الجمعة، 6 سبتمبر 2013

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة / 15

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه. 
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم. 

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على 
wafakm@gmail.com 
أو تويتر 
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask 
===

" تعرفت اليوم على نوبة الهلع " 

تتسارع الأفكار في عقلي أحياناً حتى أن مشاعري لا تستطيع التسابق معها ، فتغرق. 
يبدأ عقلي برمي أكوام من الأفكار ، حتى أنني أشعر بثقلها ، يدفنني بها .. محبوسة في ساعة رملية قلبت علي. 
تصوير Cesarr Terrio
هكذا أشعر في بداية كل نوبة هلع. ثم يلحق هذه الأفكار المتسارعة صعوبة في التنفس وتسارع في نبضات القلب. 
"نوبة قلبية" هي أول فكرة تخطر على البال .. " أنا أحتضر " .. وهذه الفكرتان تزيد من التوتر الحاصل بداية. 

لازلت  أذكر بوضوح شديد نوبة الذعر الأولى .. وكم كانت مرعبة ! كنت لوحدي .. ولبضع أسابيع بعدها كنت أخشى أن أكون لوحدي مرة أخرى .. ولم أعرف بالضبط هذا الذي حصل لي ! كنت أموت .. ولم أعرف كيف أتكلم عنه أو أشرحه .. فسرته فيم بعد أنه ربما كان ضيق تنفس بسبب حساسية ، لكن الحساسية لا تذهب فجأة كما أتت وبدون أدوية ..

لم أجد تفسيرا لأشهر .. ثم وفي لحظة استرخاء تام .. كنت أتذكر بعض المعلومات من بعض الكتب وجرّت الأفكار بعضها حتى تذكرت مصطلح "نوبة ذعر" Panic attack  .. كانت لحظة من نوع يوريكا ! قفزت من مكاني بسرعة إلى الكمبيوتر وبدأت البحث .. ولدهشتي كانت كل الأعراض موجودة ! 
ولأنني زرت الطبيب قبلها واستبعدت الأمراض الجسدية  .. فقد تأكدت أنها كانت نوبة ذعر .. 
زارتني نوبة الذعر الثانية بعدها بسنة تقريبا .. في مكان عام .. وكنت خجلى من أن يلاحظ من هم حولي الأمر .. 
كنت أتفصد عرقاً وأكاد لا أتنفس .. الألم في صدري
رددت على نفسي : " هذه مجرد نوبة ذعر .. ستمر وتنتهي .. تنفسي .. تنفسي .. مجرد نوبة ذعر " 
أجبرت نفسي على التنفس .. أو على إعادة تنظيم تنفسي .. وبدأت بأخذ أنفاس طويلة كالتي أفعلها عند التأمل .. 
ومرت النوبة بسلام ..  رغم أنني بكيت بعدها كطفلة .. لكنها مرت بسلام . وأقصد بهذا أنني كنت واعية طول الوقت لحقيقة أنها مجرد نوبة ذعر ولم أسمح لأفكار إضافية أن توترني أكثر .. وأنني استطعت الإسترخاء والسيطرة على تنفسي .. 
بدأت بعدها بالبحث عن طرق التعامل مع نوبات الذعر ، وكلها تتمحور على عدم الاستسلام لها والتركيز على الأفكار والسيطرة عليها . 
بعض الحلول كانت تقول اخرج للهواء الطلق وامش .. لكن هذا لا يعمل معي .. 
لذا فأنا أشجع أي شخص تنتابه هذه النوبات أن يذهب أولا إلى الطبيب ليستبعد أي مشكلة في القلب والجهاز التنفسي وما إلى ذلك .. ثم القراءة عنها وإيجاد حله المناسب ..

نوبات الذعر تحصل أحيانا لغير المكتئبين ، هي مجموعة من الأفكار المتسارعة بسبب التوتر .. العلم بطريقة التعامل معها واحد من الأمور الأساسية ، والتقنيات التي ستتبناها مفيدة في التعامل مع القلق والتوتر والغضب . 

أمر تمنيته مع نوبات الذعر التي مررت بها .. شخص يحتضنني ويربت علي ويقول :" استرخي ،، هذه حالة ستنتهي في دقائق"
 

هناك 5 تعليقات:

  1. اخر شي كنت ارغب فيه وانا في وسط نوبه الهلع هو ان احد يربت علي، كلام الناس يغمت اكثر ومايفرق وش يقولون لاني بهذي اللحظه ما افهم شي اصلا اسمع ازعاج وبس، اعتقادك بان الناس بيساعدونك بيزيدك ضعف وبس، احسن شي سويته في مرحله العلاج اني طلعت اي انسان من الموضوع، مع اني زرت اطباء ودكاتره نفسيين لكن ما نفعو، بعد سنه تقريبا ضعفت وتعبت تماما نفسيا وجسديا وشعرت ان نوبات الهلع المتكرره واليوميه تاكلني وانا حيه، اقوم من نصف نومي واستفرغ بسبب سوء حالتي النفسيه في بعض الايام، وصلت لمرحه الجزم اني ماراح اعرف السعاده مرة ثانيه، بعد ثمان سنين من القتال انا فزت! والى الان مو مصدقه كلياً، ماتوقعت اشوف الراحه والسعاده من جديد، الناس يستغربون مني الحين لاني استمتع بكل الاشياء السخيفه والروتينيه اللي يسوونها كل الناس، كل شي رجع حلو بعيني والدنيا نورت من جديد، الشعور المظلم لنوبات الهلع لايمكن وصفه بغير انك "تشوف الموت"، حرفياً. ما اقدر اجزم الى الحين انها ماراح تفاجئني من جديد بس اجزم اني ابسيطر عليها واستعيد سعادتي. رغم هذا القتال الطويل مع الهلع والقلق ما دخلت باي مرحله اكتئاب والحمدلله، السر هو روح القتال، وعدم الاستسلام، اذكر كنت اردد كثير في ذيك الايام يا أنا ياهو، يا أنا ياهو. ماراح اكمل حياتي مع هذا الشعور.

    ردحذف
  2. فجأة يداهم السواد عيني تزيد نبضات قلبي احس ببرودة وقشعريرة ابدا اتعرّق ينقطع التنفس واحيانا احس اني اتنفس من خرم ابرة .. من تسع سنين والى الان وانا اعاني من النوبات تزداد حدتها في ايام وتختفي في ايام احيانا اسيطر عليها واحيانا استسلم لها بدت معي لما كنت اعاني من فوبيا الموت ولك ان تتخيلين بشاعة الموقف تكونين خايفة من الموت وتجيك النوبة اللي تشبه الاحتضار وتجزمين لحظتها انه اخر يوم بتعيشين فيه دخلت بمرحلة اكتئاب وسودت الدنيا في عيني كنت اشبه بجسد بلا روح وطبعا اللي يزيد الطين بله اني كنت برغم اكتئابي والنوبات المتكررة واللي حولت حياتي لجحيم كنت اتصنّع وابين للي حولي اني طبيعية ومندمجة معهم وانا على العكس تماماً ، الحمدلله تغلبت على فوبيا الموت وراح الاكتئاب لكن الى لحظتك هذي وانا اتصارع مع هالنوبات وكلي امل ان اغلبها ان شاء الله .

    ردحذف
    الردود
    1. سوف تستطيعين التخلص منها بإذن الله كما تخلصتِ من الفوبيا والاكتئاب.

      حذف
  3. معرفتك لما تريدين أمر مهم وجيد. هكذا تستطيعين السيطرة على النوبة أكثر.

    الحمدلله أنك عديتي المشكلة وكانت روحك المقاتلة قوية. الله يوفقك

    ردحذف
  4. ماكنت اعرف ايش هي نوبات الهلع للأسف كنت احسبها جن آمنا بالله، وافكار ثانيه كثييره لين مره كتبت اعراضي وقريت عنها اكثر وعرفت انها نوبات هلع لا أكثر ولا أقل، اتبعت علاج معرفي سلوكي لكن ما حقق النتيجه المرجوه بس الحمدلله كان فيه تقدم، الشي المخيف في النوبه اللي يسمى بـ" اختلال الانية" شعور الحلم و الخيال شعور ان انت مو انت ولا نفس الشخص ولا تعرف نفسك وشعور اللي انك غير موجود في المكان ، شعور مزعج وصعب هو الشي اللي ماعرفت اتعامل معاه ومخوفني على طول

    ردحذف