الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

أيام سيئة ، أيام جيدة / 24

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafa@wafakm.com

والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
=== 
وما فائدتي  ؟

أحيانا ، يصبح هذا السؤال هو كل ما أفكر به ، ويجعل كل ما أفعله أو أردت فعله صغيراً هامشياً سخيفاً وبلا معنى. يلاحقني السؤال في كل دقيقة. ومهما تجاهلته يجلس في زاوية في عقلي ليطل علي وعيي ويذكرني به.

الحوار الداخلي الذي يصاحبه مدمر ومعيق ، وأحيانا يبدأ مع بداية عمل أحبه مما يجعله مراً صعب التجرع ويوقفني عن الاستمرار بعمله.

فمثلا .. أبدأ قراءة كتاب ثم يبدأ عقلي بهذا الحوار :
" هاقد بدأتِ من جديد .. القراءة والتخفي وراء أفكار الآخرين .. والهرب من العمل الحقيقي .. ماذا لو استغليتِ هذا الوقت في العمل بدل الاسترخاء والكسل والسرحان بين السطور .. زوجك محق حين لمّح أنك ربة منزل وزوجة فاشلة .. ولِم لا ؟ فأنتِ فاشلة في كل أمر آخر .. ومع ذلك تصرين أنكِ لم تفشلي بعد .. أيتها الفاشلة البائسة الشقية .. "

ويستمر صوتي الداخلي في تقريعي واستعارة أصوات كل من هزأ بي مرة أو وبخني من قبل واسترجاع كل تفاصيل كلماتهم وتأكيدها لي بالأدلة والمنطق.
ثم أنتبه أن نصف ساعة قد مرت وأنني لازلت في الصفحة الأولى .. وقد فقدت الرغبة في القراءة ، أو أي عمل آخر كنت أقوم به في تلك اللحظة.

يستهلك هذا السؤال وهذا الحوار الداخلي المرهق كل الطاقة التي استجمعتها من قبل. وتصبح أسهل الأعمال شاقة ومتعبة.

وللأسف لم أجد لهذه الحالة أي خدعة للتملص منها كما فعلت من قبل في الأمور الأخرى.وهو السبب في تأخري بنشر تدوينة جديدة. فقط أعاقني الفترة الماضية عن الإنجاز وبالكاد كنت أتلهى عنه بوظيفتي والتركيز على إتمام واجباتي.

اقتراحاتكم ؟

الجمعة، 24 يوليو 2015

عمر حسين و #الجزمة_الحمرا

السلام عليكم 
تأثير الناس على بعضهم جلي وواضح. والآن أصبح تأثير الفرد الواحد يتعدى مكانه الجغرافي ويصل لحدود خارج عائلته وأصحابه المقربون. 
ورغم أن هذا يحصل منذ زمن بعيد إلا أن التأثير الآن أصبح واضحاً وسريعا وقابلا للقياس أكثر من قبل. وفي أمور أشد بساطة.

فلنأخذ مثلا بسيطاً هو موضة (الحذاء الأحمر) مع الثوب الخليجي. كيف بدأت وكيف انتشرت ولماذا ؟ 

_طبعا هنا أتكلم من وجهة نظر شخص عادي يتابع مواقع التواصل الإجتماعي. لست متخصصة في الإحصاء أو علم الإجتماع_

كان اللون الأحمر في الملابس _ولازال أحيانا_ مستنكرا ومرتبطا بإيحاءات غير مرغوبة في عالمنا العربي. فحيناً يُربط بقلة الذوق أو الإغراء أو بأنه لون لطبقة يُنظر لها بازدراء أو يُنظر لمن يلبسه أنه باحث عن الأنظار ولفت الانتباه. 
وخاصة عند المجتمع الرجالي الصارم في قوانين الملبس. 

فكيف انتشرت موضة #الجزمة_الحمرا بين الشباب وأصبح مقبولا لبسها مع الثوب الخليجي الصارم ؟ 

السر يمكن في السيد عمر حسين ، والذي بدأ الموضة في سنة 2011 بعد أن ذكر له أصدقاءه كـ فهد البتيري و لمى صبري (زوجته حاليا) مدى الراحة والخفة في أحذية ماركة تومز Tom's . والتي كانت موضتها قد بدأت في الانتشار عالميا بسبب قصتها الجميلة والمبدأ الذي تعمل به بالخير المستدام والعطاء المستمر.




اختار السيد عمر حسين اللون الأحمر حين قرر امتلاك زوج من أحذية تومز لسبب لا يهمنا.



 ولم ينتبه له إلا قلة لأسابيع فهو لم يشارك لها إلا صور قليلة رغم أنه تحدث عنها قليلا في بعض المواقف التي كان يرى بها أنه تورط بلون الحذاء .. لكنه على الرغم من الورطة سيلبسه..




هذا قبل أن يظهر في حلقة "لايكثر" التاسعة في 24 سبتمبر 2011 



تم التركيز على الحذاء بطريقة درامية مما لفت النظر لها وبدأت الأسئلة تصل على حساب عمر حسين عنها ..





بعد الأسئلة الكثيرة التي وصلت له والتعليقات سواء إيجابية أو سلبية. بدأ عمر بمشاركة المزيد من الصور لحذائه المميز. وتكلم عن راحته. وبدأ بوسم #الجزمة_الحمرا الذي يوثق به آراءه عن أحذيته الحمراء _بماركاتها المتعددة_ والتي بدأ يستخدمه المتابعون لتصوير وتوثيق أحذيتهم الحمراء .. أو للتعليق على حذاء عمر .. 

التقليد عمل طبيعي نقوم به جميعا عندما نجد من يمتدح لنا منتجا معينا .. فلما نفكر في شراء منتج نتذكر ما يقوله من حولنا عنه .. وكون متابعي عمر أغلبهم من الشباب وكثير منهم بنزعة صغيرة للتغيير والتمرد في ذلك الوقت ، فالكثيرين اقتدوا به سواء بطريقة متعمدة أو لأنه شجعهم لأمر أرادوه بأنفسهم.. 

وبعد أن انتبه عمر لتأثيره بشكل رسمي قرر استخدامه بطريقة أكثر جدية .. 

ارتبط اسم عمر حسين بالجزمة الحمرا .. وارتبط هو أكثر بهذا اللون من الأحذية .. ورغم مرور أربع سنوات على ظهوره بالجزمة الحمرا .. إلا أن التأثير لازال مستمرا والارتباط قويا .. ولم يعد _حسب علمي_ إلى الأحذية البنية والسوداء ..


A photo posted by عمر حسين (@omarhuss) on

يعرف عمر تأثيره ، وبدأ بمحاولة استغلاله بنشر الإيجابية وتغيير بعض السلوكيات .. فمثلا بدأ بموضة #موزة_اليوم 
ودعم حركة #قمامي للابتعاد عن الأطعمة غير الصحية .. وكذلك نشر فكر ممارسة الرياضة والتحدي الرياضي.. 

مما يحسب له كعمل اجتماعي جيد.

والأكيد أن تأثيره وصل حتى لمن لا يتابعه. رأيت من يلبس تومز حمراء سنة 2012 وهو لا يعرف من يكون عمر حسين ولا يعرف برنامج عالطاير. 
فالناس تقلد بعضها ولصغار السن في مجتمعنا _المكون من الشباب في أغلبه _قوة لا يستهان بها في تغيير العادات والتسويق للموضة الجديدة. 
والسرعة التي تتم بها هذه التغييرات مرعبة للأهالي ومُسعِدة للتجار الذين سيواكبون أي موضة يريدونها أصحاب القوة  الشرائية. 

أتمنى أن يكثُر استخدام التأثير القوي للمشاهيرفي منصات التواصل الإجتماعي كما يفعل عمر. حيث يدرك قوة تأثيره فيركز على الإيجابيات والسلوكيات التي ننتظر انتشارها بين الناس. إلى جانب تغليفها بطريقة محببة للمتلقي وبدون تكلف وشدة في المثالية. 

الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

فهرس سلسلة أيام جيدة ، أيام سيئة

السلام عليكم .. 


ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه. 
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم. 

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوما. سواء هنا أو على wafa@wafakm.com أو تويتر أو فيس بوك أو صفحة المدونات على فيس بوك (الصفحة) 

== 



3/ "تعلمت اليوم أنني لست الإكتئاب"

4/ "تعلمت اليوم أن هناك من لا يفهمنا"

5/ "تعلمت اليوم أن صغائر الأمور تُحسب" 

6/ معلومات عامة عن الإكتئاب والقلق

7/ "تعلمت اليوم أن أقرب صديقاتي أشد أعداء إكتئابي" 

8/ "تعلمت اليوم أن الإكتئاب أناني "

9/ "تعلمت اليوم من دون كيشوت " 

10/ "تعلمت كيف أعمل "

11/ " لا بأس ببعض الدموع "

12/ "تعلمت اليوم أن الإكتئاب ليس عذرا مقبولا"

13/ "تعلمت اليوم أهمية تقويم جوجل"

14/ "تعلمت اليوم ضرورة الاستسلام"

15/ " تعرفت اليوم على نوبة الهلع " 

16/ " تعلمت اليوم أهمية الدش السريع" 

17/ "اختيار الموت أم انتظار الموت" الجزء الأول

18/ "اختيار الموت أم انتظار الموت /2 " الجزء الثاني

19/ "ألقاب عديدة .. حقيقة واحدة "

20/ "تعلمت اليوم أن السفر حاجة "

21/ " تعلمت اليوم إيجابيات الإكتئاب"

22/ "تعلمت اليوم كيف أتسامح "

23/ " كيف أعمل ؟ "

24/ "وما فائدتي ؟" 
26/"هل يوجد أمل ؟"












السبت، 9 أغسطس 2014

يتعلق بي ؟ أم أتعلق به ؟

رزقت بابنتي البكر رهف قبل عشر سنوات ، وبعدها بسنة وثلاث أشهر رزقت بابني عبدالعزيز.
في ذلك الوقت كنت متعلقة بابنتي وكانت متعلقة بي وتطالبني بحملها طوال الوقت خاصة عندما أستخدم أشياء لها صوت عالي مثل المكنسة الكهربائية أو مجفف الشعر .. فوجدت بعد قليل من البحث أن تعليق رهف على صدري باستخدام ما يشبه الحقيبة أمر عملي ولطيف ومريح لكلينا .

تعليق الأطفال بالطريقة الحديثة

خصوصا أن حملها يجعلها أهدأ وتعليقها باستخدام الحمّالة يخفف الإجهاد على عضلات ظهري وكتفي. ويقلل من تضايق زوجي من عربة الأطفال التي ننقلها من منزلنا لمنزل أهلي ثم نعود إلى منزلنا ونتذكر أننا نسيناها في سيارة أخي والدوار المصاحب لكل هذا ..

وعندما انضم عبدالعزيز لعائلتنا الصغيرة كانت رهف في عمر المشي والعبث بكل شيء. فكان يصعب علي تركه في الكرسي طول الوقت الذي انشغل فيه بملاحقة رهف . فانتقلت لتعليقه بنفس الطريقة التي استخدمتها مع رهف.

قبل عامين ، وأثناء حملي بابنتي لين ، كنت أبحث عن حمالات الأطفال فوجدت بعض المقالات التي شرحت أن حمل الأطفال بدلا من وضعهم في عربة أفضل من نواحٍ مختلفة . ووجدت كذلك أن حملهم بالطريقة التقليدية باستخدام القماش أفضل لنمو وتطور عظامهم من الحمالات الحديثة.


طريقة تعليق الأطفال التقليدية


ورغم أنني لم أصل لهذه المقالات الآن وأنا أبحث لكتابة هذه المدونة لكن في هذه الروابط المزيد من المعلومات :
تلخيص لبحوث متعددة عن منافع حمل المواليد وتعليقهم 
منافع حمل الأطفال وتعليقهم للأمهات المعرضات لاكتئاب ما بعد الولادة 
تلخيص لبحث من هارفارد عن أهمية حمل ولمس الأطفال 
ولمن يحب التعمق بالمعلومات أكثر فإن المواقع التي زرتها تنصح بقراءة هذه الكتب 1 ، 2 ، 3

وبعد هذا البحث قررت تجربة حمل ابنتي بالطريقة التقليدية ، لكنني لم أتشجع كثيرا ، كانت الحمّالات التي تباع في محلات الأطفال تبدو لي أكثرعملية وأمناً من الطريقة التقليدية. لكن أثناء حملي بطفلي الرابع خالد رأيت بالمصادفة صديقة بلجيكية تستخدم شالا طويلا وتربط به طفلها ذو الستة أشهر بطريقة سريعة فسألتها من أين أتت بهذا الشال ؟ وهل هو شال خاص أم مجرد قطعة قماشية ؟ وكيف تربطه بأمان ؟ فأرسلت لي رابطا للموقع الذي اشترت منه الشال. وتشجعت أكثر للتجربة.

وجدت أنواع متعددة من الأقمشة والمقاسات ، واحترت في الاختيار ، لذا استخدمت طريقة التوسط في المقاس واخترت رقم 6 وهو طول متوسط. واخترت القطن 100% لأن جونا حار ولأن القطن لا يسبب الحساسية لأغلب المواليد.لكنني وجدته سميكا فاستخدمته في الأماكن ذات التكييف البارد وعندما كان في أيامه الأولى وجونا المريح تحت التكييف يجعله ينزعج.  كما استخدمت الكتان ووجدته خفيفاً ومناسبا لأجوائنا أكثر.

في البداية كنت أتدرب على طريقة الربط باستخدام دمية لين، ثم جربت ربط لين (عمرها سنتين تقريبا في وقتها وكنت حامل في شهوري الأخيرة). وكانت هذه اللحظة التي شعرت بنفع الطريقة التقليدية وفرقها الحقيقي عن الطريقة الحديثة .

أهم فرق وجدته :
- هي نقطة الارتكاز ، أو النقطة التي أشعر أن وزن الطفل مركز فيها.
               بالطريقة الحديثة ، أجد أن وزن الطفل يكون منخفضاً تحت الصدر. مما يجعلني أميل للأمام بفعل الوزن وأستمر طول وقت حملي للطفل بالطريقة الحديثة أحاول تعديل ظهري ليستقيم.
بينما الطريقة التقليدية ترفع هذه النقطة إلى الصدر مما وجدته أكثر راحة ، كما أن هذا المكان هو المنطقة الطبيعية التي سأضع بها الطفل لو كنت أحمله بيدي العارية.


إيجابيات تعليق الأطفال :

- تساعد على توطيد العلاقة بين الطفل والأم
- تعزيز تعليم الأطفال حيث يرون ما ترين
- تساعد على إبقاء الطفل سعيداً وهادئاً ( طفل سعيد = أم سعيدة )
- تيسر أعمال الأم اليومية بإبقاء اليدين حرتين
- تساعد الأطفال الخدج.
- ستجدين نفسك تسيرين في كل مكان تريدين دون القلق بشأن درج أو رصيف أو رمال .. فأنتِ لا تسحبين عربة بل تستخدمين قدميك.
- أغراض أقل.
- رضاعة أسهل لفترة أطول.
- سوف تحملين الطفل لسبب أو لآخر ، قومي بحمله بطريقة تريحك.

سلبيات تعليق الأطفال :

- الأمهات اللاتي يعانين من مشاكل بالظهر والأكتاف لا تناسبهن.
- ربما يشعر الطفل بالحر بسبب التصاقه بجسد الأم .
- اتساخ ملابس الأم (وهو أمر لا مفر منه سواء كنت تسيرين مع طفل ، تحملين طفل ، تجلسين مع طفل )
- تجعد الملابس المكوية.
- لفت نظر الناس لكما وجعلك ال bunch-line لكل نكتة مملة تخطر على بالهم. (خصوصا باستخدام الطريقة التقليدية)


إيجابيات الطريقة الحديثة :

- لا تفكير ، طريقة واحدة أو اثنتان لوضع الطفل.
- تبدو الأقفال مريحة لمن يجربون تعليق الأطفال للمرة الأولى.
- تبدو طريقة أكثر تقبلا من الناس.

إيجابيات الطريقة التقليدية :

- أفضل لنمو عظام الأطفال من الطريقة الحديثة.
- أسهل في التنظيف ، تعامل الأداة كأي ملابس ، فقط ارمها في الغسالة والنشافة.
- خيارات أكثر لوضع الطفل بحسب ما تحتاجينه.
- رضاعة طبيعية مستترة في أي مكان
- إمكانية حمل الطفل بنفس الشال حتى يصل إلى وزن لا يمكنك احتماله (الطريقة الحديثة تحدد وزناً وعمراً لكل أداة )
- إمكانية فك الشال واستخدامه كغطاء للطفل عندما ينام.
- خيارات عديدة في نوع القماش وسمكه المناسب للجو.
- خيارات عديدة لألوان القماش بما يناسب مظهرك.

استخدمت الطريقتين وارتحت للطريقة التقليدية ، وأكتب عنها هنا لأساعد من يفكر بهذه الخيارات أن يتخذ قراراً يناسبه ويناسب طفله.
عزيزتي الأم ، اقرئي واقرئي وابحثي ، ثم ثقي بحدسك الأمومي ، هو غالباً صحيح في حالتك.

السبت، 19 أبريل 2014

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة / 23

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  



===

" كيف أعمل ؟ "

في الأيام السيئة يصبح التحرك والإنجاز شبه مستحيل. الثقل الذي أشعر به حقيقي وملازم وأكاد أرفع يدي وألمسه. هذه الأيام الثقيلة تجعل من فكرة العمل وإنجاز المهام أمراً بعيداً مشوشاً غامضاً . ولسبب ما لا أستطيع النظر إلى الأمس لتذكر ما كنت أفعله بسهولة. وكل ما أفكر به هو كمية المهام الغامرة والكثيرة.

النصائح اللطيفة التي تأتي من الآخرين تبدو في مثل هذه الأيام أمراً مزعجاً مهما كان جمال نواياهم. كلمات مثل
" اخرجي من الحالة وانجزي "
أو " إنتِ قدها "
ستجعلني أشعر بالانعزال أكثر . وأن قائلها لا يفهم ما أمر به. وتجعل ذاك الثقل المسيطر أكثر سيطرة والغيمة التي تحيط بي داكنة أكثر.

تعلمت من هذه الأيام أن أحد الحلول هو كتابة رسائل لنفسي في أيامي الجيدة أذكر بها نفسي أن هذه الأيام السيئة سوف تمضي وأن هذه الغيمة عابرة. رسالة مثل هذه :

" أنتِ تعرفين مدى حبك لعملك وتعرفين نتائجك وسرعتك في العمل. إن الذي تشعرين به الآن مجرد يوم سيئ. سيمر وتعودين لأيام أكثر إشراقاً. تذكري أنكِ مررت بهذا من قبل وخرجت منه ، وأن شعورك بالإنجاز سيتضاعف غدا حين ترين أن حتى هذه المشاعر وهذا الثقل لم يمنعك من العمل"

هذه الطريقة هي أحد الحلول الناجحة التي أستخدمها لدفع نفسي في العمل وتحفيزي في أيامي السيئة. فكل نصيحة أو كلمة تشجيع من أطراف أخرى ستمر في رأسي بعمليات تحولها إلى أمر مشوش يزيد ثقل اليوم ومشاعره السلبية. لكن عندما تأتي الرسالة أو النصيحة من نفسي ، فهي تأتي بالصيغة التي أحتاج أن أسمعها بها. وتأتي مني ، ومن يفهم مشاعري أكثر مني ؟ لن يجد عقلي مبرراً لتشويهها وتشويشها. وسأسمعها جيداً .

وحتى وإن لم ترفع هذه الرسائل أثقال اليوم السيء ، فإنها تساعد على الاستمرار في العمل حتى في أسوأ الأيام. وحين يمر اليوم السيء وينتهي ، سأنظر إلى الخلف وأربت على كتفي لأقول " تجاوزته بإنجاز "

السبت، 22 مارس 2014

رسائلي لأبنائي

السلام عليكم . 

بدأت كتابة هذه الرسائل حين اقتربت ولادتي بابنتي لين سنة 2012 . ولأنني كنت أتذكر ولادتي بعبدالعزيز وصعوبتها . وخوفي من أنني لم أترك لهم وصية. 
في البداية بدأت بتعبئة دفتر أعطتني إياه أمي اسمه وصيتي .. وهو يتكلم عن الأمور التقنية مثل الأموال (التي لا أملكها) والذهب (الذي يعتبر قليلا) .. وغير ذلك .. 
فلم أجد له قيمة حقيقية .. 
وجاء الحل في دفتر أهدتني إياه ابنة خالتي دعاء .. وقررت حمله معي وتعبئته بكل ما أريد لأطفالي أن يعرفوه كأساسيات. 
في بداية سنة 2013 .. احترق منزلي وضاع الدفتر مع الزحام .. والحمدلله .. كنت قد فرغت الرسائل في مستندات قوقل قبل ذلك بأيام قليلة. 
صحيح أن نصيحتين أو ثلاث قد ضاعت . لكنني ممتنة لإنقاذ البقية . الحمدلله على نعمة التقنية. 

ولأنني الآن في شهوري الأخيرة واقتربت الولادة .. قررت طباعتها وكتابة رسالة شخصية على الصفحة الأولى لكل واحد منهم. وفعلت .. 
كانت ردة فعل أطفالي جميلة جدا .. الحمدلله .. وابنتي رهف كتبت لي بضع رسائل أيضا .. 

اليوم ، سألت الأطفال إن كان يسيئهم أن يرى الآخرين هذه الرسائل فكانت إجابتهم لا .. ولكنني ترددت .. 
بعدها ببضع ساعات سألوني إن كنت نشرتها فنفيت ذلك .. وكانت ردة الفعل : " ليش لا ؟ عادي " 

ولهذا ، أضعها الآن بين أيديكم .. ربما تلهمكم لكتابة رسائلكم لمن تحبون .. أو حتى التعبير عن مشاعركم لهم قبل أن تفارقوهم بلا رجعة. 

======= 

رسائلي لأبنائي : 

* مهما حصل .. مهما تشاجرنا .. مهما تفوهنا بألفاظٍ غريبة ..

تذكروا أننا لا يمكننا أن نكرهكم .. أبداً .. قد نمر بأيام سيئة وهذا طبيعي في كل العلاقات ..
لكن كرهكم هو أمرٌ يخالف طبيعتنا وفطرتنا .. كيف لنا أن نخطط لمجيئكم لهذه الدنيا وندعو الله أن يوفقنا بتربيتكم ونقلق على صحتكم ونسعى إلى تعليمكم ونحن نكرهكم ؟ .. لا نستطيع ..

تذكروا هذا دائماً
====

*معاملة الناس بالمثل ليست سياسة مثلى ..

عاملوهم بأفضل ما تستطيعون. لا كما يعاملونكم .فإن أساؤوا أحسِنوا وإن أحسَنوا بادلوهم الإحسان .

====

* التعليم ..

التعليم الأكاديمي الأساسي مهم للجميع .. ويضع لكم خطوة واثقة لتعلم كل ما تريدون تعلمه. وكل ما يثير فضولكم . فاجتهدوا في التعلم داخل وخارج المدرسة .

====

* تعلموا لغة أجنبية واحدة على الأقل ..

العلوم كلها كلمات تشرح تجارب ونظريات . أتقنوا اللغة لتتقنوا كل العلوم .وكل لغة جديدة تتعلمونها تفتح لكم آفاقاً جديدة من العلوم والأفكار. لا تبقوا حبيسي الترجمة وفهم المترجم للمادة .

====


* هذه للفتيات فقط ..

لا تأخذي قراراً بقص شعرك أو تلوينه عندما تكونين في حالة نفسية غير جيدة. انتظري قليلاً حتى تمر وتنقشع ثم خذي قراراً أفضل.

====

* اعتنوا بأجسادكم ..

تولدون بهذا الجسد وستموتون به .. اعتنوا به لتستمتعوا به ..
التوازن في كل أمر هو السر ..
لا جسد صحي غير جميل ولا جسد جميل غير صحي …

====
* اقرؤا ..

مهما تكلمت عن فضل القراءة هنا فلن أوفي حقها ولن أتكلم بأفضل ممن فعل طوال السنين الماضية من قُرّاء وكُتّاب ..
سوف تأخذ القراءة بيدكم وتدور بكم كل العالم وتشرح لكم دواخل النفوس وكيف يفكر البشر .
القراءة إضافة حيوات عديدة وخبرات عديدة لعقلكم .
فاقرؤا ثم اقرؤا ثم اقرؤا ...

====

* تعلموا الدين من المصدر واحترموا أديان الآخرين

لا تتعلقوا بشيخ أو طريقة معينة ..
نحن مسلمون وربنا أرسل لنا القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم ..
اقرؤا القرآن وسيرة الرسول وأحاديثه ..
واستفتوا قلوبكم ولو أفتوكم ..
الدين جاءنا كاملاً من الرب الكامل فلا تحكموا على الدين بسبب أشخاص سيئين ، فمن منا كامل ؟

====

قد يبدو ما أكتبه هنا مثالياً أكثر مما يجب ..
افعلوا ما تستطيعون عليه ..
واجعلوا نيتكم الطيبة هي الأساس ..

====

* مارسوا هواية ..

للهوايات طريقتها في إخراجنا من المزاج المتعكر أو لتحسين يومنا .. وإعادتنا لتوازننا ..
مارسوا هواية ولا تخشوا التجارب العديدة حتى تعرفوا ماهي الهواية المناسبة لكم ..

====

* اختلوا بأنفسكم ..

كونوا على تواصل جيد مع أنفسكم .. اختلوا بها وصارحوها وسامحوها وحسّنوها ..
لن تستطيعوا العيش مع الآخرين بشكل سليم إن لم تختلوا وتتواصلوا مع أنفسكم ..

====

* مارسوا التأمل

التأمل عبادة عظيمة ورياضة مفيدة ..
مارسوها لتجدوا أنفسكم في قرب من الله ..

====
* حافظوا على حالة الدهشة والفضول الطفولية

اندهشوا بكل معلومة وجدوا لها تطبيقاً ..
استشعروا الأسباب وراء الأشياء ..
هذه أساسيات الفطرة الطفولية فحافظوا عليها ..
====

* حين تحتاج التعاطف .. ابحث قريباً

الفضفضة فعل يخفف الكثير من الضغط النفسي .. لكننا لسبب ما نبحث عن شخص بعيد لنفضفض له .. ربما بسبب الشعور بالذنب بإثقال من نحب .. أو ربما بسبب الخوف من انتقال الحديث لمن نفضفض عنه ..
لكن نصيحتي أن تبحثوا قريباً أولاً ..
الورقة والقلم أولاً .. كتابة رسالة للشخص المسبب للضيق ..  أو الشخص الذي تود محادثته فكرة جيدة لترتيب المشاعر والأفكار وتخفف الكثير من الضغط ..
ثم ابحثوا عن إخوتكم .. والدكم .. أصدقاءكم المقربون ..
الفضفضة للبعيدين ليست حلاً ناجعاً ..

====

*اكتبوا مذكراتكم ..

لا حاجة لتدوين كل التفاصيل . لكن تدوين المذكرات ، التجارب والمشاعر وسيلة جيدة لتتعرفوا على أنفسكم أكثر وتنتبهوا لأي مدى نضجتم ..
لكن لا تتعلقوا بها ..
وحاولوا تدوين الإيجابي أيضاً وليس فقط السلبي .. هذا الدرس تعلمته متأخراً ولم يكن درساً لطيفاً ..

====
*كونوا على اتصال بالتقنية .. وتعلموا أصول الأشياء..

التقنية الحديثة تسهّل علينا الكثير من الأشياء.. لكن أصول وطريقة الصنع البدائية ضرورية .. لن تعلم متى تحتاجها..

====

*تعلموا الرماية بأنواعها..

أهميتها لا تكمن فقط في وصية عمر رضي الله عنه ..بل لأنها إحدى أساسيات حياة الانسان منذ العصر الحجري..


ملاحظة:
والدكم فنان في هذه المهارة ..تعلموا منه.

====
*اتركوا الماضي للماضي ..

كرروا هذه الجملة لأنفسكم
"أنا أسامح نفسي على ما بدر منها من أخطاء.. أنا أتعلم الدرس وأمضي في طريقي للأفضل"

====

*طلب العناق والقبلات يسعدنا..

تعالوا إلى أحضاننا بلا سبب .. مجرد كونكم أبناءنا كافٍ لتستحقوا القبل والأحضان.. نحن لا نخجل أن نطلبها منكم ..فلا تخجلوا أن تطلبوها منا.. فنحن نسعد بها كثيراً ونتمناها
دائماً.

====
* أجدادكم ..

ثروة لا تعوّض من الحب اللامشروط والأدعية من القلب ..
كونوا على اتصال بهم .. صِلوهم .. بلّغوهم أخباركم .. استشيروهم ..

====

*تعلموا من أخطاءنا

ربما نكابر وربما تكون هي الخيارات الأفضل في ذلك الوقت ..
انظروا للنتائج واتخذوا قراركم المستقل ..

====
*كونوا شجعان

الشجاعة ليست انعدام الخوف بل التصرف أثناءه.. تحلوا بالشجاعة الكافية لتجربة الجديد ..للتعرف على مهارات جديدة .. لتغيير واقعكم السيء.. لمناصرة المظلوم .. للدفاع عن أنفسكم ..

====
*الفنون ..

العلوم تفتح آفاق المعرفة .. والفنون تهذب النفس وتفتح آفاق الخيال.. العلم يحتاج الخيال ..فكل الاختراعات كانت يوماً ما خيالاً في رأس عالم أو فنان ..
تذوقوا الجمال .. انتبهوا للتفاصيل ..

====
*البيئة ..

البيئة ليست فقط محميات وبرارٍ وقفار .. البيئة هي هواء نتنفسه وماء نشربه وغذاء ..
وهي أيضاً مكان العمل والسكن ..
الحرص على نظافة وتحسين بيئتكم والحفاظ عليها هو من أجلكم أنتم قبل الآخرين ..
ومن أجل صغاركم القادمون بإذن الله

====
*رزقكم بيد الله وحده ..

فلا تذل لمدير أو صاحب عمل .. علّقوا قلوبكم بربكم لا بصاحب مال منقطع ..

====
*راجعوا قائمة أصدقاءكم ..

وزنوا ما تعطيكم إياه هذه العلاقة بما تأخذه منكم .. وصفّوا القائمة ممن يستهلككم ولا يفيدكم ..وصارحوه بالسبب ..

====
*خيبات الأمل ..

خيبات الأمل جزء من الحياة .. لكن هذا لا يعني تخفيض سقف توقعاتكم وآمالكم ..
تفاءلوا وأحسِنوا الظن وتوقعوا الأفضل واستعدوا للأسوأ..
====
*اعتذروا ..

إكتشافكم لخطأ ارتكبتموه ليست نهاية العالم .. اعتذروا .. وإن كانت مشاعركم تدفعكم للهرب ، وليكن اعتذاراً من القلب ..
وستجدون ممن اعتذرتم له احتضاناً وحب ..
====
*أنتم محظوظون ..

لمعرفتكم اليقينية أن هناك من يحبكم حباً تأصل في روحه ، مهما حصل وأياً كانت ميزاتكم وعيوبكم ..
أمنيتنا أن تحبونا كما نحبكم ..
===
*الأموال ..

زينة الحياة الدنيا ، ومصدر للسعادة لك ولمن حولك إن استخدمتها كما يجب.. لا تسمح للمال أن يجعلك له خادماً .
ابدؤوا بتوفير جزء مما تكسبون للصدقة وللمستقبل..
===

* الصدق منجاة ..
إن كذبتم مرة ، لن تساعدونا بتصديقكم في المرة القادمة . وحتى إن حلفتم وأقسمتم ، سيشوب صدورنا قليل من الشك.
لا تسمحوا لأي شخص أن يحمل هذا الشك .. كونوا صادقين ومعروفين بالصدق . فتصبح كلمتكم المجردة من الأيمان . بثقل كلمات كثيرة يلقي بها من تخلى عن صدقه أحيانا.
===

*اعملوا بإحسان وإتقان ..
العمل بإتقان يعكس احترامكم لذواتكم ، لوقتكم ، لجهدكم . وحتى وإن كنتم تعملون دون مقابل مادي ، فإن الشعور الجميل الذي سيخلفه الإتقان في نفسكم لا يعوّض ويستحق كل الجهد .

===
*اغتنموا الفرص ..
لا تترفعوا عن الفرص الصغيرة والوظائف البسيطة .. يسوق الله لكم هذه الفرص لتتعلموا .. لتتدربوا على الفرص الكبيرة ..
التي لولا مروركم بتلك الفرص الصغيرة ما استطعتم أن تكونوا أهلا لها ..
===

* الحب ..
ستسمعون الكثير عن الحب وستقرؤون الكثير.. ستجدون في النهاية أن لكل شخص تعريفه الخاص للحب .. لكن جميعهم يشتركون في أنه يتسامى على المصالح وأنه أكبر من مجرد إعجاب عابر ..
أساس الحب هو الاحترام . من لا يحترمك هو بالتأكيد لا يحبك .. ومن لا يحترم قيمك والأمور المهمة لك .. لا يحبك ..
مرروا الحب في مصفاة عقولكم قبل أن تسمحوا له بالسيطرة على قلوبكم .
==
* البلوغ ..

الانتقال من الطفولة إلى النضج . والتحول من طفل مرفوع عنه القلم إلى بالغ محاسب. ستجدون مرحلة البلوغ غريبة .. الكبار يعاملونكم ككبار أحيانا وكأطفال في أحيان أخرى .. تغيراتكم الهرمونية من الداخل ستجعلكم متوترين . وتغيراتكم الجسدية من الخارج ربما تحرجكم ..
سنعذركم أحيانا لكننا سنحاسبكم كثيرا.. فهذه مرحلة وضع أقدامكم على الطريق الصحيح .
ستجدون أننا ربما أقرب لكم في هذه الفترة . وستودون أن ترموا بنا بعيدا أحيان أخرى ..
تذكروا في هذه المرحلة " نحن نحبكم ، أحضاننا مفتوحة لكم ، صدورنا تتسع لكل ما تودون قوله " وإن وجدتم أننا نسينا هذا .. ذكرونا
احكوا لنا تفاصيل يومكم . وخبرونا عن أصدقائكم . انتقالكم إلى البلوغ لا يعني أن هذه تصرفات طفولية .. تأكدوا أننا نحن الكبار نقوم بهذا أيضا مع والدينا وأصدقاءنا.
===
* ما يحصل بيني وبين والدكما مستقل عنكم

لا علاقة لكم بما يحصل بيننا. وليس ذنبكم ولا تتحملون منه أي جزء. نحن مسؤولون عن علاقتنا واختياراتنا. ونحن نحبكم مهما حصل بيننا.
ومهما حصل بيننا ، تأكدوا أننا نتوحد في مبادئ تربيتكم ، ونتوحد في الأخلاق التي نريد أن نغرسها بكم .
===