قضيت على الانترنت وقتا طويلا من عمري حتى أنني لا أستطيع تخيل حياتي تسير بشكل طبيعي بدونه.
أستطيع أن أقول أنني كبرت أمام الشاشة . وأجزم أنني مررت بالكثير من التغيرات في شخصيتي ونفسيتي وحالتي الاجتماعية . . وأمور أخرى عديدة . .
لاحظت أن الكثيرين أخذوا فكرة مثالية نوعا ما عني ..
من ربة منزل ممتازة , أم رائعة . . الخ الخ
الحقيقة أن هذه الصورة ليست أنا . . ويبدو أنني زدت عيار التجمل أمام الشاشة فأصبحت كالفنانات اللاتي يظهرن أمام الكاميرا بمكياج كامل . .
أسبابي الرئيسية في تعرية صورتي الانترنتية من مثاليتها هي :
-أنا أحبكم . . أصدقائي الانترنتيين. وأشعر بالكثير من الألفة معكم . . فلماذا التصنع?
-التخلص من الصورة الذهنية التي يضعها لي من سيراني في الحياة (الوجهية ) . . أسميها هكذا لأنني أؤمن أن كثيرا مما يجري على الانترنت واقعي وحقيقي أيضا .
-شعور قوي لدي بأن من سبقني في حياته الزوجية وحياة الأمومة خدعني . . خدعني لأنه ظهر لي مثاليا وأوهمني أنني الوحيدة التي تعاني على وجه البسيطة. مما جرني لكثير من دوامات لوم الذات . . وهذا هو السبب الأهم.
---
أما بعد . . هنا حقائق عني دون تجمل . إن كنت تود المحافظة على صورتك الجميلة فلا تقرأ التالي :
- أنا أكره العمل المنزلي . . والتنظيف وغسل الصحون . وأحاول تأجيله حتى لا يمكن تأجيله بعد ذلك.
-لست أما مثالية . أكلمكم وقد انتهيت للتو من جرح حبالي الصوتية صراخا على أطفالي. أعاني من ولدي عبدالعزيز. وأكاد استسلم أن لا حل مع هذا الطفل.
-نعم في وقت ما استطعت أن أخسر 20 كيلو من وزني . لكن الآن استرديته كله .
أعتقد أن هذه الطبقات كافية حتى الآن . . . لا داعي لسرد البقية . .
لكنني لست مثالية . . بالتأكيد!