نظرت للتاريخ وانتبهت أنني اقتربت من إكمال شهري السادس في الوظيفة ! وكأنني كنت في المقابلة الوظيفية بالأمس!
عرفت أنه لابد لي من التوقف قليلاً والمراجعة الآن. فهل هذا طريق أريد إكماله ؟
لازالت بعض الصعوبات في التكيف موجودة لكن الكثير تحسّن. من الأمور التي تحسنت هي قلقي الاجتماعي، فلي ست زميلات في القسم النسائي ورغم أننا نعمل في إدارات مختلفة إلا أن التعاون بيننا عظيم. وبيئة المكتب مريحة جداً ومحترمة. سأكمل ست أشهر دون أن أسمع نميمة واحدة ولله الحمد. وحتى الحديث بطريقة سلبية عن العمل غير محبذ ويوضع له حد دائماً. وطريقة احتوائهن الدائم لمشاعر بعضهن عندما يزيد ضغط العمل ممتازة وحنونة. فريق حقيقي لم أعمل مع مثله إلا نادراً. تعرفي عليهن تدريجياً وعددنا القليل واحترامهن لمساحتي الشخصية مكسب عظيم يجعل قيمة هذه الوظيفة أعلى في نفسي.
عرفت ماذا أرتدي، أعرف أن الموضوع يبدو سخيفاً لكن، من يعرفني يعرف أنني أكره التسوق، وأكره شراء الملابس خاصة. وعدد القطع في دولابي قليلة مقارنة بمن حولي. وعندما أشتري ملابس فهي غالبا تكون استثمار كيلا أعود سريعاً لعملية التسوق الغثيثة.
تأجيلي لمسألة التسوق كان يجعلني في حيرة يومياً فأغلب الملابس في دولابي كانت للزيارات أو المعيشة اليومية. ما يناسب العمل كان قليلاً. سطوت على دواليب رهف وعبدالعزيز، وأخذت منها ما ناسبني. لكن حتى هم لا يملكون ما يكفي. تجاهلت الموضوع وذهبت للعمل فترة طويلة بالجينز وقمصان سنوبي، و ريك أند مورتي، وأميرات ديزني. لكن مقر العمل دخل الآن في موسم جديد وسيصبح الزوار كثيرون ما يستدعي أن أبدأ ارتداء ما هو أكثر احترافية. شاركت قلقي هذا مع صديقاتي المقربات. وفي اجتماعنا التالي فوجئت بكمية الملابس التي جهزنها لي !
أجمل ما في الموضوع، بجانب موضوع عدم اضطراري للتسوق بنفسي، هو أن اختياراتهن متنوعة وجميلة لكنها كانت اختيارات أتجنبها غالباً كوني لا أعرف كيف يتم تنسيقها بشكل جيد. تم حل الواجب بدلاً عني ولم اضطر هذه المرة لتأجير متسوقة ومنسقة ملابس كما كنت أفعل سابقاً. شكرا بنات 💗
مما تحسن أيضاً، متلازمة المنتحل، بدأت أرى نتيجة عملي والرفق بنفسي. وأذكر نفسي دائماً أنني هنا للمدى الطويل وهذا ليس مشروعاً سريعاً، فخفّ القلق. قلّت الاجتماعات كذلك بعد أن بدأ العمل الفعلي وانتهى التخطيط.
وصديقتي سوسن، رغم تحدياتها في وظيفتها الجديدة، استطاعت دعمي نفسياً لتخطي الكثير من المشاعر السلبية المتعلقة بموضوع العمل عن قرب.
لازال مظهر نوبات الاكتئاب مختلف. لكن أصبحت الآن أكثر راحة مع الزميلات فلم أعد ابتسم غصباً عن مشاعري في مكان العمل عند مروري بنوبة اكتئاب.
لكنني لم أتكيّف بعد..
لازلت أصحو وأتذكر أن علي الذهاب جسدياً للعمل في مكان مختلف فتتصاعد العبرات في حلقي كل صباح تقريباً. خاصة أن أغلب عملي يمكن عمله من مكتبي في المنزل. أو حتى على سريري ! لست أجد سبباً يبرر ذهابي اليومي للمكتب ولازلت في كل يوم كطفل يذهب إلى المدرسة أول مرة، أبكي أحياناً.
أصبحت هذه الأغنية هي أغنية الطريق إلى المكتب ..
لم اعتد كذلك أن أضطر للاستئذان من مديري للذهاب إلى موعد مستشفى، خاصة لأن مواعيدي كثيرة ولم أستوعب هذا إلا بعد أن بدأت بالاستئذان من أجلها. اعتدت طول السنوات الماضية أن أحمل الكمبيوتر المحمول أو الجوال وأذهب مستمرة في العمل في غرف الانتظار. وعندما أعود أكمل العمل حيث توقفت.
سأدخل الآن تحدٍ جديد في العمل، العودة للمدرسة. رهف وعبدالعزيز كانا يتوليان مسؤولية العناية بالصغار. وعندما تبدأ الدراسة سيعودون هم للحضور في مقرات الدراسة، أما الصغار فلازالوا في المنزل. جاء الخبر متأخراً كعادة وزارة التعليم. وبدأنا الآن رحلة البحث عن مكان لاستضافة لين وخالد وقت العمل.
الخيارات موجودة إما غالية جداً جداً ما يجعل راتبي بلا معنى، أو غير مناسبة.
لين وخالد بعمر 8 و 10 سنوات، الأماكن التي تقبل استقبال الاثنين قليلة جداً. لازلت أبحث عن الحل لكنني أظن أنني اقتربت سأشارككم الحلول التي وجدتها إن نفعت.
نحتاج في الويب العربي لمثل هذه التجارب المُلهمة، شكرًا أ. وفاء
ردحذفشكرا م.طارق ممتنة للطفك
حذف