الاثنين، 2 ديسمبر 2013

أيام جيدة ، أيام سيئة / 22

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
===


"تعلمت اليوم كيف أتسامح "

التسامح كما أُعَرِّفه  ، هو أن تتعادل مشاعرك تجاه من أو ما يجعلك تغص بالكلمات حين تراه.

أصعب أنواع التسامح يكون مع الذات ، ومع أقرب الناس لقلوبنا ..إساءات أو أخطاء الأقرب لنا أعمق وأحَد وأشد .. موقعهم الاستراتيجي يجعل نفاذ كلماتهم للقلب دون فلترة أو مقاومة مما يُصَعِّب إخراجها منه.

في بعض الأحيان يُكبّر الإكتئاب المشاعر ويضخمها حتى تصبح عملية التسامح أصعب وأصعب . نحتاج أن نستغل أيامنا الجيدة لنعادلها ..  نحتاج في الأيام الجيدة أن نتسامح مع أنفسنا . ومع من نرى أنه أخطأ في حقنا .
أن نراجع المواقف ونخلصها من المشاعر المتضخمة. أن ننفصل عن هذه المشاعر ونتعلم منها ونسامح أنفسنا على أخطائنا.
أن نؤمن أن كل ما حصل في الماضي خيرة وأفضل ما كُتِب لنا. وأنه يهيء لنا فرصاً لا نراها بالسخط.

تعلمت استغلال الأيام الجيدة لنسامح أنفسنا ونتعادل مع بعض الأفكار الملحة في أيامنا السيئة ..

من أفكاري الملحة في أيامي السيئة .. أنا خيبة أمل أهلي
تعلمت أن أستغل أيامي الجيدة لأتذكر كلمات والدي ووالدتي المشجعة . وقراءة سيرتي الذاتية.
أعترف هنا أننا أصور الشاشة حين يشكرني مديري أو يمدح عملا قمت به كي أقرأه في أيامي السيئة.
تعلمت هذا الدرس متأخراً . كنت في مراهقتي أكتب يومياتي .. وكانت يومياتي تركز على أسوأ ما حصل في هذا اليوم .. ويندر أن تجد صفحات سعيدة .. إجترار هذه الذكريات الأليمة في أيام بعدها يجعل المرارة تستمر . وربما تزيد.
تعلمت بعد سنين أنني ربما ساعدت الإكتئاب أن يتمكن مني بهذا التصرف .. بتسجيل الأيام السيئة فقط .. والمرور على الأيام الجيدة دون تعليق يستحق ..
تعلمت الآن أن أسجّل وأدوّن عن مشاعري بكل أنواعها . أن أكتب رسائل لأطفالي وهم في أحشائي .. أعبر لهم عن حبي لهم ..
أن أشكر زوجي على رحلة أو نزهة .. وأن أوثّق هذه الرحلة ولو بصورة تعكس الإيجابي فيها ..
وكذلك تعلمت ألا أعبّر عن التجارب السلبية إلا بعد أن أقلبها في عقلي وأجد لها درسا أتعلمه منها .

بهذه الطريقة ، أجد لمشاعري متنفساً وأجد في المستقبل ما يمكن أن أستند عليه لتجرع مرارة الأيام السيئة التي أمر بها بدلا من اجترار مرارة الأيام السيئة السابقة مع اليوم السيء الذي أمر به .

معادلة المشاعر في أيامي الجيدة ، تجعل الأيام السيئة أهون وقعاً .وهو أفضل بكثير من أن تتراكم أشياء كثيرة فتجعل الخروج من المستنقع مهمة شبه مستحيلة.

هناك تعليقان (2):

  1. "من أفكاري الملحة في أيامي السيئة .. أنا خيبة أمل أهلي" <<< مبالغة!!
    منذ متابعتي لك في بعض المنتديات القديمة.. وأنا أرى تميزك :|
    كثيرٌ منا في طريقه، ساق لهم القدر من يساندهم.. وأنا أرى من ساندك حقاً فشكراً لأبي عبدالعزيز :)

    بعض الأيام السيئة التي تمر بنا.. هي نعمة حينما نتذكرها بعد حين!!
    فكم هي الأيام التي قضيناها ونحن نلعن ما جرى فيها.. وها نحن نبتسم لها و في ضميرنا المستتر شكرٌ عميق لها حيث قادتنا للمزيد من العطاء لنصل.. :)

    سأقف في الزاوية متابعاً لما تسطريه من الكلمات..
    دمت بخير..

    ردحذف
    الردود
    1. "كل ما حصل في الماضي خيرة وأفضل ما كُتِب لنا. وأنه يهيء لنا فرصاً لا نراها بالسخط."

      شكرا لك وائل ..

      حذف