الاثنين، 9 مارس 2009

الموت

مقال قديم أيضا ..
---
ما هي مشكلتنا مع الموت ؟؟؟ لماذا نحزن ونتحسر ؟؟؟ لماذا نفاجئ وننفجر باكين ؟؟؟ وفي بعض الأحيان نفقد الوعي ...
لماذا ندعو بالموت على من نكره ؟؟ لماذا نفعل كل هذا ؟؟؟
ألسنا نعرف أن الموت حق ؟؟ ألسنا ندرك أن الموت قادم لا محالة تأخر أم تعجل ؟؟؟ لماذا نعتبره أمراً سيئاً ؟؟

الموت لا يفرق بين صغير وكبير ... ولا يفرق بين صحيح وعليل ... ولا ذكر أو أنثى .. ولا ظالم أو عادل ... لا يفرق بين أي من البشر ... فلماذا ننساه وعندما يأتي نظل مفاجئين ونفتح قنواتنا الدمعية على آخرها وتظل أنوفنا تسيل دون توقف ... ونقضي على علبة المناديل الواحدة تلو الأخرى صانعين من مخترعها مليونيراً .. ومصدرين أصوات الإوزة من أنوفنا ... وتاركين شراييننا الصغيرة في أعيينا تحتبس بالدم محولين العيون إلى بركتين حمراوين ...

ننسى الموت ... وعندما يأتي يكون موقفنا كالذي يُصفع وهو يسير في نومه ...

الموت ..

اسم لشيء لازال مجهولاً بالنسبة لنا ... هل هو نهاية أم بداية ؟؟؟ ..
هل هو نهاية هذه الحياة العابثة فنسعد ؟؟؟ أم بداية لتلك الحياة الجادة فنحزن ؟؟ ...

الموت ..

لا تكمن المشكلة في الموت ذاته بل في الفراغ الذي يتركه الميت بعده ... في أغراضه .. في ذكرياته السعيدة التي نفتقدها .. وذكرياته الحزينة التي نندم عليها ... في الخطط المبتورة التي وضعناها ...
في رائحة ملابسه التي اعتدنا عليها ... وعبق غرفته .. وشذا عطوره ...
في الكلمات التي كان يرددها ... في الأبيات التي كان يحبها ... والسخافات التي كان يتمتم بها ...
في تلك الشعرات التي نجدها عند تنظيفنا غرفته ...
وتلك البصمات المزيتة التي كان يتركها على طاولته ...
في كل تلك الأشياء الصغيرة التي لم نكن ننتبه لها ...

هذه هي مشكلتنا مع الموت !!

هل نستطيع التغلب عليها ؟؟؟

إنا لله وإنا إليه راجعون ... اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها ..
---
ولكم الشكر جزيلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق