السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.
الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
أو تويتر
أو فيس بوك
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask
=====
أحاول ألا أكتب هذه السلسلة إلا بعد أن أتجاوز عمق الإكتئاب.لكن هذه المرة قررت أن أكتب من عمق المشكلة فتصبح مشاعري شفافة لكم.
عزيزي غير المكتئب. ربما يبدو لك ما سيكتب هنا شيئا من هرطقة.وسيستفزك لتكتب تعليقاً ينتقص من هذه الأفكار والمشاعر. وأعتذر مقدما لكل من سأحذف تعليقاتهم .
"اختيار الموت أم انتظار الموت"
تنظر إلى الماضي فتجد أنه ، ورغم كل محاولاتك ، لا يختلف في جوهره عن يومك الحالي .. وبقليل من الحساب والمنطق تجد أن مستقبلك لن يختلف كثيراً عن حاضرك..
نفس المشكلات الأساسية ، نفس السخافات المتعبة ،نفس الأحلام المحطمة ، نفس الآمال الضائعة .. نفس كل شيء .. يتغير فقط قالبها .. وتتساءل بجدية عن أهمية العبث الذي ستقوم به الآن من أجل تغيير المستقبل .. والذي بناء على حساباتك الحالية المستندة على معطيات الماضي .. لن يتغير كثيراً مهما حاولت..
فتتساءل أكثر .. إن كنا سنموت جميعا في النهاية .. فهل الأجدى بالنسبة لي "اختيار الموت والتخلص من حياة الديجافو المرهقة ،
أم انتظار الموت والاستمرار في العبث في محاولة تغيير المستقبل البلهاء"
هذه الغيمة التي تحيط كل عقلك في عمق الإكتئاب ، هي واحدة من أصعب المشاعر التي ستتعامل معها " وما الفائدة ؟" هي أكثر جملة تتردد في عقلك .. والأصعب أن محاولة البوح بها ستجر عليك مشاكل إضافية أنت في غنى عنها .. خاصة إن كنت تبحث عن من تبوح له ولا تجد من يستمع بهدوء وتفهم ودون أحكام ..
ما يوقفني عن الخيار الأول هو إيماني التام أن الله أعدل من أن يرزقني الإبتلاء دون أن يضع في تكويني القدرة على احتماله. فأستمر في القول لنفسي " ستمر وتمضي هذه الغيمة وستستطيعين أن تري وجهة نظر أخرى .. فقط انتظري"
حاولت أن أصيغ لكم الفكرة ولكنني لم أجد أفضل من كلام الأستاذة نوال الذي شاركتنا إياه على انستاجرام
" المسلم لا ينتحر.. ليس فقط لأن الإنتحار حرام فهناك أمور كثيرة محرمة ولكننا نفعلها ... لا ننتحر لأن لدينا توازن خفي يولده إيمان قوي أو ضعيف لكنه ليس معدوم، بأن الله معنا ولن يخذلنا.. وأن كل مانحن فيه من بلاء حتما له نهاية جيدة.. شعور الإنسان بأن الله موجود يوفر له حصانة ضد الانتحار"
"لا تحزن إن الله معنا "