الاثنين، 11 أبريل 2011

أنا وإخوتي . . برعاية سارة مطر

وبعد زمن طال . . أعود للكتابة الجادة ومحاولاتي الجادة . .
وإن احتجتم شخصا تلومونه ف سارة مطر هي ضالتكم . 
بسبب حديث مازح ودي على التويتر . . اقترحت علي أن أكتب رواية بعنوان» أنا وإخوتي«  وأنها أول من يشتريها . . كان ردي أني تركت الكتابة منذ سنين ولا أظنني سأعود إليها فقالت » للأسف خسرنا متعة «
===
هذا الحديث العابر . . ذكرني بمتعة تناسيتها طويلا . . ويبدو أن الشوق بدأ يداعب مشاعري ويغريني بالعودة . .

===
أنا الفتاة الوحيدة بين ثلاث إخوة ذكور.
والحفيدة الأولى في العائلة بعد أخي.
وأقرب أنثى من أقاربي عمرا . . تبعد عني خمس سنين . .
مما يجعلها في عالم مغاير تماما طوال فترة طفولتي . .
مما يعني أن احتكاكي بالذكور في العائلة أكثر . . ولطبيعتي التي تحب اللعب بالسيارات والكرة . . هذا الاحتكاك لم يكن يضايقني أبدا . . ولا أظنني كنت أبحث عن "صديقة" حتى بدأت بلبس الحجاب . 
====

والآن وبعد أن قاربت الثلث قرن من العمر . . لازلت أظن أن الذكور أسهل في الفهم والتعامل . . ولازلت » لو كان لي الخيار«  أفضل أن أكون ذكرا في السعودية أو أنثى في أي مكان آخر . 

====
لا لست مسترجلة ولست  ليبرالية ولست أي شيء لا أفهمه . .
ولإجابتكم . . أنا متزوجة وأم وربة منزل وسعيدة جدا في أدواري هذه.
====


نعود لحديثنا . .
خمس سنين في الطفولة تعادل سنين ضوئية بعد النضج . . تذكر نفسك في الخامسة وأخوك في العاشرة ولاحظ الفرق . . انتبه لقريبك في العاشرة والآخر في الخامسة عشر وقل لي أني مخطئة . .

لابد بالطبع أن أذكر أن بساطة تفكير الذكور غير متعمدة وأنهم إن أرادوا أن يلتفوا فتعمدهم التفكير يستطيع أن يرمي بك في واد تسير إليه بقدميك . .

لكنهم في الغالب يحبون التبسط في التفكير . .

على الأقل هذا ما رأيته في حياتي معهم . .
====

فصل الهياط

" لا والله ما تدفع . . هالمرة علي . . لا والله علي الطلاق إنك ما تدف "
وتدافع الأيدي وترامي النقود على الطاولة والنادل الذي ينظر بنصف ابتسامة متفهمة وحيرة شديدة في اختيار نقود من ?
هذا كله مشهد معتاد جدا . .
فلنضع هؤلاء الاثنين في مواقف مختلفة وسيناريوهات مختلفة . 
فلنفترض أنهما لا زالا في كنف العائلة . . في بداية العشرينات أو نهاية "الطعش"
وخرج أحدهما مع أخته الأكبر الموظفة حديثا . . لقضاء أي حاجة . . السيناريو المتوقع أن يقول لها : " معك فلوس ? أبي أعبي السيارة بنزين . . سلف "
وغالبا الأخت ستدفع . . بنية أنها لن تسترجعها منه . وهو يعلم ذلك . وسيضع هذه النقود في خانة " خدمتها فخدمتني " .
أو في خانة " أنا ممتن جدا لأختي " .
أيتها الأخت . . لا تتوقعي عودة هذه النقود قريبا . .
--
السيناريو الآخر :
في بداية الثلاثينات . . متزوج . . مع زوجته في السوق . . عند المحاسب ترفع زوجته الحقيبة لتدفع . .
أؤكد لك أن في 80% من هذهالمواقف تنتهي ب نظرة وسيسبقها في الدفع
أيتها الزوجة . . لا تستعجلي الدفع . .إلا باتفاق مسبق معه.

--
السيناريو الثالث :
كلاهما في منتصف الثلاثينات . أحدهما ينوي شراء سيارة . يصطحب الآخر ليستشيره. الطرف الثاني يشيد ياختياره . .
الحوار سيكون كالتالي :
" هذه هي السيارة التي اخترتها "
" ما شاء الله . . اختيار ممتاز . .  فكرت في السيارة الفلانية? العلانية? "
" نعم , مواصفاتها لا تختلف عن هذه كثيرا وهذه تناسبني أكثر . . لكن يبدو أنها ليست من نصيبي . . "
"لماذا ? "
" تنقصني خمسة آلاف "
هنا يبدأ الحوار بالاختلاف . .
إن كان الطرف الثاني مالكا لهذا المبلغ ويستطيع الاستغناء -ولو مؤقتا - عنه فسوف يعرضه على الطرف الأول بكل أريحية وبلا تفكير متعمق .
فهذه فرصة ذهبية له . .
أما إن كان لا يملكه فسوف يمتعض كثيرا ويقول
" تلقى غيرها إن شاء الله "
---
الاستدانة بين الأصدقاء الذكور لا تسترد في المبالغ الصغيرة. والمبالغ الكبيرة تعتبر استثمارا طويل الأجل. سيعود إليه هدا المبلغ إن احتاجه لاحقا . بنفس الحوار السابق الذكر لكن بتغيير الشيء الذي سيتم شراءه.
لكن ما يهم حقا هنا هو من منهم أكثر مساعدة للآخر. هذا سيعيد ترتيب الأمور بينهم ويحدد أيهما القائد.
الذكور يحتاجون لقائد . ولما أقول أنهم يعيشون بتفكير القطيع فأنا أقصد الترتيب في القيادة .
وهم يحترمون هذا الترتيب جدا . قد يتحدونه أحيانا إن ظنوا أن في هذا التحدي ما يفيد لهم شخصيا أو للقطيع .

وهذا يقودنا للهياط. وهذه هي الكلمة العامية في السعودية.للتفاخر الغير منطقي .
الهياط هو نوع من تحدي السلطة . او فرضها حتى . ويذكرني كثيرا بالطيور عندما تنفخ صدورها وتتباهى بريشها .

في سيناريو الأخت .  لا يحتاج الأخ إلى الهياط . فأخته تعرف كل الحقيقة.وهو يعرف أنها تعرف.وهي تعرف أنه يعرف أنها تعرف. فلاداع لكل التعقيد. كما أن القائد في العائلة يكون الأب فلاداع أيضا لمحاولة القيادة.
في سيناريو الزوج. هذا التصرف من الزوجة يتحدى قيادته. فلن يسمح به.
أما بين الأصدقاء . . فالأمر مختلف . وتغيير القيادة ممكن جدا. باعتبار قوانين غير منطوقة وغير مكتوبة بينهم. وفي الغالب يكون الأمر الفاصل هو من منهم الأكثر فضلا على البقية. سواء كان ذلك بالمادة أو بالعلاقات التي أفادتهم. أو بتوفير المكان الذي يجتمعون به

==

فصل طبخ أمي

»يدمن الشباب الذهاب للمقاهي ولا يطلبون إلا كابوتشينو . . وبعد سنين يجربون الموكا «  _ سارة مطر.

معظم الذكور لا يهتمون بتعلم فنون الطبخ. وكلنا نعرف أن ما نعتاد عليه ونحن صغار يصبح ركيزة أساسية في مقارناتنا عندما نكبر.
وأن ما كانت أمنا تقدمه لنا ونحن صغار مرتبط بذكريات ومشاعر عديدة تجعله مألوفا , محببا ومريحا.

لذا , من الطبيعي أن يقارن الشاب ما يأكله بما كان معتادا عليه في الطفولة. و يغلب عليهم أن يعتبروا ما كان يقدم لهم هو الأصل والأفضل.

فأمي تحبني وتقدم لي ما لايمكن أن يضرني.
وأمي تعرف تماما ما أحب .
وأمي تطبخ منذ أعوام.
وأمي وأمي . . . .

لكن للأسف هذه ليست حقيقة إلا في رأس الشاب. _ أنا أم وأعرف ذلك جيدا_ .
وكل ما سبق ذكره يجعل معظم الشبان لا يحبون المغامرة فيم يدخل معدتهم. والمغامرين منهم تجرؤا بسبب شخص يثقون به كثيرا .
أتمنى من الأمهات أن يفتحوا آفاق أطفالهم بدء بكورن فليكس جديد. وإدخال بعض المأكولات الغريبة بين فترة وأخرى.
فالأمر أكبر من مجرد سوشي أو تاكو .
فغالب من تعلم المألوف بالأطعمة في طفولته لا يحب تجربة أي فكرة جديدة.

وبالنسبة للزوجات الجدد. صادقي على كلامه وامدحي طبخ أمه. فهو محق تماما. على الأقل .في رأسه..
===

فصل أنا وسيم وكل البنات يتمنوني.

معظم الأبحاث في مجال تقدير الذات تؤكد على أن الذكور يتمتعون بنظرة أفضل لأنفسهم من الإناث. ولهذا أسباب عديدة لم يتفق على أحدها أيا من الباحثين.

لذا فالخوف من الرفض شبه منعدم لديهم. وتجد أنه عند البحث عن الزوجة. . يضع شروطا عالية جدا. وشبه مستحيلة خصوصا بالمقارنة معه هو ومميزاته الحقيقية.

ولكن عندما يرفض مرة واحدة . . يصبح لديه صدمة عظيمة . فإما أن يحتقر من رفضه أو يحتقر ذاته. وكلا الحالين لن تكون نتيجته جيدة.

ومن المشاهدات التي نستغرب لها نحن الإناث بسبب هذه الصفة . أن نرى شخصا بنسبة متدنية من الوسامة _السائدة فالجمال في عين من يراه_  يتقدم بكل ثقة ويرسم ابتسامة عريضة جانبية لفتاة مشغولة عنه في المقهى.

أو أن نسمع أحدهم يتشدق بتلك الفتاة التي كانت تغازله . . والأخرى التي كانت تطيل النظر إليه . . في المكان الفلاني. وكأنه آخر رجال العالم والفتيات لا هم لهن إلا الحصول عليه. 

==

فصل أنا المصلح والمخلص وكل ما تحتاجون

نحن الإناث نحب الفضفة. الذكور ببساطة تفكيرهم يظنون أننا نقول لهم أيا كان ذلك الذي نقوله من أجل سبب واضح هو البحث عن حل.
تفضفض الإناث للتنفيس عن المشاعر لا للبحث عن الحلول. على عكسهم. ولما يبدأ بمحاولة الحل . سنشعر بشيء من الإهانة لأننا وجدنا الحل وسوف نقوله في سياق الحديث لكننا نتكلم من أجل المشاعر .

أسهل حل لهذه المعضلة أن تكوني مثلهم بسيطة ومباشرة. قولي له في بداية الحديث. »هذا أمر يشغلني . لدي له حل لكنني أحتاج لمشاركتك مشاعري. لا تعرض علي حلولك إلا بعد أن تسمعني للنهاية . أحتاج منك تعاطفا وانتباها فقط.

===
فصل تعالي نامي.

الزوجة تشاهد فلمها المفضل ولا تنوي أن تصحو مبكرا. وزوجها نعسان . فيقف ويمشي لخارج الغرفة ثم يلتفت ليقول »تعالي نامي « لترد عليه ببساطة » لا أشعر بالنعاس « . .

الأب يرى ابنته على الكمبيوتر في منتصف الليل . . تراجع واجبها قبل أن تطبعه. ودون أن يعرف مالذي تفعله يقول بنبرة غاضبة » قومي نامي «
هذا الفصل يعود إلى مسألة القيادة والتعبير .
عزيزتي الأنثى . . يصعب على القائد المصلح المخلص أن يقول » أنا بحاجتك«. أو » أنا قلق عليك « . . أو » أنا أهتم بك « .  

في سيناريو الزوج . . الترجمة الفعلية لما يقوله هي » أنا محتاج لحنانك وحبك .  أريد أن أشعر بك بجانبي . . أنا متعب جدا ومضغوط في عملي ومتضايق وأنت واحتي وراحتي وأكثر من أحب «
في سيناريو الأب . . الترجمة الفعلية لما كان يقوله هي » ابنتي الحبيبة . . أنا قلق جدا على صحتك . . فليذهب أيا كان ذلك الذي يزعجك ويجعلك تسهرين الليالي الطويلة إلى الجحيم . . أريد أن أساعدك . . أنا أحبك واهتم بك «
لذا في المرة القادمة التي يقول لك فيها زوجك » تعالي نامي « . . ابتسمي واسعدي واطفئي التلفاز واذهبي معه.

وعندما يقول لك والدك » قومي نامي « . . اشرحي له أنك سوف تنتهين قريبا وأنك غير متضايقة . أو حتى اطلبي منه مساعدة بسيطة. هذا أمر سيسعده جدا


=

هناك 9 تعليقات:

  1. اخيراً
    :
    يا وفاء
    وتدوينة جميلة جداً
    اتفق معك في الغالب
    اما الاسطر العشر الاخيرة
    فهذه. ممارستي اليومية ههههههههه
    اما ان الام تدخل بعض الأطعمة
    فكرره حلوووه بس للأطفال
    اما الكبار فخلاص راحت عليهم
    مستحيل اجرب الشوسي ههههههههه
    :
    استمري في فصولك واستمري بالكتابة
    وشكرا لك وشكرا للراعي الرسمي سارة مطر

    ردحذف
  2. لم أفهم حكاية الراعية الرسمية
    لكني أتفق في جميع ما تفضلتي به و أضحكتني جدا السطور الأخيرة " قومي نامي "
    عزيزتي وفاء ،، كما يبدو لي فإنك تفهمين الذكور جدا وليس كل فتاةوحيدة على إخوة ذكور تستطيع أن تكون كذلك !

    ردحذف
  3. سعيدة بتعليقك عمي . . .

    لا تجرب السوشي . . شجعهم يجربونه . .

    ----

    إحسان العزيزة . .
    برعاية سارة مطر . . كناية أنها السبب في كتابة هذه التدوينة
    أشكرك جزيلا عزيزتي على تعليقك اللطيف

    ردحذف
  4. جميل جداً

    احيانا من متع الحياة عدم التحليل الفعلي لما يجري حولنا و الاستمتاع فقط بما نقوم به ...

    قرأت مرة للدكتور مصطفى محمود (رحمة الله علية)تحليلاً علمياً كيميائاً و ميكانيكياً للقبلة فكرهتها ...

    و ايضاً من متع الحياة فهم ما يجري حولنا لنستمتع اكثر ...

    فعلاً تناقضنا جزء من انسانيتنا ...
    شكرا وفاء على هالمشاغبة الفكرية ^_^

    ردحذف
  5. ماشاء الله سرد افكار متسلسل وواعي
    اعجبني كثيرا واراك مستقبلا توقعين كتابا في معرض الكتاب
    وتحارشك رجالات الهيئة انه ممنوع ان تبتسمي لقرائك
    ويجب الفصل

    بوسي لي القمرين
    تحيّة
    Haya Al-Harbi

    ردحذف
  6. طراد :

    شكرا للتعليق . .
    زيادة الفهم مفيدة إن كنا نتعرض لمشكلة تعيقنا . . لكنها ليست مهمة في كل أمر.
    زيادة التحليل عما نحتاج غير مفيدة أبدا .
    لا أظنني حللت الأمور كثيرا .

    -----

    هيا الحبيبة . .
    شكرا عزيزتي . .
    لما ازدحمت الأفكار وطالت الصفحات ظننت أن هذه التدوينة ستتحول لكتاب لكن لما راجعتها تأكدت أني لم آت بجديد يستحق قطع الأشجار من أجله.
    أغلب ما كتبته معلومات عامة .

    (توصل إن شاء الله )

    ردحذف
  7. وصلت السيناريو الثالث
    وسأعود لمتابعة القراءة طبعاً

    ردحذف
  8. أكملت القراءة وأستمتعت
    لأني أعجبت بما كتبتي .. سأشاركه :)

    ردحذف