الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

أيام سيئة ، أيام جيدة / 24

السلام عليكم ..
ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه.
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم.

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوماً. سواء هنا أو على
wafa@wafakm.com

والآن يمكنكم التفاعل دون كشف هويتكم على ask  
=== 
وما فائدتي  ؟

أحيانا ، يصبح هذا السؤال هو كل ما أفكر به ، ويجعل كل ما أفعله أو أردت فعله صغيراً هامشياً سخيفاً وبلا معنى. يلاحقني السؤال في كل دقيقة. ومهما تجاهلته يجلس في زاوية في عقلي ليطل علي وعيي ويذكرني به.

الحوار الداخلي الذي يصاحبه مدمر ومعيق ، وأحيانا يبدأ مع بداية عمل أحبه مما يجعله مراً صعب التجرع ويوقفني عن الاستمرار بعمله.

فمثلا .. أبدأ قراءة كتاب ثم يبدأ عقلي بهذا الحوار :
" هاقد بدأتِ من جديد .. القراءة والتخفي وراء أفكار الآخرين .. والهرب من العمل الحقيقي .. ماذا لو استغليتِ هذا الوقت في العمل بدل الاسترخاء والكسل والسرحان بين السطور .. زوجك محق حين لمّح أنك ربة منزل وزوجة فاشلة .. ولِم لا ؟ فأنتِ فاشلة في كل أمر آخر .. ومع ذلك تصرين أنكِ لم تفشلي بعد .. أيتها الفاشلة البائسة الشقية .. "

ويستمر صوتي الداخلي في تقريعي واستعارة أصوات كل من هزأ بي مرة أو وبخني من قبل واسترجاع كل تفاصيل كلماتهم وتأكيدها لي بالأدلة والمنطق.
ثم أنتبه أن نصف ساعة قد مرت وأنني لازلت في الصفحة الأولى .. وقد فقدت الرغبة في القراءة ، أو أي عمل آخر كنت أقوم به في تلك اللحظة.

يستهلك هذا السؤال وهذا الحوار الداخلي المرهق كل الطاقة التي استجمعتها من قبل. وتصبح أسهل الأعمال شاقة ومتعبة.

وللأسف لم أجد لهذه الحالة أي خدعة للتملص منها كما فعلت من قبل في الأمور الأخرى.وهو السبب في تأخري بنشر تدوينة جديدة. فقط أعاقني الفترة الماضية عن الإنجاز وبالكاد كنت أتلهى عنه بوظيفتي والتركيز على إتمام واجباتي.

اقتراحاتكم ؟

هناك 6 تعليقات:

  1. الردود
    1. لا أظن أن السبب مهم. ليس في حياتي تروما كبيرة كانت السبب إن كنت تتساءل. لكن أيا كان السبب فالإكتئاب واحد.

      حذف
  2. أسعد الله صباحك ..

    غالباً حواراتنا الداخلية .. هي التي تعيقنا عن سعادتنا اليومية .. وهي التي تضيع وقتنا بالتفكير والتأمل الغير مفيد ..
    اذا كان الحوار الداخلي سلبي ويركز على الكلام والمواقف السلبية .. فـ سيتعكر المزاج طوال اليوم ..

    لذلك .. اكتبي عبارة جميلة قد قيلت لكِ في يومٍ ما .. او قرأتيها فـ كتاب ..
    وضعيها أمام عينك .. لتبث فيك الطاقة الايجابية ..

    وقد قرأت ن العبارة اذا سمعتيها او قرأتيها لمدة 21 يوم حتما ستغييرك ..
    سواء عبارة سلبية أو إيجابية .. لذلك اختاري عبارتك بعناية .. لتؤثر فيكِ ,,


    وأيضاً .. العقل اللاواعي .. يسهل خداعه .. ولا يفرق بين الحاضر والخيال ..
    فبمجرد أن تبتسمي وحتى لو كنتِ في ضيق .. فسيتعدل مزاجك .. حتى لو كانت إبتسامة مزيفة ..
    والعكس .. أغلب المرضى يسيطر عليهم الوهم ويستسلمون لأوهام لا صحة لها ..
    ويمرضون فعلاً .. والسبب الوهم واقناعهم للعقل اللاواعي بأنهم مرضى وهم ليس كذلك ..


    أعتذر ع الاطالة .. وسلمتِ

    ردحذف
    الردود
    1. عندي بعض التحفظات على كلام كتب تطير الذات. لا أنكر فعاليتها لكن أظن أنه قد بولغ بمدحها

      حذف
  3. ممكن ان تديري هذا الحوار الداخلي كما لو كان شخصا،، ربما لا تعرفين كيف تردين عليه اول الامر... لكن مع تعلم مهارة الانصات الجيد ممكن ان نكشف حيله و نستعد لرد عليه في المرات التي يهاجمنا فيها....

    ردحذف