الاثنين، 16 يناير 2012

من أنا ؟




ولدت لأم جعلت المثالية تبدو سهلة .. منزلنا خليط بين الفندق والمطعم والمشفى .. بنجومهم الخمسة ..
ولا أحد ليساعد أمي ..
ظنت أمي .. وأبي .. وإخوتي .. وحتى جدتي وعماتي وعائلاتهم الممتدة .. أنني سأكون مثل أمي .. فأنا أتدرب علي يديها منذ الخامسة من عمري .. وأن مرحلة الفوضوية التي كنت أعيشها هي مجرد عرض من أعراض المراهقة ..
وأنا ظننت هذا أيضاً ..
الحقيقة المرة صدمتني بعد أن تزوجت .. دراسة وعمل منزلي .. كثير جداً !
ثم أصبحت دراسة ورضيعة وعمل منزلي .. كثير جداً جداً ..
كيف كانت أمي تقوم بكل هذا ؟
قررت أن إسقاط الدراسة التي أكرهها أساساً سيكون أمراً رئيسياً في تحسن أدائي .. ولكنني كنت مخطئة جداً ..
أشعر بأني خيبة أمل والدتي .. رغم كل كلامها المشجع .. فأنا لا أرقى لمعاييرها العالية والتي تطبقها بنفسها وتريني كم أنها ممكنة ..
وكذلك خيبت أمل جدتي وعماتي وخالتي ..
تركت الدراسة .. ولا عمل .. ولا أداء منزلي جيد .. ولا علاقات اجتماعية مميزة ..
وبعد بضع سنين من المكابرة .. ومحاولات التصنع .. والشجارات داخلي .. قررت أنني لا أريد أن أكون ربة منزل جيدة .. وأنه ليس هدفي وليس من داخل قدراتي .. وأنني أخطو بحذاء كبير جداً ..
وأن تلك الفوضوية التي أمر بها .. هي الأصل في شخصيتي .. فأنا أستطيع تنظيم الأفكار لا الملابس ..  وإدارة الكلمات لا المنزل... وأن علي أن أجد هدفاً يناسب شخصيتي وطبيعتي وحالتي الجديدة ..
هدفي الحالي هو أن أكون أماً جيدة .. فقط جيدة .. لا استثنائية ولا مثالية ..
ووضعت لي بعض الأساسيات التي أريد أن أربي عليها أبنائي .. وحتى أثناء كتابتها كنت أقول لنفسي .. لكنهم أشخاص مستقلون ولهم إرادتهم الحرة .. سيختلفون عن قائمتك هذه .. عليك فقط أن تقومي بأفضل أداء تستطيعينه ..

إن كانت الاستعانة بعاملة منزلية أمر يساعدني على تحقيق هذا الهدف .. فهذا أمر جيد .. إن كانت وظيفتي (إن وجدت بعد الفوز في حافز آيدول) ..ستساعدني على توفير تعليم جيد لهم ومكتبة منزلية ورفاهية بمسؤولية .. فهذا رائع جداً ..
لكنني لن أصبح أمي ..
المثالية أصعب بكثير مما تخيلت ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق