السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.
الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
أو تويتر
أو فيس بوك
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask
===
"تعلمت اليوم أن السفر حاجة "
الفرق بين الحاجة والرغبة كالفرق بين الشرق والغرب. الحاجة هي لأمور إن استغنيت عنها تضررت. والرغبة هي أمور إن حصلت عليها سعدت وإن تركتها سأنساها بفعل الزمن.
أنا بحاجة للسفر. لتجربة إنسانية تخرجني مني ومن المعتاد الذي قرفته. ليس أي سفر تقليدي يرميني في فنادق ومجمعات والكثير من الزحام والمجادلات التافهة بيني وبين أطفالي ....
أريد أن أتصل بي في هذا السفر .. أن أتذكر من أنا ؟ وأسترجع حبي لأمور تجاهلتها من أجل آخرين..
أريد زيارة متاحف ، التحدث مع أهل البلاد ، التعرف على عجوز أتعلم منها فن طهي بعض الأكلات ..
أريد أن أسير بخفة .. دون انتظار لرهف وملاحقة لعبدالعزيز والتصاق لين ... دون أن أشعر أنني أثقلت على زوجي وتسببت له بتلك النفخة الصغيرة الشهيرة في خده ،، والتي لا يراها إلا أنا ..
أن أتأمل معروضات المتاحف وأقرأ عنها دون أن أجد من معي يعاني من أسيد الملل الذي يأكل أحشائه..
أريد أن تصبح كل مؤونتي حقيبة فيها ملابسي وكاميرتي وجوالي والكريدت كارد بالطبع ..
أحتاج أن أخرج من حالة الديجافو التي أعيشها .. أحتاج أن أكسر هذه الحلقة المفرغة من الإحباط والملل والقلق .. أن أعيد شحن روحي لأشعر أنني شابة مرة أخرى .. أن أشعر بكوني المستقل ..
أحتاج لقليل من الأمل.
ياه ياوفاء.. كلنا نحتاجه ونتمناه..
ردحذفكلنا هذا الشخص المشحونة أذنيه بكميات من الصراخ والعويل وبكاء المشاجرات.. والذي يشعر بخفقان في قلبه جراء كميات التوتر والمطاردات وأصوات منبهات الجوال.. وكوابيس ملابس الغسيل والصحون..
كلنا نتمنى تلك اللحظات التي نقفز فيها وحدنا.. بعيدا عن كل شيء..
تلك اللحظات أن نقضيها كما نحب.. دون أن نثير الملل والكآبة في الآخرين..
دون أن نضطر لمراعاة ذوق هذا في اامطعم ورغبة ذاك في مدينة ألعاب تزيد مرضك مرضا..
كلنا نريد تلك السفرة المريحة التي نكون فيها نحن.. فقط..
لكن حين تحين الفرصة.. نتردد.. ونفكر في صغارنا وتنكسر قلوبنا على تركهم..
هي معضلة قلب الأم..
وهي دوامة الحياة..
لا أعرف إن كانت تلك الفرصة ستحين يوما..
لكن نسأل الله أن لا يحرمنا الأجر..
وأن يرزقنا نعيم الجنة وسكينتها..