الثلاثاء، 5 مارس 2013

سلسلة جديدة : أيام جيدة ، أيام سيئة



السلام عليكم .. 


ترافقت مع الإكتئاب زمناً طويلاً. وعرفت كيف أتكيف معه. في هذه السلسلة سأكتب دروساً مقتضبة تعلمتها منه. 
كلي أمل أن تصبح تجربتي وتعرية أعماقي هذه أمراً مفيداً لشخص آخر يمر بنفس الألم. 

الملاحظات والتعليقات مرحب بها دوما. سواء هنا أو على wafakm@gmail.com أو تويتر أو فيس بوك أو صفحة المدونات على فيس بوك (الصفحة) 
==== 

" تعلمت اليوم أن الإكتئاب كسول "

عندما أفتح عيني صباحاً وتهجم علي كل مشاعر اليوم السابق وتصبح ثقيلة كالجاثوم. وتتثاقل أنفاسي حتى تصبح مهمة ((إرادية)). وتصبح فكرة التحرك من السرير مستحيلة.
أبدأ بالبحث في أكوام المشاعر هذه على شيء إيجابي .. أي شيء . وأركز عليه . ثم أنقل تركيزي بينه وبين التنفس العميق. ثم أسمح لأفكاري أن تستطرد .. حتى أنها تصل أحيانا إلى " هل كانت الثورة البلشفية من نتائج الفكر الرومانسي الذي انتشر في القرن الثامن عشر ؟ " ثم أنتبه بعد فترة لرغبة في التحرك والتقاط الجوال لتسجيل الفكرة وأن الجاثوم قد انتهى ..

الإستطراد في التفكير هو سري الصباحي اليومي كي أتغلب على غصة المشاعر والعبرات المتلاحقة التي تحبسني داخل الإكتئاب.

تلك الفترة الزمنية بين فتح العينين ووضع القدمين على الأرض ، فاصل مهم لتحديد كيف سيسير يومي .. وأكره أن يقطعه أي شخص.. ولهذا أضبط المنبه على وقت مبكر جداً لما هو معتاد للأشخاص غير المكتئبين. فإن كان يوما جيدا فهذا يعني وقتا إضافيا للقهوة .. وإن كان يوما سيئا فهذا يعني وقتا مناسبا لإستعادة توازني.

الإكتئاب مرض كسول .. يجعل الجاذبية مضاعفة على العضلات ويحبسني على السرير أو الأريكة. يكرر علي السؤال : " ومالهدف ؟ ومالفائدة؟ ومن يهتم بأمرك ؟ "
أسئلة شديدة التعقيد لمريضة بالإكتئاب مثلي .. الأيام السيئة لا تحتمل مواجهة هذه الأسئلة . الهرب منها بأفكار مختلفة وتأجيلها ليوم آخر أفضل.



هناك تعليقان (2):

  1. مررت بالإكتئاب أيضاً و لا يزال يزورني بين الفينة و الأخرى.
    وجدت أن أفضل وسيلة أبقيه بها بعيداً عني هي تعلم هواية جديدة بتعمق أو قراءة كتاب جديد و تطبيقه من الغلاف إلى الغلاف، سواء كان كتاب طبخ أو تمارين أو حتى ألغاز.
    الأفكار التي تأتي مع الإكتئاب قاتلة و إن لم أقتلها بالإنشغال بالحياة تقتلني.
    أدعو أن تكون أيامك مليئة بالنشاط و الإرادة.

    ردحذف
    الردود
    1. كأنك قرأت أفكاري ... هذه كانت التدوينة القادمة

      حذف