السلام عليكم
هذه المقالة تم نشرها في مجلة القافلة بشكل مختصر على هذا الرابط. هنا هي موجودة بشكلها الكامل وروابط للمراجع.
محيط يغرق بالبلاستيك
صحوت من النوم، توجهت لدورة المياه، غسلت وجهي ونظفت أسناني بالفرشاة والمعجون، لبست ملابسي الرياضية وحذائي واتجهت للسيارة..
في أول عشر دقائق من يومي فقط. لم أستطع حصر عدد المنتجات البلاستيكية التي لمستها واستخدمها. أين تذهب كل هذه النفايات بعد أن أرميها في القمامة ؟
تلك الكرات الصغيرة في معجون أسناني والتي تجعلها بيضاء تسر الناظرين ( قائمة بالمنتجات التي تضم هذه ال microbeads). وأختها التي تقشر بشرتي في غسول الوجه اليومي وتجعلني أكثر نضارة. ليست إلا حبيبات كروية بلاستيكية صغيرة تنتهي في المجاري، التي تتم إعادة معالجتها ثم تعاد للبحر. عملية المعالجة لا تستطيع التعامل مع هذه الكريات الصغيرة. فتأكلها سمكة في الخليج ثم يتم صيدها وأتناولها أنا وأطفالي على غداء العائلة الممتدة الأسبوعي.
لو عصرت معجون الأسنان في ملعقة وتناولته مباشرة سأصل لنفس النتيجة.
ملايين الأطنان من البلاستيك تلاحقنا في كل مكان. وأطنان من الأوراق العلمية التي تركض خلفها لاهثة تحاول لفت نظرنا أننا أفرطنا باستخدام البلاستيك.
مادة البلاستيك بتفرعاتها المختلفة تجعل من الاعتماد عليه أمرا سهلا. فهو رخيص، متوفر، عملي. ويجعل التخلي عنه أصعب من التخلص من إدمان المخدرات. فقد أدمنت الشركات الكبرى على يسر وقيمة البلاستيك الرخيصة واستخداماته العديدة.
عندما نفكر في البلاستيك فإن أول ما يخطر في بالنا هو قوارير الماء المعبأة وأكياس البقالة. لأننا نستخدم المنتجين بكثرة وبوضوح. لكن لم نفكر من قبل بقماش الجينز المريح والجوارب وقمصاننا الرياضية التي تساعدنا على الاستمرار بالتمرين وتلك الأشياء الصغيرة اللامعة في فساتين الحفلات والتافتا التي تحقق أحلام الصغيرات بالدوران في فستان يدور حولهن.
ولم نفكر كذلك في عبوة كريم البشرة المفضل. وأمواس الحلاقة التي ترمى بعد الاستخدام.
يستمر المستهلك في الاستهلاك ويربت على ضميره ويُسكته صوت صغير يقول : " كل هذا ستتم إعادة تدويره بطريقة ما، ليست مشكلتك" لكن هل فعلا تتم إعادة تدوير جميع هذه المنتجات ؟
أكواب القهوة ((الورقية))، علب العصير الكرتونية، علب الحليب طويل الأجل ومنتجات أخرى أيضا يدخل في صنعها البلاستيك لا يمكن إعادة تدويرها.
كما أن إعادة التدوير تحصل في الأماكن التي يتم فرز النفايات بها. ونحن لا نفرز نفاياتنا غالبا. وحتى تلك الحاويات المقسّمة لا نعرف كيف نتعامل معها وما هي الأشياء التي توضع بها بالضبط.
مشكلة البلاستيك الأساسية أننا لن نتخلى عنه. وسيستمر في الانتاج في كل مكان. منذ اكتشاف Leo Baekeland له سنة 1907 ثم إيجاد تفرعات أكثر كالبوليسترين والبوليستر وال PVC _الأسماء التي يعرفها أي شخص يقرأ مكونات الأقمشة ومواد البناء_. كانت المادة الرخيصة مثيرة لاهتمام المستثمرين والعلماء بعد الحرب العالمية وبدأت بإغرائهم لعمل تفرعات أكثر وأكثر. فهذه المادة قابلة للتعديل لأي غرض ومتوفرة بشكل كبير في الوقود العضوي. الذي كان منجما جديدا يعرفون أغلب فوائده والقليل من مضاره. كبرت هذه المادة وكبرت معها الصناعة حتى وصلت إلى تقديرات 2,080 مليون دولار سنة 2016 في جانب واحد فقط منه. وتضاعف إنتاج العالم من البلاستيك عشرين ضعف منذ 1964 حتى الآن. ولو بحثنا على أرقام واستثمارات وتقديرات كل التفرعات لانتهينا بمئات الصفحات.
9.1 بليون طن هو تقدير العلماء لما تم إنتاجه من البلاستيك منذ 1950 وحتى الآن. لتصور الأمر أكثر.. نفايات هذا البلاستيك تستطيع التراكم على علو ثلاث كيلومترات تقريبا ودفن جزيرة أبو علي في الخليج العربي كاملة.
لكن هل يمكننا تخفيف استخدامه ؟ ما الذي يمكن للمستهلك العادي عمله ليقلل من هذا الاستهلاك المجنون للبلاستيك؟ أكياس تسوق يعاد استخدامها؟ قوارير زجاجية للمياه يعيد استخدامها ويحملها معه بدلا من شراءها ؟
لكنه عندما يحاول التسوق يجد كل شيء مغلفا بالبلاستيك ولا يمكنه التوقف عن شراء حاجياته.
تسويق الشركات الكبرى لهذه المهمة الكبيرة وتركها على عاتق المستهلك العادي أمر غير عادل. خاصة في ظل ندرة وجود الأماكن التي توفر شراء الأشياء دون البلاستيك. وندرة الأماكن التي تستقبل البلاستيك الذي معه لإعادة التدوير.
مشكلة البلاستيك تؤرقني شخصيا. وكلما حاوت الإطلاع على تجارب الأشخاص الذي يعيشون نمط حياة خالٍ منه وجدت أن الأمر صعب. وأصعب في منطقتنا الشرقية التي تفتخر باستخراج البترول وتكريره وتصدير منتجاته ذات الجودة العالية.
تتذكرون تلك الكريات الصغيرة في معجون الأسنان ؟ ليست المنتج البلاستيكي الوحيد في البحر. توجد جزر عملاقة من نفايات البلاستيك تسبح في المحيطات. وأشهرها تلك التي في المحيط الهادئ بين هاواي وكاليفورنيا المكونة حسب التقديرات من 7 ملايين طن من النفايات قلبها الرئيسي ينتشر على مساحة ميل مربع، وبعمق 9 أقدام. 80% من هذه النفايات بلاستيك جمعتها دوامات مختلفة على أطراف المحيط لتستقر في نقطتين مركزيتين بعيدة عن أي حدود.ولا تريد أي دولة تحمل مسؤوليتها وتنظيف المحيط منها. ولأن البلاستيك لا يتحلل بسهولة، فإنه يتكسر مع الوقت لأحجام صغيرة جدا لا يمكن أن نراها بعيننا المجردة لتنتهي كما ذكرنا في البداية في السمك فقد وجد العلماء البلاستيك في 9% من الأسماك حول هذه الجزيرة. ويتوقع بعضهم إن استمر الانتاج والاستهلاك والتخلص بنفس الرتم فسوف يصبح البلاستيك أكثر من السمك في المحيط بحلول 2050.
هذه النفايات البلاستيكية لا تتوقف عند الطفو والتجمع على سطح المحيط. فهي تدخل الآن في تفاعل الكائنات الحية مع بيئتها. تعلق الأسماك والطيور بها وتنفق. السلاحف البحرية التي تعيش في العادة مئات السنين أصبحت تختنق بالعبوات التي نرميها في القمامة دون تفكير. والقطع البلاستيكية الصغيرة التي تتناولها الأسماك غير المدركة لماهية ذاك الذي تتناوله تدخل في سلسلة غذائنا وتتحول تلك القطع البلاستيكية إلى مواد كيميائية تُخِل توازن هرموناتنا وترفع من احتمال نسبة الإصابة بأنواع عديدة من السرطانات وغيرها من الأمراض. كفرط الحركة.
مشكلة البلاستيك تمسنا جميعا. وجميعنا نشارك بها. ويمكن أن نتشارك في حلها. لكن الحل يجب أن يبدأ من الإنتاج. من الشركات التي تستخدمه بإفراط وبمنتجات استهلاكية. هذه الشركات الكبيرة لديها القدرة على تمويل الدراسات والأبحاث التي ستوجد بعض الحلول لمشكلة التغليف وابتكار منتجات صديقة للبيئة. وجعلها أرخص وأكثر عملية من البلاستيك وتنتقل إليه. بناء على مبدأ لا يمكننا تفريغ المغسلة من المياه إن كان الصنبور لازال مفتوحا.
الأبحاث بدأت منذ مدة طويلة لكنها لم تلق الدعم الكافي ولم تتبن الشركات نتائجها حتى الآن. مثل كرات المياه Ohoo التي فاجأت عالم الانترنت وظهرت كما لو كانت مزحة في البداية والتي تأتي فكرتها من تقنية يتم استخدامها في المطاعم الفاخرة الحديثة. هي تحويل السوائل إلى كريات/كرات مغلفة بالجيلاتين (المستخرج من الطحالب غالبا) . وتضاف غالبا لتنفجر النكهات في الفم مصاحبة للطبق. طوّر ثلاث طلاب تصميم هذه التقنية للتقليل من عبوات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. صنعوا كرات من المياه بنفس الطريقة. وهكذا يمكنك أكل كرة المياه أو شرب الماء ورمي التغليف الجيلاتيني ليتحلل.
وأوراق التغليف المشمعة بشمع النحل كذلك صممت من مواد طبيعية لتحل محل التغليف البلاستيكي الخفيف الذي نسخدمه لحفظ الأطعمة في المنزل غالبا. وصممت وفي البال طريقة استخدامنا لهذا البلاستيك وجُعِلت أقرب لها. فكل ما يجب أن تفعله أن تغلف الطعام بطريقتك المعتادة لكن بالاستمرار في مسك المنتج عدة ثوان يذوب الشمع قليلا مع حرارة اليد ويلتصق ببعضه مكونا الغلاف الذي نحبه واعتدنا عليه. ومع هذه السهولة والبديل الطبيعي تأتي فائدة جديدة هي إمكانية إعادة الاستخدام.
وعبوات التغليف التي تمنع الأكسدة للأطعمة والمصنوعة من اللاكتوز المستخرج من الحليب جاءت لتحل عدة مشاكل هي التخلص من البلاستيك الذي لا يمكن إعادة تدويره والتخلص من مخاطر المواد الكيميائية التي قد تدخل للأطعمة مع هذا التغليف غير الآمن.
كل هذه الأمثلة السابقة لاتزال في مرحلة التجربة ولم يتبنها إلا المتحمسون والمهتمون بالبيئة والصحة. ولاتزال تكلفتها لا تساوي رخص البلاستيك.
يساهم عدم فرز النفايات والاعتماد على مصانع إعادة التدوير في جمعها وفرزها في المشكلة. فعدم الفرز وانعدام الحاويات الخاصة يجعل تلك المصانع تستخدم الكثير من الأيدي العاملة والوقود الذي يحترق في شاحناتها أثناء تمشيط المدينة بحثا عن المواد الأولية فترفع تكلفة إعادة التدوير وتصبح في الغالب أعلى من تكلفة صنع عبوة جديدة. مما يدفع المستثمرين أبعد عن هذا المشروع ويدفع الشركات المنتجة للأشياء الاستهلاكية للابتعاد أكثر عن البلاستيك معاد التدوير كيلا ترفع التكلفة عليها.
فيبدأ دور المستهلك. حيث يحرص على استخدام أكواب قهوته وقوارير المياه الخاصة به وأكياس تسوقه التي يعاد استخدامها. ويبتعد عن شراء المنتجات التي لا يمكن إعادة تدويرها. ثم يبدأ بفرز نفاياته والحرص على إيداعها في حاويات إعادة التدوير الخاصة.
لكننا ننسى نقطة مهمة .. كل شيء يحتاج لفترة تعوّد .. إلا الترف. والمستهلك الآن مترف بمساعدة البلاستيك لذا ستكون العودة خطوة إلى الخلف للتقليل من البلاستيك خطوة كبيرة بالنسبة له وتحتاج للكثير من التعوّد.
هو مترف جدا دون أن يدرك ذلك فهوتصله كل المنتجات التي يريدها من أطراف العالم وهي تحتفظ بجودتها بسببه. وتنخفض قيمة الشحن لخفة وزنه وقلة احتمالية تكسر العبوات أثناء النقل. مما يجعل من سعر هذه المنتجات التي يشتهيها ويستخدمها في متناول يده وخفيفة على جيبه.
كما أن المنتجات البلاستيكية ساعدته في حفظ بقايا أطعمته بجودة عالية ليتناولها في وقت آخر. وساعدت على إيصال المياه بتمديدات عالية الجودة لا تصدأ ويصعب كسرها في منزله. وساعدت كذلك على طمأنته أن أطفاله يستطيعون إمساك قنينة الرضاعة الخفيفة دون أن تسقط وحتى لو سقطت فإن أسوأ ما يمكن أن يحصل هو أن يبدأ الطفل بالبكاء على الحليب المنسكب بدلا من القلق من تناثر قطع الزجاج في كل مكان وإصابته أو غيره.
ومن الأسهل عليه أن يأخذ كوباً ورقياً وقارورة ماء وموزة واحدة _مغلفة بكيس بلاستيكي_ لا تحتاجه من مقهاه المفضل في طريقه للعمل. ومن الأسهل أن يختار المنتج دون قراءة الملصق عليه. ومن الأسهل أيضا أن يرميه في النفاية العامة دون فرز. المستهلك لديه الكثير من المشكلات الصغيرة والكبيرة في حياته التي تجعل من هذه الأفعال التي تبدو صغيرة أمرا في نهاية قائمة أولوياته.
لذا يجب رفع وعي المستهلك بحجم مشاركته الصغيرة هذه على المدى الطويل. ورفع الأولوية لهذه الأفعال بربط النتائج بصحته وصحة أولاده وأحفاده. وتيسير هذه المهام عليه وتشجيعه عليها. وكذلك إدخال الأمر في نمط حياته العادي فلا تصبح مهمة إضافية لكن جزء من عادة معينة.
نحتاج لإعادة تدريب مرة أخرى كي نُفطَم من البلاستيك. ولهذا يكون الاعتماد على نقطتي السهولة والمصلحة الشخصية لكل فرد أمرا مهما. ويمكننا التعلم من تجارب الدول الفقيرة والغنية في هذا الموضوع.
الدول الفقيرة تعتمد على أفقر طبقة في المجتمع في إعادة التدوير. تلك التي تبحث عن أي مصدر للرزق وتخشى الموت جوعا أكثر من فكرة الجراثيم والخطورة في نبش النفايات. فتسمح لهم بالنبش في أكوام النفايات في المردم ليستخرجوا ما ينفع ويبيعونه على مصانع إعادة التدوير. وأشهر الأمثلة وأكثرها فعالية هو حي الزبالين في مصر. المجتمع الذي يعيش على أطراف مدينة القاهرة ويجمع قمامتها كل يوم ويفرزها ويعيد تدويرها. لا يُرمى شيء في هذا الحي. حتى النفايات العضوية من أطعمة وغيرها تُعطى لحيواناتهم.
حي الزبالين يتعدى بنفعه القاهرة ومصر إلى العالم كله. يعطينا نظرة مباشرة لطريقة العمل في مثل هذه النشاطات ومكسبها المادي. موديل عمل جاهز للدراسة.
بقليل من التعديلات لحل مشاكل هذا المجتمع الصحية وأخذ احتياطات السلامة الخاصة بعملهم الخطر. يمكن أن يعيش الأفراد في هذا المجتمع بمستوى سعادة أفضل ومعيشة أكثر راحة ورفع فعالية عملهم في جمع النفايات وفرزها وإعادة تدويرها. وبهذا يمكن نسخ التجربة وتعديلاتها لمجتمعات أخرى. وخلق فرص عمل جديدة في المجتمعات الأخرى.
الدول الغنية من ناحية أخرى تعتمد على وعي المستهلك والطبقة المتوسطة وسهولة المهمة عليها فتوفر مكائن تستقبل إيداعات الناس من القوارير والعلب في نفس المكان الذي يشترون منه حاجياتهم في العادة وتدفع لهم مقابلها مبالغ بسيطة.
أو تشتري منهم قماماتهم القابلة لإعادة التدوير وتجمعها من منازلهم بعد أن يكون أصحاب المنزل قد فرزوها. أو حتى تفرض الأمر بالقانون والغرامات.
من الأمثلة الرائدة في هذا المجال ألمانيا التي وصلت لأعلى معدل إعادة تدوير في أوروبا بنسبة 65% سنة 2016. واليابان التي وصلت لنسبة 77% من إعادة تدوير البلاستيك وتقود الطريق عالميا بأمثلة ممتازة. والسويد التي تسعى للوصول إلى هدف "صفر نفايات" . وتعاون معها المجتمع حتى وصلت لنقطة ثورية وهي شراء القمامة من الدول الأخرى لتوليد الكهرباء عندها.
ما يجعل هذه الدول ناجحة في هدفها لتقليل النفايات وإعادة التدوير ليس فقط البنية التحتية والغرامات أو حتى الطمع الشخصي لأفراد المجتمع الذين يريدون مقابلا لجهدهم ونفاياتهم. النقطة الأهم في هذا كله أن النظام مفهوم وواضح للجميع. وتوجد طرق تيسر تطبيقه على الجميع. وأسبابه كذلك واضحة للكل بسبب وعي المجتمع المرتفع بنتائج تقليل استخدام البلاستيك والورق وإعادة تدويرهم.
تجارب عديدة تثبت لنا مرة بعد مرة أن شرح الأسباب وربطها بالفعل والنتيجة بشكل عملي وواضح تجعل نسبة من يطبق التعليمات أعلى. مما يجعل مهمة الفنان والكاتب والمعلم أهم وأكبر لنشر هذا الوعي ورفعه في مجتمعنا. الحملات التوعوية لا تكفي لوحدها. الفنون تؤثر في النفس البشرية بشكل قوي بأشكالها المختلفة. والتعليم من الصغر يجعل بعض التصرفات التي تبدو صعبة، بديهية جدا للجيل الجديد.
من أين أبدأ هي أول فكرة تخطر على بال أي شخص يقرأ مثل هذا المقال أو يشاهد فيلما وثائقيا عن نفس المشكلة والإجابة الوحيدة والتي تبدو أبسط مما يجب هي : بما تستطيع
هل أنتِ ربة منزل ؟ ابدئي بعدم استخدام الصحون البلاستيكية مثلا وابتعدي عن العبوات التي لا يمكن اعادة تدويرها وارفعي وعي أبنائك عن هذا الموضوع. ولو استطعتِ دفعهم لفرز النفايات في المنزل قبل رميها سيكون عملك عظيما .
هل تعمل في مجال التعليم ؟ اطلب جمع النفايات الورقية وبيعها او التبرع بها لمصنع يعيد تدويرها، وارفع وعي زملائك وطلابك.
تخصصت في التجارة ؟ يمكنك تقليل استخدام الورق في التعاملات. وتشجيع موظفيك على استخدام أكوابهم الخاصة بدلا من الورقية وتوزيع الحاويات الخاصة بإعادة التدوير. وابحث أكثر في فرصة إعادة التدوير سواء بالإستثمار أو تقليل التكلفة عليك في مجالك.
صاحب مقهى ؟ اعرض خصما خاصا لمن يستخدم كوبه الخاص بدلا من الكوب الورقي في طريقه لعمله. وبدلا من بيع قوارير المياه يمكن توفر برّادة مياه خاصة ليستطيع تعبئة قارورته الخاصة بسعر أقل من سعر قارورة المياه العادية.
وجميعنا نشترك في مهمة محاولة مراجعة النفس أثناء التسوق والابتعاد قدر الإمكان عن شراء ما لا يمكن إعادة تدويره، وكذلك بالعمل أكثر على معرفة طرق إعادة التدوير في مدينتنا وفرز نفاياتنا. فإن كنت أنت لا تعرف طريق إعادة التدوير تأكد أن عامل النظافة يعرف. فلابد أن مسألة إعادة التدوير موجودة في نطاق عملهم. وهم يستطيعون بيع هذه المنتجات للمصانع الخاصة. وسيقدر لك اختصار عمله، وتقليل المخاطر عليه. كما ستشارك في توفير مصدر رزق اضافي له.
ولا ننسى تشجيع الشركات والمتاجر التي تساعدنا في مهمتنا. الحرص على تفضيل منتجات هذه الشركات والمتاجر يساعدهم على الاستمرار وتحقيق الهدف. وسيشجع الشركات الأخرى لسلك دربهم.
الشركات ستلحق نقودك أينما كانت. ضعها في مكان يحافظ على الكوكب ويقلل استخدام البلاستيك وسوف تنتقل الشركات الكبرى لهذه الطرق من أجلك. لا نحتاج لإعادة اختراع العجلة، نريد فقط ركنها فترات أطول لتقليل استهلاكها. لا نريد التخلص من البلاستيك تماما. نريد فقط تقليل استهلاكه وإيجاد منطقة وسط بين رغبتنا باستخدامه والمحافظة على الأرض وعلى صحتنا وصحة أولادنا وأحفادنا.
ربما تشعر كمستهلك أن فعلاً صغيرا مثل اختيار حاوية البلاستيك بدلا من الحاوية العامة أو أخذ كوبك معك للمقهى ليس له أثر وأهمية. لكن إن كان فعلك هذا يساهم بنسبة 0.01%. فهو أفضل من المساهمة بالأمر السلبي. وتذكر أنك لست لوحدك. وكثير مننا يحملون نفس الهم ويريدون أن تصبح الحلول أكثر توفرا. وأن هذه المساهمة تتضاعف أضعافا كثيرة لو زاد عدد من يختارون عمل هذه الأفعال الصغيرة. أصِب غيرك بعدوى التفكير بالبيئة. واختيار عمل هذه الأعمال الصغيرة. أهدِ صديقك كوبا حافظا للحرارة وسوف يستخدمه من أجلك في البداية ثم لأنه تعود على هذا الأمر.
ارفع وعي أطفالك وسوف يساهمون معك في الحفاظ على الأرض. وحاول التواصل مع مصانع إعادة التدوير وتنظيم طريقة ليأخذوا نفاياتك وإعادة تدويرها. ونبّه أقربائك بالمكسب المادي الذي يمكن أن يكون من نصيبهم فقط لأنهم فرزوا نفاياتهم وأعطوها للمصنع.
والأهم احتساب الأجر في كل ما سبق. فشكر النعمة وإعمار الارض من واجباتك كإنسان يعيش عليها.
مشروع إيلون مسك لإعمار المريخ لازال في بداياته. ولا نريد أن يذكر أحفادنا لأحفادهم قصصا أسطورية عن جمال النقطة الزرقاء الباهتة التي كانوا يعيشون عليها.