هذا الرابط أيضا والاشتراك بالقناة على أي من برامجكم المفضلة للبودكاست


"وكأنني تنفست الأسى" - إدجار آلان بو

الإكتئاب مزيل لغشاء رقيق جدا يغلف الحياة .. اسمه الأمل مما يجعلها لا تطاق

لما المكتئب وغير المكتب ينظرون لنفس الشيء .. يشوفون شيئين مختلفين. المكتئب يشوفه بدون الأمل، وبدون الفلتر الرقيق هذا .. يصل الألم كامل.

طيب ليه يظن الناس إن الإكتئاب هو نظارة عدساتها رمادية نلبسها ونفصخها متى ما حبينا.


" شجاعة .. ملهمة .. قوية .. إرادة عظيمة"


كلها صفات من ضمن الكثير من التشجيع الذي وصلني منذ بدأت الحديث عن تجربتي في التعايش مع الإكتئاب. وبين هذه السطور يمكن أن نقرأ اعتبارهم لي (استثناء)


طيب ما هي القاعدة المتوقعة التي كسرتها ؟ أن المريض النفسي والعقلي لا يمكن أن يعيش بيننا. وغالبا خطر أو عاجز.

كيف وصلت هذه الصورة الذهنية للناس ؟


تكوّنت هذه الصورة الذهنية من ترسبات الإعلام والصحافة والفن. اللي كانت تركز على الحالات المتطرفة لأن الحياة العادية مملة لو وجهنا عليها الكاميرا.


واللي يحاولون ينشرون الوعي بالأمراض العقلية عايشين في فقاعتهم .. شوفوا اليوم مثلا .. هذا اجتماع لأشخاص عارفين على الأقل أساسيات معاني كلمات مثل إكتئاب وفصام وهلاوس

لم نخرج من دائرة الراحة الخاصة بنا لتوعية من لم يخطر في باله أنه قد يعيش مع شخص أو يكون هو الشخص المحتاج للعلاج النفسي.

وحتى المحاولات السابقة .. نجحت في ترسيخ بعض الكلمات في مفردات المجتمع .. لكن بطريقة سطحية فوصل الفهم قاصر للأسف


لدرجة أن الناس بدؤا استبدال مفرداتهم الصحيح بمفردات أسماء الأمراض كدليل على المبالغة.

فبدل ما تصف البنت صديقتها المرتبة بأنها منظمة جدا .. صارت تقول .. هي مرة OCD

وبدل أن يقول الفتى أنا زهقان ومليت هاليومين من الروتين صار يقول .. أنا مكتئب



لما بدأت الكتابة عن تجربتي .. كنت أبحث عن أصدقائي المكتئبين .. كنت أحتاج أتبادل معهم وصفات إكمال الحياة .. مثل ما أي شخص يبحث عن طريقة إزالة بقعة مستحيلة ..


وما كان عندي شي أخسره .. ما عندي اسم ولا بريستيج ينجرح لو عرف الناس إن عندي مرض نفسي

ولا عندي وظيفة تتأثر لو تكلمت عنه ..

والأشخاص اللي يهمني رأيهم عبارة عن قائمة صغيرة جدا من الأسماء وجميعهم كنت أعرف إن ردة فعلهم ستكون مقبولة ..


ما صارعت أي شي من أجل الحديث عن مرضي .. ولا كان هدفي نشر الوعي .. مع إن هذا الهدف تغير الآن..

ومو مطلوب من كل مريض أن يتحدث عن تجربته لأنها شي خاص فيه ومشاركتها أو عدم ذلك من حقه ولا تنقص من تقديرنا له.



أنا لست ملهمة .. ولست شجاعة ..


الشجاع الحقيقي .. هو الشخص اللي يدرك إن عنده أشياء كثيرة ممكن يخسرها لو سعى للعلاج من مرضه .. ومع ذلك راح يتعالج.


ولهذا الشخص أنا أقول .. أستمد منك القوة والشجاعة .. ومن أجلك سأستمر بحديث الإكتئاب .. ويوما ما .. ستزول الوصمة


لكل من وصل هنا .. ممتنة لوجودك في الحياة 

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

أيام سيئة ، أيام جيدة / 24

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafa@wafakm.com

والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
=== 
وما فائدتي  ؟

أحيانا ، يصبح هذا السؤال هو كل ما أفكر به ، ويجعل كل ما أفعله أو أردت فعله صغيراً هامشياً سخيفاً وبلا معنى. يلاحقني السؤال في كل دقيقة. ومهما تجاهلته يجلس في زاوية في عقلي ليطل علي وعيي ويذكرني به.

الحوار الداخلي الذي يصاحبه مدمر ومعيق ، وأحيانا يبدأ مع بداية عمل أحبه مما يجعله مراً صعب التجرع ويوقفني عن الاستمرار بعمله.

فمثلا .. أبدأ قراءة كتاب ثم يبدأ عقلي بهذا الحوار :
" هاقد بدأتِ من جديد .. القراءة والتخفي وراء أفكار الآخرين .. والهرب من العمل الحقيقي .. ماذا لو استغليتِ هذا الوقت في العمل بدل الاسترخاء والكسل والسرحان بين السطور .. زوجك محق حين لمّح أنك ربة منزل وزوجة فاشلة .. ولِم لا ؟ فأنتِ فاشلة في كل أمر آخر .. ومع ذلك تصرين أنكِ لم تفشلي بعد .. أيتها الفاشلة البائسة الشقية .. "

ويستمر صوتي الداخلي في تقريعي واستعارة أصوات كل من هزأ بي مرة أو وبخني من قبل واسترجاع كل تفاصيل كلماتهم وتأكيدها لي بالأدلة والمنطق.
ثم أنتبه أن نصف ساعة قد مرت وأنني لازلت في الصفحة الأولى .. وقد فقدت الرغبة في القراءة ، أو أي عمل آخر كنت أقوم به في تلك اللحظة.

يستهلك هذا السؤال وهذا الحوار الداخلي المرهق كل الطاقة التي استجمعتها من قبل. وتصبح أسهل الأعمال شاقة ومتعبة.

وللأسف لم أجد لهذه الحالة أي خدعة للتملص منها كما فعلت من قبل في الأمور الأخرى.وهو السبب في تأخري بنشر تدوينة جديدة. فقط أعاقني الفترة الماضية عن الإنجاز وبالكاد كنت أتلهى عنه بوظيفتي والتركيز على إتمام واجباتي.

اقتراحاتكم ؟

الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

فهرس سلسلة أيام جيدة ، أيام سيئة

السلام عليكم .. 


ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه. 
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم. 

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوما. سواء هنا أو على wafa@wafakm.com أو تويتر أو فيس بوك أو صفحة المدونات على فيس بوك (الصفحة) 

== 



3/ "تعلمت اليوم أنني لست الإكتئاب"

4/ "تعلمت اليوم أن هناك من لا يفهمنا"

5/ "تعلمت اليوم أن صغائر الأمور تُحسب" 

6/ معلومات عامة عن الإكتئاب والقلق

7/ "تعلمت اليوم أن أقرب صديقاتي أشد أعداء إكتئابي" 

8/ "تعلمت اليوم أن الإكتئاب أناني "

9/ "تعلمت اليوم من دون كيشوت " 

10/ "تعلمت كيف أعمل "

11/ " لا بأس ببعض الدموع "

12/ "تعلمت اليوم أن الإكتئاب ليس عذرا مقبولا"

13/ "تعلمت اليوم أهمية تقويم جوجل"

14/ "تعلمت اليوم ضرورة الاستسلام"

15/ " تعرفت اليوم على نوبة الهلع " 

16/ " تعلمت اليوم أهمية الدش السريع" 

17/ "اختيار الموت أم انتظار الموت" الجزء الأول

18/ "اختيار الموت أم انتظار الموت /2 " الجزء الثاني

19/ "ألقاب عديدة .. حقيقة واحدة "

20/ "تعلمت اليوم أن السفر حاجة "

21/ " تعلمت اليوم إيجابيات الإكتئاب"

22/ "تعلمت اليوم كيف أتسامح "

23/ " كيف أعمل ؟ "

24/ "وما فائدتي ؟" 
26/"هل يوجد أمل ؟"












السبت، 19 أبريل 2014

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة / 23

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  



===

" كيف أعمل ؟ "

في الأيام السيئة يصبح التحرك والإنجاز شبه مستحيل. الثقل الذي أشعر به حقيقي وملازم وأكاد أرفع يدي وألمسه. هذه الأيام الثقيلة تجعل من فكرة العمل وإنجاز المهام أمراً بعيداً مشوشاً غامضاً . ولسبب ما لا أستطيع النظر إلى الأمس لتذكر ما كنت أفعله بسهولة. وكل ما أفكر به هو كمية المهام الغامرة والكثيرة.

النصائح اللطيفة التي تأتي من الآخرين تبدو في مثل هذه الأيام أمراً مزعجاً مهما كان جمال نواياهم. كلمات مثل
" اخرجي من الحالة وانجزي "
أو " إنتِ قدها "
ستجعلني أشعر بالانعزال أكثر . وأن قائلها لا يفهم ما أمر به. وتجعل ذاك الثقل المسيطر أكثر سيطرة والغيمة التي تحيط بي داكنة أكثر.

تعلمت من هذه الأيام أن أحد الحلول هو كتابة رسائل لنفسي في أيامي الجيدة أذكر بها نفسي أن هذه الأيام السيئة سوف تمضي وأن هذه الغيمة عابرة. رسالة مثل هذه :

" أنتِ تعرفين مدى حبك لعملك وتعرفين نتائجك وسرعتك في العمل. إن الذي تشعرين به الآن مجرد يوم سيئ. سيمر وتعودين لأيام أكثر إشراقاً. تذكري أنكِ مررت بهذا من قبل وخرجت منه ، وأن شعورك بالإنجاز سيتضاعف غدا حين ترين أن حتى هذه المشاعر وهذا الثقل لم يمنعك من العمل"

هذه الطريقة هي أحد الحلول الناجحة التي أستخدمها لدفع نفسي في العمل وتحفيزي في أيامي السيئة. فكل نصيحة أو كلمة تشجيع من أطراف أخرى ستمر في رأسي بعمليات تحولها إلى أمر مشوش يزيد ثقل اليوم ومشاعره السلبية. لكن عندما تأتي الرسالة أو النصيحة من نفسي ، فهي تأتي بالصيغة التي أحتاج أن أسمعها بها. وتأتي مني ، ومن يفهم مشاعري أكثر مني ؟ لن يجد عقلي مبرراً لتشويهها وتشويشها. وسأسمعها جيداً .

وحتى وإن لم ترفع هذه الرسائل أثقال اليوم السيء ، فإنها تساعد على الاستمرار في العمل حتى في أسوأ الأيام. وحين يمر اليوم السيء وينتهي ، سأنظر إلى الخلف وأربت على كتفي لأقول " تجاوزته بإنجاز "

الأربعاء، 22 يناير 2014

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة .. إعلان

السلام عليكم 

بعد أن بدأت السلسلة ووجدت التفاعل معها إيجابيا . ثم بحثت في المكتبات ولم أجد تجربة مشابهة في المكتبة العربية ، قررت أن أكمل العمل على السلسلة لكن للنشر في كتاب . مما يعني حوالي 50 مقالة. بعدد كلمات أكثر قليلا لكل مقال . ففي الكتاب الاستطراد والاسترسال في الحديث مقبول أكثر منه على الانترنت. 

هذا هو الهدف . 

أتمنى أن أصل إليه بنهاية هذا العام . 
وأتمنى أن يجد الكتاب القبول عند دور النشر والمتلقين . 

كونوا بالقرب وحدثوني عن تجاربكم وتساؤلاتكم . كل هذا سيساعد أشخاص آخرين يمرون بتجربتكم ويحتاجون للدعم . 

شكرا لدعمكم ومساعدتكم وتشجيعكم . 

لا أظنني كنت سأستطيع الاستمرار بهذه التجربة دونكم .

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

أيام جيدة ، أيام سيئة / 22

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
===


"تعلمت اليوم كيف أتسامح "

التسامح كما أُعَرِّفه  ، هو أن تتعادل مشاعرك تجاه من أو ما يجعلك تغص بالكلمات حين تراه.

أصعب أنواع التسامح يكون مع الذات ، ومع أقرب الناس لقلوبنا ..إساءات أو أخطاء الأقرب لنا أعمق وأحَد وأشد .. موقعهم الاستراتيجي يجعل نفاذ كلماتهم للقلب دون فلترة أو مقاومة مما يُصَعِّب إخراجها منه.

في بعض الأحيان يُكبّر الإكتئاب المشاعر ويضخمها حتى تصبح عملية التسامح أصعب وأصعب . نحتاج أن نستغل أيامنا الجيدة لنعادلها ..  نحتاج في الأيام الجيدة أن نتسامح مع أنفسنا . ومع من نرى أنه أخطأ في حقنا .
أن نراجع المواقف ونخلصها من المشاعر المتضخمة. أن ننفصل عن هذه المشاعر ونتعلم منها ونسامح أنفسنا على أخطائنا.
أن نؤمن أن كل ما حصل في الماضي خيرة وأفضل ما كُتِب لنا. وأنه يهيء لنا فرصاً لا نراها بالسخط.

تعلمت استغلال الأيام الجيدة لنسامح أنفسنا ونتعادل مع بعض الأفكار الملحة في أيامنا السيئة ..

من أفكاري الملحة في أيامي السيئة .. أنا خيبة أمل أهلي
تعلمت أن أستغل أيامي الجيدة لأتذكر كلمات والدي ووالدتي المشجعة . وقراءة سيرتي الذاتية.
أعترف هنا أننا أصور الشاشة حين يشكرني مديري أو يمدح عملا قمت به كي أقرأه في أيامي السيئة.
تعلمت هذا الدرس متأخراً . كنت في مراهقتي أكتب يومياتي .. وكانت يومياتي تركز على أسوأ ما حصل في هذا اليوم .. ويندر أن تجد صفحات سعيدة .. إجترار هذه الذكريات الأليمة في أيام بعدها يجعل المرارة تستمر . وربما تزيد.
تعلمت بعد سنين أنني ربما ساعدت الإكتئاب أن يتمكن مني بهذا التصرف .. بتسجيل الأيام السيئة فقط .. والمرور على الأيام الجيدة دون تعليق يستحق ..
تعلمت الآن أن أسجّل وأدوّن عن مشاعري بكل أنواعها . أن أكتب رسائل لأطفالي وهم في أحشائي .. أعبر لهم عن حبي لهم ..
أن أشكر زوجي على رحلة أو نزهة .. وأن أوثّق هذه الرحلة ولو بصورة تعكس الإيجابي فيها ..
وكذلك تعلمت ألا أعبّر عن التجارب السلبية إلا بعد أن أقلبها في عقلي وأجد لها درسا أتعلمه منها .

بهذه الطريقة ، أجد لمشاعري متنفساً وأجد في المستقبل ما يمكن أن أستند عليه لتجرع مرارة الأيام السيئة التي أمر بها بدلا من اجترار مرارة الأيام السيئة السابقة مع اليوم السيء الذي أمر به .

معادلة المشاعر في أيامي الجيدة ، تجعل الأيام السيئة أهون وقعاً .وهو أفضل بكثير من أن تتراكم أشياء كثيرة فتجعل الخروج من المستنقع مهمة شبه مستحيلة.

السبت، 16 نوفمبر 2013

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة / 21

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
===

" تعلمت اليوم إيجابيات الإكتئاب"


" كل ما يصيبنا خير " ميكانيزم دفاع إستقر في باطني كي أبتعد عن أفكاري الإنتحارية المدفوعة بالإكتئاب المزمن.  وبسببه حاولت البحث عن إيجابيات في رحلتي المكتئبة.
- لن أجد ناقدا أشد مني على نفسي.
- التأمل الطويل.
- إيجاد روابط غريبة لكل الأحداث والأسئلة
- تقبل الألم
- الخيال الواسع
- إيجاد أعذار للآخرين
- الاستمتاع بالعزلة
- معرفة أصدقائي الحقيقيين.

الأحد، 20 أكتوبر 2013

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة /20


السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
===

"تعلمت اليوم أن السفر حاجة "



الفرق بين الحاجة والرغبة كالفرق بين الشرق والغرب. الحاجة هي لأمور إن استغنيت عنها تضررت. والرغبة هي أمور إن حصلت عليها سعدت وإن تركتها سأنساها بفعل الزمن.

أنا بحاجة للسفر. لتجربة إنسانية تخرجني مني ومن المعتاد الذي قرفته. ليس أي سفر تقليدي يرميني في فنادق ومجمعات والكثير من الزحام والمجادلات التافهة بيني وبين أطفالي ....
أريد أن أتصل بي في هذا السفر .. أن أتذكر من أنا ؟ وأسترجع حبي لأمور تجاهلتها من أجل آخرين..

أريد زيارة متاحف ، التحدث مع أهل البلاد ، التعرف على عجوز أتعلم منها فن طهي بعض الأكلات ..
أريد أن أسير بخفة .. دون انتظار لرهف وملاحقة لعبدالعزيز والتصاق لين ... دون أن أشعر أنني أثقلت على زوجي وتسببت له بتلك النفخة الصغيرة الشهيرة في خده ،، والتي لا يراها إلا أنا ..
أن أتأمل معروضات المتاحف وأقرأ عنها دون أن أجد من معي يعاني من أسيد الملل الذي يأكل أحشائه..
أريد أن تصبح كل مؤونتي حقيبة فيها ملابسي وكاميرتي وجوالي والكريدت كارد بالطبع ..

أحتاج أن أخرج من حالة الديجافو التي أعيشها .. أحتاج أن أكسر هذه الحلقة المفرغة من الإحباط والملل والقلق .. أن أعيد شحن روحي لأشعر أنني شابة مرة أخرى .. أن أشعر بكوني المستقل ..

أحتاج لقليل من الأمل.

الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة / 19

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  

===
"ألقاب عديدة .. حقيقة واحدة "

تناقضات المكتئب وبعض تصرفاته تجعل عملية فهم الإكتئاب أصعب لمن حوله.
الإكتئاب أنواع .. منها ما تتسبب به ضغوط خارجية أو مؤثر قوي كموت لشخص مقرب أو طلاق أو ضغوط عمل أو مرض ... الخ
وهو ينتهي بنهاية المؤثر أو بتعامل المكتئب الجيد من مشاعره.. ومن يمر بهذا النوع من الإكتئاب يجد الدعم والتعاطف والتواصل ممن حوله في الغالب فيتجاوز أزمته مهما صعبت ..
وهناك نوع آخر .. هو الذي أتكلم عنه في سلسلة "أيام جيدة ،أيام سيئة" . النوع المزمن .. الملازم .. الذي قد تزيده بعض الأسباب الخارجية .. لكنها ليست مسببه.
الذي يجعل النهوض من الفراش في بداية اليوم .. مشقة .. صراع ..
ويجعل رؤوسنا أثقل بأفكارها الملحة  ..
الذي يهجم فجأة في يوم عادي .  وكل شيء على ما يرام .. ويجعل فنجان القهوة الذي في يدك يتجمد بردا قبل أن تجد سببا وجيها لرفع يدك وشربه..

من يرى المكتئب في أيامه الجيدة .. ويرى إنجازاته وعمله .. ثم يراه في أيامه السيئة .. لن يجد رابطا بين الشخصين ..
وسيتهمك يا صديقي المكتئب .. بأحد أو كل الألقاب التالية :
كسول ، مهمل ، غبي ، خامل ، متكل ، بائس ، يائس ، نذل ، متشائم ، قذر ، موسوس ، حزين ، مسكين ، مريض ، مجنون .

أكثر الإتهامات إنتشاراً هي السلبية والتشاؤم .. ما لا يعرفونه أنك متفائل جدا .. ولولا تفاؤلك اللامنطقي أحيانا ، لما استمرت رئتاك في العمل .. ولما وجدوك هنا تقرأ هذه السطور .

والاتهام الآخر الذي لابد ستسمعه يوما ما .. الكسل والخمول .. لا يعرفون معنى انعدام الحافز . وكيف أن وضع قدم أمام الأخرى هو كل ما تركز عليه الآن . أن مرحلة الزومبي التي يرونها ليست إلا مظهراً للصراع الداخلي  الذي يتركز حول  أنك إنسان بلا فائدة وأن كل ما تفعله ليس إلا عبث ..

المكتئب المزمن لا يجد التعاطف ولا التواصل ولا الدعم الذي يجده المكتئب العارض . فالعارض له أسبابه الواضحة لهم ، ويستطيعون أن يضعوا أنفسهم في مكانه وأن يعرفوا كيف يشعر .
أما المزمن .. فهم لا يفهمونه .. يرون أن حياته تسير بشكل جيد أو طبيعي . وربما حتى فوق العادي . فلا يجدون لحزنه الدائم مبررا ولا لبحثه الدائم عن حافز للحركة . لا يعرفون كيف يضعون أنفسهم في مكانك ولا يعرفون كيف يتعاطفون معك .

سمعت مرة أن الكثير من المكتئبين لهم معدلات ذكاء عالية .. وافترضوا سبب ذلك  أن لأدمغتهم نشاطا مفرطا في بعض الأحيان.
ورغم أن الذكاء أمر إيجابي .. إلا أنه سيكون سلاحا في يد من لا يفهمك ليتهمك بالكسل . ففي رأيهم أنت لا تستغل هذا الذكاء في التخلص من هذا الغباء الذي تعيشه . مما يؤكد لهم اتهام الكسل والخمول.

نعم ، الإكتئاب مرض كسول .. يجعل الحركة صعبة والعمل أصعب . لكن المكتئب ليس بكسول . ولو كان كذلك لما وجدتم له إنجازات في أيامه الجيدة . ولوجدتم أن أعماله في أيامه السيئة تعادل الصفر بدلا عن الأرقام المنخفضة عن معدله العام .

صديقي المكتئب .  ستسمع الكثير من الاتهامات . وفي أيامك السيئة لن تملك الطاقة لتدافع عن نفسك أمامها. ستنسحب. لكن لا تسمح لهذه الإتهامات أن تقنعك أنك كذلك ..
أنت لست الإكتئاب .. أنت شخص متكامل .. جزء منه هو معاناتك مع الإكتئاب ..لا تسمح لهذا الجزء أن يسيطر على شخصيتك كلها . ولا تسمح له أن يبرهن لهؤلاء غير الفاهمين .. صحة كلامهم .