الجمعة، 21 فبراير 2025

بودكاست شسمه ؟ : ليه ما في بنات ؟ / 2










السلام عليكم . أنا وفاء خالد، وهذا شسمه بودكاست .. عن أي شي وكل شي. كل مرة أمسك موضوع شاغل بالي وأسولف معكم.

مثل العادة ستجدون كل المراجع والنص الكامل في المدونة.

www.wafakm.com موجود رابطها في وصف الحلقة مع طرق التواصل




اليوم سأبدأ الحلقة بطلب، إن كنت مهتم أو مهتمة بالموضوع الذي نتكلم عنه اليوم، سجّل أو (سجّلي وهو الأهم) عبر الرابط الموجود في وصف الحلقة والمدونة.




في الحلقة الماضية كانت الأسئلة موجهة للاعبين في مجتمع ألعاب الورق في السعودية ومعرفة وجهة نظرهم في أسباب عزوف الإناث عن ألعاب الورق وخاصة ألعاب ال TCG.


"الإشكالية الكبرى إن الأماكن الحالية الموجودة غير مجهزة أبدا لاستقبال العنصر النسائي في الألعاب، حتى المحلات الموجودة لا يوجد جهد لاستقبال ناس جدد، هم هدفهم الشخص المتعمق في الهواية، وليس جذب أشخاص جدد"


زرت خمسة أماكن في السعودية، مكان في البحرين ومكان في قطر .. تقدم خدمة إقامة الدوريات المحلية وإدارة مجتمع اللعبة في المدينة أو الدولة. وجميعها اشتركت في بعض الملاحظات التي - في رأيي - قد تكون أسباباً رئيسية في دفع الأشخاص خارج مجتمع اللعبة. قبل البدء بسرد هذه الملاحظات. لابد أن أذكر أنني أعرف الأسباب، وأعرف أن صغر مجتمع اللعبة وارتفاع تكلفة رعاية هذه الألعاب تحتم على أصحاب المشاريع أن يقتصدوا في النفقات وألا يدفعهم حماسهم للعبة للمزيد من الخسائر المادية خاصة أن أغلبهم بالكاد يصلون إلى نقطة الاتزان في المصروفات والأرباح وبعضهم يصرفون على المشروع أكثر مما يكسبونه منه مادياً، ولولا دعمهم المستمر لمجتمع اللعبة واحتضانهم لها لما استمرت. ولكن أساس هذا الاقتصاد الشديد ، إضافة إلى رغبتي الشخصية بزيادة عدد اللاعبات، يجب أن تشجع قادة مجتمعات هذه الألعاب إلى توسيع شريحة اللاعبين وإدخال شخصيات جديدة في الدوريات مثل الأطفال والإناث إلى المجتمع لضمان استمرارية اللعبة ومحلاتهم.


"ديكور المكان، تجهيزات المكان، نظافة المكان، كلها تأثر على قرار الشخص بهل أدخل هذا المجتمع أم لا ؟ وغالباً تنفر، لا يعجبهم"


نعود للملاحظات، جميعها اشتركت بالفوضى العارمة، انعدام الحس بالديكور، عدم تقديم خدمات بسيطة مثل المشروبات والمأكولات الخفيفة، إضاءة حزينة، ورغم أن الطاولات والكراسي هي أهم ما يوجد في المكان لخدمة اللاعبين، إلا أنها كانت من أرخص الأنواع وأقلها راحة.

كل هذه الأشياء لا تلمس الأعصاب الفضولية للناس وتمكّنهم من تجاهل المكان عند المرور.

وعدم دخول أشخاص جدد للمكان يعني أنه لا توجد احتمالية لزيادة عدد اللاعبين واللاعبات. وبصراحة شديدة، تقلل من احتمالية أن يتكلم عنه من يزور المكان. أنا، ومثلي كثيرون، نفكر ألف مرة قبل أن ندعو شخصاً جديداً لزيارة المكان والتعرف على الألعاب. بسبب العوامل المشتركة التي ذكرتها. خاصة أننا نعرف أن من ندعوهم قد ينفرون من اللعبة بسبب المكان. لتعودهم على مستوى آخر من المساحات الدافئة والمرحبة.

كيف أستطيع إقناع صديقة مهتمة قليلاً بألعاب الورق بأن تزور مثل هذا المكان وأنا أعرف أنها اعتادت الذهاب إلى محلات ومقاهٍ ومطاعم تتنافس في تجميل المساحات لجذب العملاء. خاصة مع الصورة النمطية المنتشرة عن محبي هذه الهوايات، والتي رسختها النكات الكثيرة في الإعلام الأميركي بتركيز غريب ومؤذٍ لكل مهتم بها.


"أنتِ كنتِ تلعبين وتدحلين دوريات معي، لماذا تغير الأمر ؟

أحيانا لا أشعر برغبة بذلك

وبعد ؟ .. قولي.. عادي ..

أوكي، أنا أتكلم مع اللاعبين ومتابعي الأنيمي، عندما تذهبون إلى البقالة وتمسكون الredbull والحار نار، امسكوا معكم [مزيل العرق] أيضا"



هنا يجب أن أنوّه أن مشكلة النظافة الشخصية لدى اللاعبين في جميع الأماكن التي زرتها أهون بكثير مما يوجد في العالم الغربي بالذات. حتى أن لعبة يو-غي-يو وضعت في موقعها الرسمي داخل مجلد شروط الدوريات أن يكون اللاعب نظيفاً وملابسه نظيفة كي يُسمح له بالمشاركة في الدوري.


بالنسبة لكلام لين، ربما، كان كلامها قاسٍ قليلاً، وربما بالغت، لكن ذرة الحقيقة موجودة، زرت جميع هذه الأماكن القريبة، ولاحظت أن غالبية الموجودين يعرفون بعض من سنوات. و يرتادون المكان عدة مرات في الأسبوع، فأصبحت هذه المساحة مألوفة جداً ويعاملونها معاملة غرفة إضافية في المنزل. العديد ممن يتواجد هناك، يرتدون ملابس مهمتها الوحيدة هي ستر الجسد، وشرطها الوحيد هو كونها نظيفة بما يكفي. والأحذية معدومة تقريباً، الموجود هو -أكرمكم الله- النعل المنزلي العادي أو نعل كروكس إذا كان الواحد منهم متأنقاً.


أنا متأكدة، أن نفس هؤلاء الأشخاص لن يرتدوا هذه الملابس لو قرروا الخروج مع بعض لمقهى أو سينما. لكن مساحة اللعب ومحل ألعاب الورق، هو منزلهم الثاني والموجودون هناك هم في مكانة أخوتهم أو أصدقاء لا كلافة بينهم. ورغم أن هذا الوضع مريح جداً للاعبين المخضرمين والدائمين، إلا أنه ربما يكون منفراً للاعبات الجدد.

والحلقة المفرغة هي: بسبب انعدام اللاعبين الجدد، تستمر الراحة الزائدة، بسبب الراحة الزائدة عن الحد، تستمر المظاهر هذه، بسبب المظاهر هذه تقل احتمالية دخول لاعبين جدد … الخ

أحياناً أرغب بدعوة صديقة لتدخل الدوري، وأتردد لأنني أعرف أنها قد تنفر من هذه المظاهر، والمكان الفوضوي. وفي نفس الوقت لا أستطيع التواصل مع مجموعة اللاعبين لأقول لهم : رتبوا المكان والبسوا لبس مرتب، جايينا ضيوف.


نرجع لموضوع الملاحظات على المحلات، أوصلت أسئلتي للأستاذ منصور العجمي، المالك لفرعي "العالم الافتراضي" في الرياض والظهران، واستأذنته في إدراج أجوبته في البودكاست وسمح لي بذلك مشكوراً، ولأن جميع النقاط التي ذكرها مهمة، سأضع إجابته كاملة في نهاية البودكاست، لكنها في المختصر تعود إلى ما ذكرته قبل قليل.


إلى جانب الملاحظات في الأماكن التي تحتضن هذه الألعاب. نجد أسباب مجتمعية أخرى. ذكرنا بعضها في الحلقة الماضية. ونذكر الآن المزيد. غالباً من يهتم بأي ألعاب، هم الفئة الأصغر سناً وحرص المجتمع على حماية الإناث في هذه السن الصغيرة أكبر. مما يزيد أحياناً من صعوبة انضمام الفتيات للدوريات. بعد الحلقة الماضية، عادت المهندسة للعب بعد أن سمح لها جدولها أخيراً وهي سيدة متزوجة وتعمل الآن في الجامعة أثناء عملها على رسالة الماجستير. وانضمت طبيبة إلى مجتمع اللعبة في الشرقية. نلاحظ هنا أن السيدات يشتركن في أنهن تعدين مرحلة قلق الأهل ووصلن لمرحلة ثقة الزوج. وأنا لست استثناء، أنا حرفياً أكبر من أمهات بعض اللاعبين والأغلبية ينادوني "خالة وفاء" أو "ابلة وفاء".


"هي صغيرة، ليست كبيرة بحيث تعرف الشخص الجيد من السيء، البنات الكبار في الجامعة أو سوق العمل يعرفون من هو الشخص الجيد والشخص الراغب بالمصائب

ولهذا لم أدخل أختي إلى هذه المناسبات، حتى تتعلم أولاً عن أطباع الناس وكيفية التفريق بين الرجال [المحترم وغير ذلك] هذه نظرتي في الموضوع بصراحة"



"Why don’t we do [something] like a gaming lounge for girls?

You should reach out to those kind of places if they exist”



كان هذا الاقتراح أثناء استشارتي للفتيات في مجتمع لعبة DnD. لكن مشكلة هذا الاقتراح تكلفته المادية العالية وصغر مجتمع اللاعبات. من الممكن أن نجد حلا وسطا، لأن كما ذكرنا في الحلقة الماضية، كل واحدة مننا تظن أنها الوحيدة وربما لو رأينا بعضنا في مكان محدد لزادت حماستنا في اللعب والحضور.


"It’s hard to find that community here especially here cause in the US you could just go and basically go online and type DnD or card games or board games or anything like that kind of stuff and you will find a community and just go to conventions. You can just buy tickets to a convention that is close by, especially small ones. You can go there, make friends and meet people. Here we don't have that mentality and it’s hard to try to find and to figure out how to build that community when there is no base to figure out the first step to even find that community. You know, cause i know they exist you guys are an example they exist but like trying to get to break that barrier of finding those people is very hard and I feel like a lot of people will find that the pool is a lot bigger than they realised but you don’t know that they are there cause you don't have that connection or that one friend that knows another friend in that community”



الحل الوسط بناء على المعطيات في رأيي هو تشجيع الإناث بعمل مساحة لعب خاصة لهم، حتى لو كان في مقهى أو مكتبة عامة. هكذا ستعلم الفتيات أنهن لسن أقلية في هذا المجتمع، وسيشجعن بعضهن للدخول في الدوريات التنافسية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي.


وتجربة من سبقني بعمل مثل هذه النشاطات فتحت عيني على الصعوبات التي قد تواجهني.


"أكبر صعوبة تواجهينها هي إنك تلاقين الوقت الفاضي، بالذات في الدوري تحتاجين عدد كبير فأصعب شيء هو إيجاد وقت يناسب الجميع، بالذات إن أعمارنا ليست 15، 16 وعندنا وقت، لا، كلنا عندنا وظائف [وارتباطات] تختلف عن [الطلاب] في المدرسة، الحل الوحيد إنك تلاقين عدد مناسب وتبدئين بالموجود، لو ما قدرتِ تسوين دوري كبير، لا مشكلة، ابدئي بدوري صغير."


"أول شيء ليكون المكان مهيأ للعنصر النسائي هو أن يكون أحد المنظمين بنت [أنثى]. لا ينفع أن يكون جميع المنظمين [ذكور] وتتوقع من الفتيات أن يشعرن بالراحة. لا يمكن. لو عندها استفسار أو مشكلة أو شكوى. الذي كان يساعدنا في التنظيمات التي كنا نعمل عليها هو خلود. هي كانت السبب الأساسي الذي جعل الفتيات يرتحن تجاه مناسباتنا. لأنها كانت حلقة الوصل ولا يحتجن للتواصل معي [كمنظم]. الأمر الآخر الأهم، لو كان عددهن قليل، يتم تنبيههن مسبقاً بعدد الفتيات المشتركات. إلى أن يزيد عددهن في المجتمع ويصبح تواجدهن دائم ومتوقع"



وحلها كلها يكمن في هذه النقاط :

الاستمرارية : وجود روتين معين معروف للكل، الاجتماع في هذا المكان في هذا الوقت بشكل دوري

العدد الكبير : كي تحضر 10 فتيات في كل مرة، نحتاج ل 100 فتاة مسجلة ومهتمة. فالحياة لا تسير كما نريد ولن تحضر جميع المسجلات لكن العدد الكبير يضمن أن نسبة منهن سوف تحضر بالتأكيد ونريد أن تترجم هذه النسبة إلى عدد جيد من الحاضرات.

تقليل التكلفة المادية : لنضمن الاستمرارية وتيسير دخول أشخاص جدد في المجموعة.

إدارة وعلم : يجب أن يقوم على الأمر - في البداية على الأقل- شخص يعرف قوانين الألعاب للتحكيم والتعليم. وشخص يستطيع إدارة المجتمعات. ويندر أن تجتمع الصفتين في شخص واحد.

تعاون ورعاة: وجود جهة ممكنة توفّر المكان أو الجوائز أو حتى مجموعات اللعب الجاهزة للمبتدئين

محتوى محلي عن اللعبة: عمل فيديوهات تعليمية لقوانين اللعب، وتصوير المباريات الحماسية واللقطات المثيرة بمحتوى عربي ستساعد على انتشار اللعبة في المجتمع وقد تشجع الشركات المنتجة لدعم المجتمعات المحلية وربما حتى ترجمة الألعاب للعربية

طبعا لن أتقدم بهذه الحلول الرهيبة دون أن أسعى لتحقيقها، الخطوة الأولى هي عمل قائمة للمهتمات والمهتمين وبدأت بالاستبيان الذي نشرته سابقاً والموجود، مرة أخرى في وصف الحلفة والمدونة. وأنا في طور التواصل مع رئيسات نوادي بعض الألعاب في جامعة في الشرقية لإدخال اللعبة في نادي الألعاب الذهنية والإلكترونية. وسوف نعلن عنه بمجرد انتهاء الانطلاق التجريبي.


محل العالم الافتراضي سوف يقدم الدعم في موضوع التعاون والرعاية والتحكيم. وبدأ بعض اللاعبين في الدوري بإنشاء محتوى عن ألعاب الورق باللغة العربية.

مثلا:

عبدالله العتيبي يصور المباريات الحماسية وينشرها في يوتيوب

محمد طرابزوني بدأ بعمل فيديوهات تعليمية لقواعد الألعاب

light playz بدأ بتصوير فيديوهات خفيفة وفلوقات عن الدوريات في الشرقية ونشرها


وجميع الروابط لقنواتهم موجودة في وصف الحلقة والمدونة.


بالنسبة للمكان، والروتين، يوجد أكثر من احتمال وسنعلن عنه بمجرد ترتيب الخطوات الأخيرة. لكننا الآن نحتاج اللاعبات. ولو وجدت عدد مسجلات كبير في مدينة أخرى غير الشرقية سنعمل على ترتيب لقاءات لهن لذا لا تجعلن وجودي في المنطقة الشرقية يوقفكن عن التسجيل في الاستبيان.


أود في النهاية شكر عبدالله العتيبي وصفية الدليجان بشكل خاص لأنهم من أعمدة مجتمعات الألعاب الخاصة في الشرقية. ورغم انشغالهم وصعوبة الأمر لازالوا يعملون على لقاءات لاعبي ألعاب الطاولة ولعبة Dnd التي تكرر ذكرها كثيرا في هذه الحلقة والحلقة السابقة وربما أخصص لها حلقة خاصة.

والشكر موصول كذلك للأستاذ منصور العجمي مالك فرعي "العالم الافتراضي" في الرياض والظهران لتجاوبه معنا وسعة صدره. والآن أترككم مع إجاباته على موضوع الملاحظات على المحلات.


للتواصل :


wafa@wafakm.com





روابط إضافية:





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق