‏إظهار الرسائل ذات التسميات إحباط. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات إحباط. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة / 18

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.


الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com


والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
===



أحاول ألا أكتب هذه السلسلة إلا بعد أن أتجاوز عمق الإكتئاب.لكن هذه المرة قررت أن أكتب من عمق المشكلة فتصبح مشاعري شفافة لكم.


عزيزي غير المكتئب. ربما يبدو لك ما سيكتب هنا شيئا من هرطقة.وسيستفزك لتكتب تعليقاً ينتقص من هذه الأفكار والمشاعر. وأعتذر مقدما لكل من سأحذف تعليقاتهم .


"اختيار الموت أم انتظار الموت /2 "

أفتح عيني في صباح الأيام السيئة .. و لا أتحرك .. رغبة بالبكاء تنتابني .. يوم جديد .. عذاب جديد .. أمل جديد محطم .. رغبة أخرى مهملة .. حاجة أخرى مقموعة ..
يوم جديد .. امتداد جديد لحياة أهدافها لن تتحقق ..
"يا رب .. كتبت لي يوما جديدا .. أعلم أنك أوجدتني فيه لسبب فاكتب لي أن أعرفه " .. دعاء الصباح ..
يصبح التنفس أثقل .. لكنه يجب أن يستمر..

أسمح لأفكاري أن تستطرد في كل شيء.. إلا أن تمنطق هذا الحزن ..جعله منطقي يعني تحويله لحقائق .. وآخر ما أحتاجه الآن هو شيء آخر يقنعني أن هذا الحزن دائم وملازم لي  .. وأركز على التنفس كيلا تنتابني نوبة هلع ..

لكنني أحيانا أجد نفسي أسيرة هذا الحوار الداخلي ، يعيد تكرار نفسه علي كل صباح  " ومالفائدة ؟ .. ومن يهتم لك ؟ .. ستظل الكرة الأرضية تدور حتى وإن تركتها .. الشمس ستشرق من الشرق وتغرب في الغرب .. أطفالك سيكبرون وينسونك .. ولولا علاقتهم البيولوجية بك .. لما افتقدوك .. فأنتِ أسوأ كائن يدعى أم .. وربما يقيض الله لهم من هي أفضل منك .. استسلمي .. لا فائدة منك .. عبثك اللي تقومين به في محاولة لتحسين مستقبلك .. هو مجرد عبث .. تسلية ما قبل الموت .. لماذا لازلت أتنفس ؟ "

هذا الحوار والوحدة التي أشعر بها حين أتذكر أنه لن يفتقدني إلا من ارتبط بي بيولوجيا .. لأنه مرغم على ذلك في جيناته .. وليس لأنه اختار أن يحبني ..

شعور خانق ..

لا يكسر هذا الحوار الداخلي إلا نظرة إلى مهام يومي التي أحبها.. ولهذا أشجع كل أصدقائي المكتئبين أن يضعوا جداول يومية لمهامهم ..فالنظرة العامة لحياتي ومستقبلي البعيد أمر محبط وأحد محفزات إكتئابي .. التركيز على الآن هو أهم ما يجب أن أنقل تفكيري إليه .. وأٌقنع نفسي أن هذه الأفكار ستجد لها جوابا يوما ما ... كل ما علي فعله الآن هو التركيز على ما أحب .. وعمل هذه الأمور الصغيرة .. والبقية ستحل نفسها بنفسها ..

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

سلسلة : أيام جيدة ، أيام سيئة / 17

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafakm@gmail.com
والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  

=====

أحاول ألا أكتب هذه السلسلة إلا بعد أن أتجاوز عمق الإكتئاب.لكن هذه المرة قررت أن أكتب من عمق المشكلة فتصبح مشاعري شفافة لكم.

عزيزي غير المكتئب. ربما يبدو لك ما سيكتب هنا شيئا من هرطقة.وسيستفزك لتكتب تعليقاً ينتقص من هذه الأفكار والمشاعر. وأعتذر مقدما لكل من سأحذف تعليقاتهم .

"اختيار الموت أم انتظار الموت"

تنظر إلى الماضي فتجد أنه ، ورغم كل محاولاتك ، لا يختلف في جوهره عن يومك الحالي .. وبقليل من الحساب والمنطق تجد أن مستقبلك لن يختلف كثيراً عن حاضرك..
نفس المشكلات الأساسية ، نفس السخافات المتعبة ،نفس الأحلام المحطمة ، نفس الآمال الضائعة .. نفس كل شيء .. يتغير فقط قالبها .. وتتساءل بجدية عن أهمية العبث الذي ستقوم به الآن من أجل تغيير المستقبل .. والذي بناء على حساباتك الحالية المستندة على معطيات الماضي .. لن يتغير كثيراً مهما حاولت..

فتتساءل أكثر .. إن كنا سنموت جميعا في النهاية .. فهل الأجدى بالنسبة لي "اختيار الموت والتخلص من حياة الديجافو المرهقة ،
أم انتظار الموت والاستمرار في العبث في محاولة تغيير المستقبل البلهاء"
هذه الغيمة التي تحيط كل عقلك في عمق الإكتئاب ، هي واحدة من أصعب المشاعر التي ستتعامل معها  " وما الفائدة ؟" هي أكثر جملة تتردد في عقلك .. والأصعب أن محاولة البوح بها ستجر عليك مشاكل إضافية أنت في غنى عنها .. خاصة إن كنت تبحث عن من تبوح له ولا تجد من يستمع بهدوء وتفهم ودون أحكام  ..

ما يوقفني عن الخيار الأول هو إيماني التام أن الله أعدل من أن يرزقني الإبتلاء دون أن يضع في تكويني القدرة على احتماله. فأستمر في القول لنفسي " ستمر وتمضي هذه الغيمة وستستطيعين أن تري وجهة نظر أخرى .. فقط انتظري"

حاولت أن أصيغ لكم الفكرة ولكنني لم أجد أفضل من كلام الأستاذة نوال الذي شاركتنا إياه على انستاجرام

" المسلم لا ينتحر.. ليس فقط لأن الإنتحار حرام فهناك أمور كثيرة محرمة ولكننا نفعلها ... لا ننتحر لأن لدينا توازن خفي يولده إيمان قوي أو ضعيف لكنه ليس معدوم، بأن الله معنا ولن يخذلنا.. وأن كل مانحن فيه من بلاء حتما له نهاية جيدة.. شعور الإنسان بأن الله موجود يوفر له حصانة ضد الانتحار"



"لا تحزن إن الله معنا "

الخميس، 20 يونيو 2013

أنا والدراسة الجامعية


السلام عليكم 

دعوني أحكي لكم حكايتي مع الجامعة.
تخرجت من الثانوية سنة 2000 . مليئة بالأمل والتفاؤل والقلق والترقب والأحلام الوردية كغيري. في ذاك الوقت كانت كل جامعة لها اختبار القبول الخاص بها . وتم قبولي في جامعة الملك فيصل وكلية التربية للبنات. 
لأسباب عائلية أضطررت أن أبلع غصتي وأنا أسحب ملفي وأوراقي الرسمية من جامعة الملك فيصل وأنقلها وأنا أبكي في عمادة القبول والتسجيل في كلية التربية للبنات. 
إكتأبت كثيرا.. زاد وزني أكثر من 20 كيلو في سنة واحدة . جربت الرسوب للمرة الأولى ، بعد سنوات من التفوق. وكان نظام الجامعة هو إن رسبت في أربع مواد فيجب أن أعيد السنة. 
فرسبت في أربع مواد في الفصل الدراسي الأول ، وصدمت صدمة أكبر كشفت لي أنني لم أبلع تلك الغصة .. وأصبحت زومبي في الفصل الدراسي الثاني. ورسبت في البقية من المواد..  

أعترف أنني لا أتذكر الكثير من هذه السنة بسبب الحادث الذي حصل في سنة 2001 أو 2002 وجعلني أفقد الكثير من الذكريات. لكن هذا ما كانت تقوله مذكرة يومياتي .. 

تزوجت سنة 2003 وانتقلت لمدينة تبعد عن كليتي 80 كيلو متر .. وصرت أنتقل بالحافلة يوميا .. وحملت وكانت فرصتي للإعتذار والذي قدمته في بداية السنة ولم يتم إجتماع الإدارة للنظر به إلا بعد ثمانية أشهر تقريبا .. وكان التاريخ بالضبط يوم الثلاثاء 13 إبريل 2004 . والذي أتذكره بشكل واضح لأن ولادة ابنتي كانت في يوم الأربعاء 14 إبريل 2004 الساعة الرابعة عصرا . 

عدت بعد تسعة أشهر مقتنعة أنني لا أريد العودة ، ولكن وعد زوجي لأمي بأن لا يمنعني من إكمال دراستي ودولتي الحبيبة التي تعتبرني قاصرا لا قرار لي إلا بموافقة ولي أمري  ، منعتني من طي قيدي بنفسي. 

حاولت أن أدرس ، لم أكن أستطيع ، كان الأمر أقسى مما أقدر عليه .. ولأنني كنت في وقتها أجبن كثيرا من الإستمرار بمواجهة مجتمعي ومحاربتهم للتخلي عن حلمهم المفصّل لي .. قررت أن أعتبر الجامعة مكانا جميلا للقاء الصديقات وتوطيد العلاقة بهن والنشاطات التي أحبها. 
كانت تلك السنة من أجمل السنوات التي قرأت بها كل الكتب التي تأخرت بقراءتها ، وأخذ دورات عديدة . عملت الكثير من الأبحاث وساعدت كل صديقاتي في واجباتهن وأبحاثهن . كنت أدرس بجد لكنني كنت أذهب للإمتحان لأغرق في أحلام اليقظة ولا أجيب شيئا في محاولة لطي قيدي بسبب الرسوب .. 

وفعلا ، هذا ما حصل .. ورسبت وطُردت من الجامعة وفي نيتي أن أعود للدراسة حين أجد التخصص الذي أحبه وأريد دراسته قد فتح أحضانه لي .. 

رسمت خطتي ووضعت عيني على جامعة الملك عبدالعزيز في جدة لأنها في ذلك الوقت الوحيدة التي تقدم نظام الإنتساب ، وفي كل عام أدخل لصفحتهم لأجد أن التخصص الذي أحبه مفتوح لطلبات الرجال فقط .. 

إنشغلت عاما آخر ، ثم عدت هذا العام وقد جمعت المال الكافي للسنوات الأربعة من الدراسة . وكلي أمل أن تخصصي الحبيب يستقبل الطالبات .. ووجدته قد فتح أحضانه لي .. القبول للطالبات أيضا وليس فقط للطلاب .. 

ارتفعت آمالي ولا أخفيكم أنني ذرفت دموع الفرح وعدت لنفس مشاعر سنة 2000 الجميلة .. 
وانتظرت يوم التسجيل بفارغ الصبر . وسجلت في اليوم الأول إن لم تكن الساعة الأولى .. لكن سنة تخرجي لم تكن في القائمة المنسدلة .. ولما سألت في تويتر قالو لي سجلي بأقرب سنة .. وفعلت .. 

وأكدت الطلب في الموعد .. وآمالي وأحلامي بدأت بالإقتراب أخيراً .. 

ثم ... حصل هذا 



عزيزتي جامعة المؤسس ، 
كيف لي أن أؤكد لكم أنني أستحق هذا المقعد ؟ هل تريدون اختباري مرة أخرى للتأكد من معلوماتي وقدرتي على التعلم ؟ 
هل تريدون التأكد من جديتي ؟ 
هل تودون أن أأتي لكم برسائل توصية ممن عملت معهم ليؤكدوا لكم كم أحب هذا التخصص وكيف كنت أنتظره ؟ 

ست سنوات من الأمل ، انتهت بإحباط كبير . لكن لن أفقد الأمل وسأبحث في مكان آخر . 

شكرا لك سوسن .. واسيتني كما إحتجت ... أحبك 


أقاربي الأحبة .. الحريصون على إكمالي لتعليمي .. 
أفهم حرصكم وأقدره .. 
إن أردتم لي أكمال دراستي فأنا أريد تخصص علم النفس ، والدراسة عن طريق الإنتساب . فقط . ابحثوا لي عن طريق لهذا التخصص الذي انتظرته وأحببته منذ الصغر .لا تقدموا اقتراحات أخرى ، يكفي ما حصل في كلية التربية.