يوم 17 يناير .. عقد قران قريبتي. حضرته وفي داخلي الكثير من الإحراج وكنت ﻵخر لحظة أفكر بالإعتذار. لكنني حضرت. وعندما عدت كان كتفي قد تشنج لحملي ابنتي طوال الوقت على كتف واحدة.
فتبرع زوجي أن يوصل الصغار لداخل البيت ثم يعود ﻷخذ الصغيرة من يدي.
كنت أنتظره في السيارة لما رجع لي ومعه الأغراض التي نزل بها .. يضعها في السيارة ويقول :" الظاهر أن بيتنا يحترق "
وأول رد لي بكل هدوء " وعيالي ؟"
إرتبك زوجي لما فتح باب الشقة وهجم عليه الدخان الأسود فطلب منهم الانتظار عند الباب.
ولإرتباكهم الشديد .. إنتظروه !
عاد لهم بسرعة وطلب منهم العودة للسيارة.وأطفأ الكهرباء الرئيسية في المنزل واتصل بالدفاع المدني.
بدت العشر دقائق التي انتظرنا وصولهم وكأنها ساعة.
دخلوا ليجدوا أن ألسنة اللهب قد إنطفأت لكنهم تأكدوا من عمل الكهرباء وطردوا الدخان.
كنت في الخارج أجيب عشرين سؤالاً في الدقيقة من رهف وعبدالعزيز وأذكرهم أنه ربما لن نجد ما تركناه في المنزل لكن ﻻ شيء يعوض فقدنا بعضنا فلنحمد الله.
وكانا حينا يعددان أغلى مقتنياتهم التي يظنان أنهما لن يعودا لها .. وحينا آخر يحمدان الله أننا كنا خارج المنزل .. ففي العادة نكون نائمين في الوقت الذي حصل به الحريق.
بينما كانت لين منبهرة بألوان أضواء سيارات الدفاع المدني.
قضى رجال الدفاع المدني وزوجي حوالي الساعة داخل المنزل. وطردوا الدخان و تأكدوا من بعض الأمور التي لم أفهمها.
صديق زوجي المقرب كان أول من علم بالحريق وحضر مباشرة ... ليجلس مع الأطفال خارجا حين ندخل للمنزل لنتفقد الضرر.
إلتقطت كمبيوتراتي المحمولة. وخرجت .. فالصور التي تحملها هذه الأجهزة ليست لي وحدي وﻻ ﻷطفالي فقط.. بل تحمل صور قريباتي وكل عملي ..
عدنا في نهار اليوم التالي. لنرسم خطة الترتيب والإصلاح وإخراج المقتنيات الغالية من المنزل.
تجمدت أمام كمية العمل المهولة !
من أين أبدأ ؟ وكيف ؟ ومن يستطيع أن يحتمل ابنتي لين التي ﻻ تحتمل أن أتركها في الغرفة مع آخرين ؟ مالذي يستحق محاولة التنظيف ؟ ومالذي يحتاج للرمي المباشر ؟
ممن أطلب المساعدة ؟ وماذا أطلب منهم بالضبط؟
تجمدت تماماً. . كالمسرنمة أتحرك وألتقط صورا .. وزوجي يتحدث ويقول لي خططا أفهمها لكني ﻻ أجد في داخلي حافزا للحركة..
لم تتضرر مجموعة الصور وﻻ المكتبة ولله الحمد.
كل ملابسنا وأغطيتنا وألعاب الأطفال وأغراض المدرسة وستائرنا تحولت سوداء ثم رمادية بعد تنظيفها ...
اكتشفت أن كمبيوتر العمل لم يعد يعمل ..
كمبيوتر العائلة يعمل بأعطاله السابقة ..
أما كمبيوتر التصوير (الأقرب لقلبي) لم أتجرأ بعد وأحاول تشغيله.. فهو كان يعاني الكثير حتى قبل الحريق.
شركات تنظيف المنازل رفضت مساعدتنا لتنظيف المنزل .. فهم ﻻ ينظفون آثار الحرائق.
زوجي الحبيب إستطاع قراءة آثار تجمدي الفكري واستعان بعامل الإستراحة للتنظيف المبدئي. ثم خادمة والدته جزاهما الله خيراً.
ثم أرسلت لي والدتي جزاها الله خيراً خادمتها أيضا وقامت بمعاونتي على التفاصيل.
المنزل الآن قابل للعيش .. لكنه عاد جديدا.. يحتاج لتأثيث وتنظيم وديكور من جديد.
وهي ضارة نافعة بالنسبة لي . الحمدلله.
فالمشاريع المؤجلة ستصبح الآن قيد التنفيذ .. إجبارا..
لمشاهدة بعض الصور
Www.instagram.com/wafakm
سأضع المزيد من الصور بمجرد ما أتجرأ وأشغل كمبيوتر التصوير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق