الأحد، 11 نوفمبر 2012

تدوينة تأخرت خمسة أشهر

هذه يومية .. كتبتها قبل خمسة أشهر ونسيت أو ترددت في نشرها .. لها تكملة .. لكنني أيضا مترددة في نشرها ..
===
أخرج من دورة المياه _أعزكم الله_ لأبحث عن زوجي بين الموجودين ..
رجل بقميص بورشه أحمر وبنطال أسود ونظارة بإطار شديد السواد والعرض وحذاء جوتشي .. يتأبط ذراع زوجته النحيلة بمكياجها الذي يقول لنا " أنا عروس جديدة " .. ويمشيان الهوينا ..
مجموعة من المراهقين يجلسون بثيابهم البيضاء وثياب النوم بنعلهم المهترئة وصنادل الحمام .. يقلبون البلاك بيري بيد ويقضمون أظافر الأخرى بقلق واضح ووجوه ممتقعة ..
على طرف الكرسي تجلس .. صغيرة جميلة بخدود خلقت لتعض .. يعلو وجهها تعبير محتار .. وتتصفح وجه العابر لتتبنى مشاعره على وجهها إلى أن تنتبه لمن بعده ..
حارسي أمن من المستشفى .. متوتران ، يقفان عاقدي الساقين بأحذية LV الأصلية ربما أو المقلدة بدرجة أولى .. عند باب غرفة الإنعاش .. ورجلي شرطة يخرجان ويدخلان من الباب الرئيسي ليكلما الموظفين وحارسي الأمن ويذهبان بأوراقهما المتناثرة ..
شابين في العشرينيات .. يستندان على الجدار وكأن عمودهما الفقري فقد قوته .. أقدامهم سوداء متسخة وحافية .. رغم الثياب البيضاء النظيفة التي يلبسونها ..
زوجي .. يستند على طاولة ويقف بانتظاري .. يمسك بحقيبتي التي تركتها معه .. والتي لو كانت غير حقيبة ناشيونال جيوجرافيك … ما ظننته حملها ..
وجهه يحمل تجويفين سوداوين بداخلهما عينان تنضح عروقهما بلونها الأحمر القاني .. تعلنان لكل من يرى أنني جررته للمستشفى وهو بحاجة للمخدة .. يحاول الابتسام لي ليظهر أنه غير قلق وغير متضايق .. وأنا أعلم أنه صحا الفجر قبل الرابعة صباحاً والوقت الآن يتعدى الحادية عشر مساء ..
يلتفت لنصف دقيقة .. فألتفت إلى حيث ينظر .. الشابين الحافيين ..
" أتيا مع الحالة التي توقف قلبها "
تذكرت الإعلان الذي صدحت به أجهزة الميكروفون قبل قليل
" attention ! attention ! code blue ER "
فتعاطفت معهما ..
استند على الطاولة مع زوجي لأخفف من ألمي .. الذي يروح ويجيء وكأنه يلعب معي الغميضة ..
أسبوع الحمل الأخير .. وآلامي تزداد لكن دون علامات ولادة واضحة .. اليوم زاد الألم بما يكفي لأشكو .. لكنني ندمت على شكواي بعد قضاء قرابة الأربع ساعات في ممرات الطوارئ ..

دون فائدة. ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق