الخميس، 20 يونيو 2013

أنا والدراسة الجامعية


السلام عليكم 

دعوني أحكي لكم حكايتي مع الجامعة.
تخرجت من الثانوية سنة 2000 . مليئة بالأمل والتفاؤل والقلق والترقب والأحلام الوردية كغيري. في ذاك الوقت كانت كل جامعة لها اختبار القبول الخاص بها . وتم قبولي في جامعة الملك فيصل وكلية التربية للبنات. 
لأسباب عائلية أضطررت أن أبلع غصتي وأنا أسحب ملفي وأوراقي الرسمية من جامعة الملك فيصل وأنقلها وأنا أبكي في عمادة القبول والتسجيل في كلية التربية للبنات. 
إكتأبت كثيرا.. زاد وزني أكثر من 20 كيلو في سنة واحدة . جربت الرسوب للمرة الأولى ، بعد سنوات من التفوق. وكان نظام الجامعة هو إن رسبت في أربع مواد فيجب أن أعيد السنة. 
فرسبت في أربع مواد في الفصل الدراسي الأول ، وصدمت صدمة أكبر كشفت لي أنني لم أبلع تلك الغصة .. وأصبحت زومبي في الفصل الدراسي الثاني. ورسبت في البقية من المواد..  

أعترف أنني لا أتذكر الكثير من هذه السنة بسبب الحادث الذي حصل في سنة 2001 أو 2002 وجعلني أفقد الكثير من الذكريات. لكن هذا ما كانت تقوله مذكرة يومياتي .. 

تزوجت سنة 2003 وانتقلت لمدينة تبعد عن كليتي 80 كيلو متر .. وصرت أنتقل بالحافلة يوميا .. وحملت وكانت فرصتي للإعتذار والذي قدمته في بداية السنة ولم يتم إجتماع الإدارة للنظر به إلا بعد ثمانية أشهر تقريبا .. وكان التاريخ بالضبط يوم الثلاثاء 13 إبريل 2004 . والذي أتذكره بشكل واضح لأن ولادة ابنتي كانت في يوم الأربعاء 14 إبريل 2004 الساعة الرابعة عصرا . 

عدت بعد تسعة أشهر مقتنعة أنني لا أريد العودة ، ولكن وعد زوجي لأمي بأن لا يمنعني من إكمال دراستي ودولتي الحبيبة التي تعتبرني قاصرا لا قرار لي إلا بموافقة ولي أمري  ، منعتني من طي قيدي بنفسي. 

حاولت أن أدرس ، لم أكن أستطيع ، كان الأمر أقسى مما أقدر عليه .. ولأنني كنت في وقتها أجبن كثيرا من الإستمرار بمواجهة مجتمعي ومحاربتهم للتخلي عن حلمهم المفصّل لي .. قررت أن أعتبر الجامعة مكانا جميلا للقاء الصديقات وتوطيد العلاقة بهن والنشاطات التي أحبها. 
كانت تلك السنة من أجمل السنوات التي قرأت بها كل الكتب التي تأخرت بقراءتها ، وأخذ دورات عديدة . عملت الكثير من الأبحاث وساعدت كل صديقاتي في واجباتهن وأبحاثهن . كنت أدرس بجد لكنني كنت أذهب للإمتحان لأغرق في أحلام اليقظة ولا أجيب شيئا في محاولة لطي قيدي بسبب الرسوب .. 

وفعلا ، هذا ما حصل .. ورسبت وطُردت من الجامعة وفي نيتي أن أعود للدراسة حين أجد التخصص الذي أحبه وأريد دراسته قد فتح أحضانه لي .. 

رسمت خطتي ووضعت عيني على جامعة الملك عبدالعزيز في جدة لأنها في ذلك الوقت الوحيدة التي تقدم نظام الإنتساب ، وفي كل عام أدخل لصفحتهم لأجد أن التخصص الذي أحبه مفتوح لطلبات الرجال فقط .. 

إنشغلت عاما آخر ، ثم عدت هذا العام وقد جمعت المال الكافي للسنوات الأربعة من الدراسة . وكلي أمل أن تخصصي الحبيب يستقبل الطالبات .. ووجدته قد فتح أحضانه لي .. القبول للطالبات أيضا وليس فقط للطلاب .. 

ارتفعت آمالي ولا أخفيكم أنني ذرفت دموع الفرح وعدت لنفس مشاعر سنة 2000 الجميلة .. 
وانتظرت يوم التسجيل بفارغ الصبر . وسجلت في اليوم الأول إن لم تكن الساعة الأولى .. لكن سنة تخرجي لم تكن في القائمة المنسدلة .. ولما سألت في تويتر قالو لي سجلي بأقرب سنة .. وفعلت .. 

وأكدت الطلب في الموعد .. وآمالي وأحلامي بدأت بالإقتراب أخيراً .. 

ثم ... حصل هذا 



عزيزتي جامعة المؤسس ، 
كيف لي أن أؤكد لكم أنني أستحق هذا المقعد ؟ هل تريدون اختباري مرة أخرى للتأكد من معلوماتي وقدرتي على التعلم ؟ 
هل تريدون التأكد من جديتي ؟ 
هل تودون أن أأتي لكم برسائل توصية ممن عملت معهم ليؤكدوا لكم كم أحب هذا التخصص وكيف كنت أنتظره ؟ 

ست سنوات من الأمل ، انتهت بإحباط كبير . لكن لن أفقد الأمل وسأبحث في مكان آخر . 

شكرا لك سوسن .. واسيتني كما إحتجت ... أحبك 


أقاربي الأحبة .. الحريصون على إكمالي لتعليمي .. 
أفهم حرصكم وأقدره .. 
إن أردتم لي أكمال دراستي فأنا أريد تخصص علم النفس ، والدراسة عن طريق الإنتساب . فقط . ابحثوا لي عن طريق لهذا التخصص الذي انتظرته وأحببته منذ الصغر .لا تقدموا اقتراحات أخرى ، يكفي ما حصل في كلية التربية. 


هناك 4 تعليقات:

  1. عزيزتي وفاء.. تألمت و حزنت و أنا أقرأ تدوينتك هذه. ليس بيدي حل و لا إقتراح أقدمه لك. أنا على يقين تام أن عندك القدرة و الكفاءة لنيل التميز و التفوق بأي هدف أو غاية تسعين إليها و تتيسر لك.
    لابد أن هناك بالأمر خيرة لك لا يعلمها إلا الله. و الشئ الوحيد الذي أنصحك به هو أن لا تفقدي الأمل بالله. جميعنا نسعى و العوائق و الصعاب كثيرة. المهم أن نواصل.
    ( وعسى أَنْ تكرهوا شيئاً وَهوَ خير لكم وعسى أَن تحِبوا شيئاً وهو شر لكم واللَّهُ يعلم وأنتم لا تعلمون ).

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا راوية .. خيرة إن شاء الله

      حذف
    2. عزيزتي وفاء.. اعلمي اولاً ان ما حصل هي احداث تقود لماهو افضل باذن الله.
      ليست مصادفة ان تاريخ ولادتك تلى تاريخ الاجتماع.
      كل ما حصل و سيحصل هو لحكمة عند الله يعلمها ولا تعلميها.
      مررت بحالة مشابهه .. و بعد ان اقتنعت بان كل ما حصل هو تيسير من الله لطريق اخر ، هدات و سلمت امري لله.


      اقتراحي لك ان تبحثي عن جامعة خارج المملكة.
      اذا كانت لغتك الانجليزية ممتازه فانا انصحك ان تتقدمي للدراسة عبر الانترنت.
      ااكد لك ان التعليم الذي ستحصلين علية اقوى و افضل من ما ستقدمة لك جامعة الملك عبدالعزيز.

      ايضا .. آحدى قريباتي متخرجة من جامعة الملك سعود ، علم نفس مع مرتبة الشرف، لم تحصل على وظيفة بعد!
      و الان تدرس ارشاد اسري في جامعة اماراتية عن بعد.

      الفرص كثيرة ، فقط فتشي جيدا

      حذف
    3. شكرا أروى ..

      كلمات تصل القلب مباشرة

      حذف